مقالات سياسية

وأخيرا تحقق رجاءنا في إختيار السيد جعفر الصادق الميرغني لإدارة الإتحادي الأصل

صلاح الباشا

لقد سبق لنا قبل عامين من الآن أن قمنا بكتابة مقال كمقترح لقيادة الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل بضرورة إعطاء الفرصة للسيد جعفر الصادق الميرغني لشغل منصب نائب رئيس الحزب ولعدة اسباب ذكرناها في ذلك المقال، وها نحن نعيد نشره تارة أخري بعد أن قام مولانا الميرغني بإختيار نجله السيد جعفر الصادق لقيادة دفة الحزب للفترة القادمة كنائب للرئيس حيث كتبنا وقتها التالي.

حين أراد مولانا السيد “محمد عثمان الميرغني” مرشد الختمية ورئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي تقديم نجله السيد “جعفر الصادق الميرغني” لاعتلاء منصب مساعد رئيس الجمهورية في العام 2011م، من خلال المشاركة الأولى للحزب في الحكومة التي أعقبت قيام تلك الانتخابات العامة التي قاطعتها كل الأحزاب السياسية .. وخاضها الاتحادي الأصل حتى يرى حجم قاعدته الجماهيرية بعد غياب عن التنافس الانتخابي منذ العام 1986م .. وقد كانت نتائجها مخيبة لآمال الجماهير بسبب الممارسات السيئة التي جعلت من صناديق الانتخابات أضحوكة كبرى في التاريخ السياسي السوداني.. الشيء الذي أغضب مولانا “الميرغني” وقتها، حيث كان يثق في كلمة السلطة بتحقيق نتائج شفافة فخرج على إثرها من البلاد مغاضباً بعد أن قام بتوزيع بيان الغضب ذاك على كافة الصحف والفضائيات، وقد أوكل لنا شخصياً القيام بتلك المهمة حين كنا نعتلي مهام إعلام الحزب، وقد كانت الأمور توشك على تحقيق تحول ديمقراطي حقيقي في البلاد لولا بعض الصقور التي قامت بتعطيل ذلك التحول..

ما أدى إلى تأجيل التحول وتغييب الحريات السياسية وما رافقها من فساد مالي ظلت آثاره تضرب في خاصرة الوطن بعنف حتى اللحظة، وربما تمتد تلك الآثار إلى سنوات طويلة قادمة أن لم تتوفر ظروف شفافية تعيد الأمور إلى نصابها بكل قوة.

نقول إن مولانا “الميرغني” حين أقنعه القوم بالعودة إلى الخرطوم لممارسة دوره في الساحة السياسية، وأيضاً لقناعاته الشخصية بأن يبذل جهوداً متواصلة مع الحركة الشعبية حتى لا تندفع في مسألة انفصال الجنوب عن الشمال وتكوين دويلة صغيرة سيضربها الصراع القبلي المسلح والذي قطعاً سيؤثر في خطوط إنتاج البترول وفي إغراق الجنوب بالدماء الجنوبية.. وقد اقتنع “الميرغني” بالمشاركة في السلطة في ذلك الزمان برغم اعتراض قيادات لها وزنها في الحزب بأن المشاركة لن تؤدي إلى أي تحول ديمقراطي. ولقد قام سيادته بتقديم نجله السيد “جعفر الصادق” لاعتلاء منصب مساعد رئيس الجمهورية.. وقد ظل السيد “جعفر” من خلال سنواته الأخيرة بعد إنجاز اتفاقية القاهرة يتحرك حركة دءوبة داخل فعاليات الحزب الجماهيرية ويلقي مخاطبات موزونة في تلك المناسبات نيابة عن مولانا “الميرغني”.. وقد أعطى ذلك الدور انطباعاً لدى جماهير الحزب والختمية بأن السيد “جعفر الصادق” سيكون له السهم الواضح في قيادة الحزب في الزمان القادم.

وفعلاً اعتلى سيادته منصب مساعد الرئيس في المشاركة الأولى .. غير أن السخرية الإعلامية قد مارست دورها السلبي ضد هذا الشاب الذي كان من المؤمل أن يكون إضافة حقيقية لحقن الحزب بدماء شابة تحمل روح الوفاق الوطني، وتذكرنا باتزان رؤية عمه الراحل السيد “أحمد الميرغني” رئيس الدولة السابق.. فمارست الصحف والأسافير الضرب تحت الحزام لهذا الشاب الذي كان على قناعة بأداء دور داخل الدولة وداخل حزبه يحدث به نقلة نوعية، لأنه قد جاء وهو يستند إلى قاعدة حزبية وطائفية ضاربة الجذور في تراب بلادنا وتاريخها السياسي والاجتماعي.. برغم أنه قد جرت عدة محاولات من خلال ثلاثة أنظمة عسكرية ضاغطة لتغييب الأحزاب الكبيرة ذات الثقل الجماهيري من الساحة السياسية وهي : الاتحادي والأمة والشيوعي.. لكنها تعود في كل مرة أكثر قوة وتكتسح الانتخابات الحرة وتذهب جماهيرها إلى صناديق الانتخابات بكل حماسة وبلا حشد أو كلفة مالية.

ولذلك فإن دخول السيد “جعفر الصادق محمد عثمان الميرغني” إلى ساحة المعترك السياسي والرسمي من خلال أي بارقة أمل في تحقيق وفاق حقيقي بعد تلك التجارب المريرة المهلكة التي مرت بها بلادنا سيساعد كثيراً في خلق توافق وانسجام من أجل الوطن.. شريطة أن يقود الحزب أو الأحزاب الكبيرة مع السلطة قضايا السلام ومفاوضاته مع قطاع الشمال ومع الحركات التي تحمل السلاح.

كما أن السيد “جعفر الميرغني” ظل يحترم قيادات الحزب ورموزه الفاعلة.. ولم يعمل إطلاقاً على توجيه أي إساءات أو التكتل لإصدار قرارات إقصاء لقيادات الحزب بسبب أن لبعضهم اعتراضات على المشاركة في الانتخابات العامة الماضية استناداً على الانتخابات المضروبة التي تمت في أبريل 2010م.

لذلك..أن أراد الحزب أن يشارك في حكومة وفاق حقيقية من أجل تحقيق التحول الانتقالي الديمقراطي بأن يتيح الفرصة للسيد “جعفر الصادق” للإسهام الحزبي والحكومي خلال المرحلة القادمة.. ذلك أنه السيد جعفر وفاقي ومحترم ويحترم قيمة الناس والأشياء بسبب تواضعه الكبير ورؤيته الثاقبة في الحفاظ على وحدة الحزب وسلامة الوطن وابتعاده عن التصريحات الإعلامية الاستعلائية الطائشة التي جمدت أوصال الحزب الذي كان أكثر ديناميكية في الساحة السياسية، فهو خير من يمثل بيت “الميرغني” في التفاعل السياسي القادم .. فهو لا توجد لديه أطماعاً خاصة.. فهل تتاح له فرصة العمل الجاد لتحقيق لم شمل الحزب العريق.. والإسهام الجاد في مسارات تحقيق السلام القادم بعد أن أخفق الآخرون في تحقيقه؟؟

[email protected]

تعليق واحد

  1. حزب كله رهن اشارة رجل خرف يعتبر قطيع من النعاج لا أكثر من ذلك و يكفى أنه يضع يده مع السفاح الذى يقتل شبابنا و يرقص على جماجمهم، اختشو ياخ،، ان كان للأنقاذ فائدة واحدة فهى قد نزعت ورقة التوت من نوعية هذه الأحزاب التى تساق كألقطيع و لكننا لنتعلم الدرس دفعنا ثمنا” غاليا” أرواح شبابنا و وطنا” تم تدميره و أنتم شركاء لا محالة ولا مكان لكم فى سودان ألغد

  2. يا الباشا إنت جادي؟ قسماً بالله كنت قايلك بتسخر لما قريت العنوان!! شهاب الدين (أ…) من أخيه!!!

  3. والله انتو احقر من البغل البشكير، تفوووووووو عليكم جارين وراء اصنام وراكعين امام ثيران يا رمم تفوووووووو عليكم

  4. عليك النبي؟ولابس بدلة وكرفتة كمان اللبس بردلوبة وقف في صف حمل الاحذية،،، صلاح الباشا اعتقو انفسكم ياخي،،،ولله التيران بتكسرالزريبة وتفر،،،الغريبة اسمك الباشا.

  5. تعليقي انا أخف من كل هذه التعليقات ولو على ذات الوتيرة فلِمَ لَمْ تنشروه؟ أم هذه التعليقات التي جاءت بعده كلها ساخرة ولم تجدوا بداً من نشرها؟ برضو كان ترجعوا تجيبوه وتنشروه ولو في آخرها.. فالرجوع إلى الحق فضيلة.

  6. ما هذا الهراء احزابكم الوهميه دي كلها ممكن في ليله بتزول الناس الجهلاء المعاكم بكرا يتعلمو و يتخارجو منكم لكن البيظل هو سودانيتهم بس معليش الجهل كان كابوس مستمر 30 عام لكن حان وقت دفن هذا النظام بجميع فروعه و احزابه الفرعيه و المطبلاتيه و سيتذكر الشعب كل صغيره و كبيره فعلتها احزاب الوهم و الخراب و كل من ساعدهم من قريب او بعيد و سيلقى جزائه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..