“ما تكتل جناي”.. مواكب أمهات الشهداء تهز عرش القاتل

أم درمان: فدوى خزرجي
خرجت أمهات الشهداء في موكب مهيب باسم” ما تكتل جناي” حاملات صور أبنائهم الشهداء، مع دعوات جماعية للانتقام من قتلة أبنائهم، وذرفت أمهات الشهداء دموع عزيزة على أبنائهن، في مشهد حزين.
وخرجت المئات من الأمهات في موكب ضد قتل ابنائهم في التظاهرات الرافضة للانقلاب العسكري، وشهدت خلال الأيام الماضية مدن الخرطوم وأم درمان وبحري، عمليات قتل وقنص ودهس وضرب واعتقال للمتظاهرين الرافضين لسيطرة المؤسسة العسكرية على المشهد السياسي.
تجمعت أمهات الشهداء في صينية التجاني الماحي بأم درمان، الأسى والحزن والحسرة باديات على وجوههن، يحتضن صور أبنائهن الشهداء، والدموع تملأ أجفانهن، البعض منهن تائهات بأبصارهن إلى البعيد، ينظرن إلى طيف أبنائهن الذين قتلوا غدراً وهم يطالبون بالحرية والسلام والعدالة لكافة أبناء الشعب السوداني، ظللن يهتفن بصوت عال يشق عنان السماء، متجها صوب القاتل مقلقاً مضجعه بالقول: ” الدم قصاد الدم ما بنقبل الدية” و ” القتل ولدي ما بحكم بلدي”.
تحرك موكب الأمهات جنوباً بهذه الهتافات التي يملأها الحزن، وفاض على الشارع وذرفت الدموع، وعند وصول المشاركات الى مستشفى الاربعين هتفن باعلى الصوت “شكراً شكراً جيشنا الابيض”.
خرج المدير الطبي لمستشفى الاربعين مخاطباً الموكب، ومن ثم تقدمت احدى الأمهات قائلة: “نشكر الجيش الابيض وكل العاملين داخل المستشفيات في كل ربوع السودان على دعمهم وتقديم العلاج لمصابي الثورة لانقاذهم”. وأكدت على أنهن يفتخرن بنضال الجيش الابيض، وكل الكوادر في القطاع الطبي، وأردفت: “انتم تاج على رؤوسنا وكل نضالاتكم سوف تكتب على سطور من ذهب في سجلات تاريخ النضال السوداني”. ومن جهته خاطب المدير الطبي الموكب مقدما التعازي لهن وقال: “في البدء نُعزيكم أمهات وآباء الشهداء ونُعزي أنفسنا والشعب السوداني في فقدنا المشترك، ونترحم علي جميع أرواح الشهداء، و شهداء ثورة ديسمبر، وعلى أبنائنا الذين قُتلوا حديثاً من تاريخ انقلاب 25 أكتوبر، وندعوا لهم بالرحمة والمغفرة”، وأكد لهن بأن كل الكوادر الطبية سوف تكون في الخطوط الامامية سواء كان داخل المستشفيات او خارجها، واشار الى ان مستشفى الأربعين واجه عدداً من التحديات والانتهاكات المتمثلة في اقتحام المستشفى، وقمع الكوادر الطبية والمصابين من قبل القوات النظامية منذ بداية هذه الثورة، ومن جانبه قال د. محجوب: “شكراً لوقفة كل امهات الشهداء والثوار امام مستشفى الاربعين، لتقديم الشكر للكوادر الطبية العاملة” وأكد على أن الوقفة الحقيقية هي للثوار والشهداء الذين قدموا حياتهم فداء للوطن، وأردف: “سنستمر في ثورتنا حتى النصر“.
ادانة واستنكار
“ضربوا وغدروا وقتلوا ابنائنا الذين كانوا يطالبون بأبسط الحقوق التي تتمثل في “الحرية والعدالة والسلام” وحاملين احلامهم التي تتمثل في العيش الكريم، ومن ثم يتساءلن هل تلك المطالب جريمة حتى يتم قتلهم بتلك الطريقة البشعة” كانت تلك هي بداية كل حديث مع والدة أو اسرة شهيد، واستنكرت الأمهات القتل المُمنهج الذي يتعرض له أبنائهن وبناتهن منذ إنقلاب الـ25 من أكتوبر، بجانب الإنتهاكات والعنف المفرط الذي تتعرض له المواكب السلمية من إستخدام الرصاص الحي والمطاطي، والغاز المسيل للدموع والذي يُطلق بكثافةَ مما أدى إلى سقوط 63 شهيداً، فضلاً عن الدهس بالمدرعات في مليونية السادس من يناير في شارع الأربعين، وشددن على ضرورة وقف قتل أولادهن وبناتهن فوراً، وطالبن الأجهزة النظامية القومية بالقيام بدورها المناط بها المتمثل في حماية أرواح المدنيين.
ودعت الأمهات مؤسسات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي باتخاذ إجراءات حاسمة تجاه المجازر والقتل الممنهج الذي يتعرض له أبنائهن، وقللن من مواقف مؤسسات حقوق الانسان والمجتمع الدولي المتمثل فقط في إبداء القلق، لما يحدث من إنتهاكات وجرائم ضد الإنسانية لأبناء وبنات الشعب السوداني، لجهة انه ليس كافياً لحفظ الأرواح ووقف نزيف الدم، واكدن على انهن كأمهات يعلمن أن جُل حياتهن وتضحياتهن يبذلنها في سبيل سلامة أولادهن وبناتهن، وأنهن لن يستكن أو يهدأ لهن بال، وقد أصبحت الأخبار تحمل كل يوم نبأ سقوط شهداء منهم، وطالبن بتوفير الحماية وحفظ الحق في الحياة.
وروت إحدى أقرباء قصة الشهيد علي حب الدين، وقالت بصوت حزين والدموع على خدها، ثم أخذت نفساً عميقاً ثم واصلت حديثها قائلة: “علي كان طيب القلب لا يحمل في قلبه سوى كل خير، ويتقدم كل المواكب التي تخرج للمطالبة بالقصاص للشهداء، وأردفت: “حسبي الله ونعم الوكيل فيهم”.
وأكدت عدد من الامهات على رفضهن لدعوة رئيس البعثة الاممية لدعم التحول الديمقراطي بالسودان فولكر بيرتس للحوار الشامل، وبررن رفضهن بأن “لا حوار او شراكة مع من قتل أبنائهن”، ووجهن رسالة الى الامم المتحدة قائلين يجب على الامم المتحدة تنظر الى مطالب الشارع المتمثلة في اللاءات الثلاث بعين الاعتبار، وان المكون العسكري هو من يقتل ابنائهن، وتساءلن: “أي استرخاص لدماء أبنائنا وأي تفكير هذا الذي يقودكم فمن تريدون ان تحاوروا وعلى ماذا سيكون” ؟
وتساءلن هل يعلم السيد فولكر أن انقلاب الخامس والعشرون من اكتوبر فقط راح ضحيته ٦٣ روحاً عزيزة طاهرة في ريعان شبابها ؟
ثم وجهن تساؤلاً للبرهان قائلات: “بعد أن اطلقت يد قواتك الامنية ومنحتها الحصانة عبر القرار المجاز من مجلسكم السيادي، هل يمكنك ان تتخيل نفسك مكان امهات الشهداء، وهل لك ضمير وشعور يمكنك ان تحس بما يحملون في داخلهم؟ وهل يمكن أن تتخيل مدى الالم الذي يشعرون به وكل أم تتصل برقم ابنها طوال زمن الموكب، وهي تعلم ان شبكات الاتصال مغلقة بأمر القائد العام للقوات المسلحة وتستمر في اتصالها وسماعها لمقولة عفوا لا يمكنك الوصول لهذا المشترك، وتزداد قلقا على قلقها ومدى الحنق الذي تشعر به حينما يأتيها اتصال من رقم غريب بعد عودة الشبكة يقول لها نحن في مستشفى ونطلب منك الحضور لرؤية ابنك في المشرحة، هل يمكنك ان تشعر بمدى الالم الذي يعتريها في تلك اللحظة ؟
جددت أمهات الشهداء تمسكهن بمحاسبة كل متورط في قتل المتظاهرين السلميين منذ مجزرة فض الاعتصام وحتى الآن، وقللت المحامية هالة ابو قرون من دعوة فولكر، وأكدت على ان الشارع والثوار متمسك باللاءات الثلاث.
وعند الساعة الساعة الثالثة شارك موكب تجمع طلاب جامعة ام درمان الاهلية موكب امهات الشهداء بهتافات “ام الشهيد امي، دم الشهيد دمي” و “ليك التحية يا أم الشهيد”، والشعب اقوى اقوى والردة مستحيلة” واستقبلت الامهات الموكب بالزغاريد ورددن “القاتل ولدي ما بحكم بلدي”.
ثم تحرك الموكب لزيارة أمهات شهداء شهر يناير ” صلاح ، علاء الدين، عبد الواهب، والشيخ”، بهتافات ” الشعب يريد قصاص الشهيد، وأم الشهيد أمي ودم الشهيد دمي، والشعب أقوى اقوى الثورة مستمرة”.
الجريدة
الى جنات الخلد ايها الابطال يامن وهبتم لنا حياتكم لتنيروا لنا الطريق. لن ننساكم المجد لكم.
الله يرحمك يا أبراهيم عبود عندما علم الشعب لا يريده حاكماً دخل القصر الجمهوري وكتب استقالته، بشهامة ورجولة لا مثيل لها في تاريخ الحكام في العالم العربي والاسلامي بالذات، وخرج منها كريماً محبوباً نترحم عليه الى اليوم ، فشتان بين رجال وأشباه رجال يقتلون شعبهم لمجرد أن السلاح في يدهم أو لحماية أنفسهم ومصالحهم ومصالح دول يعملون لها عملاء ، الله ينتقم من الظالمين ، وإذا غرتهم قوتهم اليوم ما أضفعهم أمام من لا يظلم عنده أحد في مشهد يوم عظيم، لا مجال فيه للتنازل عن حقوق الخلق إلا برضاهم ، وقد يغفر الله ما كان بين العبد وربه ولكن حقوق المخلوقين لابد فيها من القصاص في يوم يتمنى فيه الإنسان حسنة واحدة تزحزحه عن النار اللهم سلم سلم.
لقد إنحدرت الأخلاق في السودان إلى مستوى سحيق وواضح جدا أن تقبل الرأي الآخر لا يوجد في قاموس السياسة اليوم وهذا إن دل على شيئ فإنما يثبت حقيقة واحدة وهي أن الشعب السوداني بعيد جدا عن الديموقراطية التي يقاتل لنيلها. الديموقراطية أساسها الرأي والرأي الآخر دونما سباب أو تشنج أو تعصب. إني أخالفك الرأي لكني على إستعداد على أن أدفع حياتي ثمنا لكي تعبرعن رأيك نقطة على السطر. أيها الناس هناك أطفال يقرأون هذه الردود فاتقوا الله في إختيار ألفاظكم مهما أختلفتم مع الأخرين.
من كان يظن أن كل الردود على المواضيع المختلفة سوف تطابق رأيه أو تناسب هواه فهو إنسان ضيق الأفق ولا تناسبه الديموقراطية التى يقاتل لنيلها ففي السياسة لا توجد ثوابت أو خطوط حمراء فديدنها التغيير لمماهات المطلوب ووحريتك مطلقة لكنها تقف عندم تبدأ حريات الآخرين ولا تتعدى على حقوق الآخرين في التعبير عن رأيهم وصناديق الإقتراع تفوض من تشاء ومن لم يعجب برنامجه الشعب عليه التغير للتكيف مع الوضع دونما نواح أو سباب