ملاريا ام متحور كورونا .الوباء الغامض المتفشي في الخرطوم وبعض الولايات
د.خالد عبد العاطي

في خضم الازمة السياسية التي تعصف بالسودان ، وفي ظل عدم وجود حكومة او مجلس وزراء سوي سلطة الامر الواقع العسكرية والتي يبدو ان جل همومها هي تحصين القصور الرئاسية ومداخل قيادة الجيش والكباري في وجه الزحف اليومي للمتظاهرين الرافضين للوضع السياسي في السودان،يتفشي وباء غامض اصاب عدد كبير من السودانيين في العاصمة الخرطوم والولايات. تتمثل اعراض هذا المرض في حمي مرتفعة وفتور والم بالمفاصل في معظم الحالات مع فقدان للشهية وصداع ورغبة في القيء واسهال في بعض الحالات.الاعراض التنفسية كالكحة وضيق التنفس كانت بسيطة الي معدومة في معظم الحالات ، بعض المرضي الذين قدموا استشارتهم بخصوص المرض اشتكي من جفاف في الحلق قبيل المرض بيوم او اكثر ومعظم الحالات قد سبقيتها اصابة احد المقربين بنفس اعراض المرض مما يرجح احتمالية التفشي الوبائي.
معظم الذين اجرو التحاليل المعملية للمرض كانت نتيجة الفحص المعملي للملاريا سلبية واظهر فحص الدم الكامل في اغلب الحالات التي قدمت استشارات انخفاض نسبي في الخلايا الليمفاوية مع انخفاض بسيط في عدد الصفائح الدموية .لم يقم معظم المرضي بفحص الكوفيد -١٩ لاستبعاد احتمالية الاصابة بمرض كورونا؛ لاسباب لوجستية معلومة بالضرورة في مثل هذه الظروف التي تعيشها البلاد. كما ان ان البيانات البحثية اعلاه لم يتم إجراءاها بالطرق العلمية المتعارف عليها لنفس الاسباب الانفة الذكر، بل هي مجرد معلومات تم التحصل عليها بالتواصل الإجتماعي مع المرضي الباحثين عن استشارات بخصوص مرضهم او مرض زويهم وعن طريق الحديث مع الزملاء الاطباء الذين استشارونا بخصوص المرض وافادونا بتجربتهم.
في مثل هذا السيناريو يفكر الأطباء في بلد مثل السودان في تفشي مرض كالملاريا لاسيما وانها مرض مستوطن في السودان، والتراخي في مكافحة انتشاره مع توالد البعوض الملحوظ قد يكون هو السبب
.الا ان حقيقة سلبية الفحوصات لمعظم المرضي تجعل هذا الخيار غير مرجح ولكنه يظل موجود. وهنا ياتي الي الذهن السؤال حول جودة فحوصات الملاريا في منافذ تقديم الخدمات الصحية واحتمالية الاخفاق في تشخيص الاصابات.
اما بالنسبة لاي طبيب في اجزاء اخري من العالم وفي ظل التتفشي العالمي لوباء كورونا المستجد ومتحوراته الكثيرة فان مثل هذه الوباء هو كورونا حتي يثبت العكس والسودان ليس استثناء هنا.فاذا اخذنا في الاعتبار التراخي الملحوظ في الإجراءات الاحترازية ضد الكورونا كالتباعد الاجتماعي وارتداء اقنعة الوجه من قبل المواطنين وتقاعس الحكومة -ان وجدت – تجاه تطبيق هذه الإجراءات علي الاقل في مؤسساتها الرسمية ، فان احتمالية ان هذا الوباء الغامض هو تفشي لاحد متحورات كورونا يظل هو الخيار الاكثر ترجيحا من كافة النواحي. كما ان عدم توفر خدمات الفحص المعملي لفيروس كورونا في كثير من مناطق البلاد والصعوبات اللوجستية في الوصول لمراكز الفحص مع الاغلاق الامني وصعوبة الحركة وقلة ذات اليد لمعظم المرضي يجعل من الصعب الجزم بايجابية الحالات لفيروس كورونا من عدمها .
كل ماسيق يدعو لدق ناقوس الخطر لسلطة الامر الواقع العسكرية والجهات ذات الصلة كهيئة الصحة العالمية مع الاخذ في الاعتبار انه لايوجد وزير للصحة في السودان حتي اللحظة وقد استقال وكيل الوزارة قبل اسابيع ولا يدري احد بمن يقوم بتصريف اعمال الوزارة في الوقت الراهن علي الاقل معظم الأطباء لايعلمون وانا منهم. وفي هذا الخصوص يجب ان تعلم هيئة الصحة العالمية ان تفشي مثل هذا المتحور في السودان بالشكل الحالي سيقود الي ظهور متحورات اخري ربما تكون اكثر فتكا واسرع انتشارا في سيناريو شبيه لما حدث في الهند وادي لظهور متحور دلتا الذي لازال يعاني منه ملايين المرضي علي مستوي العالم .اذاً الرسالة في بريد المهتمين بالامر والحادبين علي امر الصحة في السودان والاقليم في العالم بان الوقت ينفذ لإجراء بحوث واسعة النطاق لمعرفة الحالة الوبائية وتقييمها قبل فوات الاوان والقيام باجراءات مضادة في اسرع وقت لايقاف التفشي والتحكم بالمرض.الرسالة الثانية في بريد المواطنين السودانيين بالتشديد علي أتباع الاجراءات الاحترازية من التباعد الاجتماعي وارتداء اقنعة الوجه (الكمامات) وغسل وتعقيم الايدي باستمرار، وعند الشعور باعراض المرض يجب ممارسة العزل الوقائي والقيام بالفحوصات المعملية وعلي الأخص فحص الكورونا والملاريا والدم وشرب الكثير من السوائل بالاخص عصائر الفواكه الطازجة والاستعانة بالاطباء للتشخيص واخذ العلاج والامتناع عن المداوة الشخصية عن طريق تناول المضادات الحيوية وغيرها مباشرة من الصيدليه دون استشارة الطبيب.
حفظ الله السودان واهله وانعم عليهم بالصحة والعافية والاستقرار.
د.خالد عبد العاطي عبدالله. اختصاصي علم الامراض
دكتوراة علم الامراض -جامعة الخرطوم
سلام عليكم دكتور
جاتني اعراض يوم الخميس الفات البدايه ب جفاف ف الحلم والم واليوم التاني ب صداع حاد وكحكه بسيطه الي متوسطه وحمي وفتور ف الجسم والام في الظهر او الجسم بسيط استمرت الحمي والصداع الي ٤ يوم وغقدان للشهيه والشعور بالتقيوو وحاليا اختفت الاعراض الرجاء الافاده. وشكرا.
الحكومة مشغولة جدا بالحاويات واابمبان وقطع النت ما عندها زمن الان لكرونا ولا من اولوياتها في الوقت الراهن