مقالات وآراء

بني كفاح: ليتكم تفقهون كتابي!!!(٢)

نور الدين بريمة

إن الذين أريقت دماؤهم ودموعهم!!، وزُهقت أرواحهم!!، وحُرقت بلادهم!!، وسُرقت أموالهم!!، وقتّلوا تقتيلًا في كل هوامش السودان!!، ثم عاش من بقي منهم ردحًا من زمان التيه والضلال والجبروت!!.

نبشر الذين على قيد الحياة بأن دولة الظلم- لا محالة- إلى زوال ولو بعد حين، بينما دولة الحق والعدل آتية لا ريب فيها- وإن طال- سفر النضال، وأمّا الذين مضُوا في سبيل ربهم فالله جامعنا في يوم تشخص فيه الأبصار، وكلٌ آتيه حقه من عزيزٍ مقتدر.

وللذين حملوا السلاح وتبوؤوا قطار السلطة، إيمانًا بحرية الفرد ودولة المواطنة، ثم نكصوا وباعوا إيمانهم بهوى النفس ودراهم السلطة نقول: ستتلقّفون سآء ما كنتم تفعلون شرّ الجزاء والعقاب.

علاوة على أن التاريخ لن يرحمكم طالما وضعتم أيديكم فوق أيدي الظالمين الفاجرين، تنظيماً وتأسيسًا للإنقلاب على الشعب والإنقضاض على السلطة المدنية شكلاً ومضمونًا.

وبفعلكم صببتُم- عيانًا بيانًا- مزيدًا من الدماء والدموع، ستُسألون عنها عاجلاً أم آجلاً، يوم لا تنفعكم سلطتكم ولا جاهكم إلا إذا أتيتم بقلوبٍ سليمة!! وأيدٍ بريئة مما ذكرت!! وهذا محال.

يؤكده واقع حال الإنقلاب، حتى لا تتهمونا بالتجني عليكم، بل ظهرت تجلياته أرقامًا حقيقية سمع بها القاصي والداني، أن هناك أكثر من ٦٠ شهيدًا وآلاف المصابين والجرحى- فقط في الخرطوم- أما دارفور وغيرها من المدن والهوامش فالله وحده عليم بعدد قتلاها وجرحاها ومشرديها.

الشعب قادر على الوصول وتحقيق أهدافه، على الرغم من أنكم صممتم آذانه وأرهقتم أعينه بأنكم جئتم من أجل تعزيز قيمه في الحق والفضيلة وأن تكونوا حربًا لصُنوف القمع والتنكيل والتشريد!! لطالما حملتم من أجله- ليس ضده- السلاح، شعبٌ لم يرفع سوى صوته مناديًا بدولة الحق والعدالة.
نواصل…

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..