أخبار السودان

فولكر.. هل يجسر العلاقة بين التحالف واللجان والحركات؟

 

رحب بها الجميع أم لم يرحب فقد حركت دعوة الأمم المتحدة للحوار بين السودانيين الساحة السياسية بصورة كبيرة، فلجان المقاومة أصبحت قاب قوسين أو أدنى من الهيكلة وكمال التنظيم وظهر متحدثون رسميون باسمها في وسائل الإعلام وسط تعالي الأصوات بإفساح المجال أمامها لوصفها ضاحبة والدور الأكبر في قيام الثورة وتحلى منسوبوها بالوعي الذي يؤهلهم حتى لقيادة زمام الأمر في البلاد، بينما كشف أعضاء بالمجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير عن دعوات لتكثيف الاجتماعات بغية توسيع التحالف لمناهضة السلطة الحالية، لكن الحزب الشيوعي السوداني رأى أن دور التحالف انتهى ولجان المقاومة تتسيد المشهد بعد فشل مكونات (قحت) في تحقيق مطالب الثورة إبان مشاركتهم في الحكومة، ورأى مراقبون أن الحركات المسلحة التي وقعت سلام جوبا تحولت الى حاضنة مدنية متماهية مع الانقلاب ولا وزن لها في الساحة السياسية الحية، وأشارو الى أن الفرصة أمام الحركات الأخرى التي لم تصل بعد الى الخرطوم ولم توقع أي اتفاق مع أي جهة.. متابعون للمشهد توقعوا أيضاً أن تشهد الساحة في الفترة القادمة المزيد من التحالفات بين القوى السياسية الحية.

الخرطوم: إبراهيم عبد الرازق

الحرية والتغيير!

وقال عضو المجلس المركزي بقوى الحرية والتغيير محمد حمد إن الخطوة الأممية هي دعوة لإنتاج وثيقة سياسية جديدة ستحدد نتائجها وفق ردود فعل القوى وربما رفضتها جميعها، وأن التحالف بعد سقوط البشير ليس كقبله وتابع لـ(اليوم التالي) أمس: اليوم هنالك ثلاثة أشكال من الحرية والتغيير منها ما يسمى بـ(٤ طويلة) مجازٱ وجماعة الميثاق (حرية وتغيير ب)             (وحرية وتغيير ثالثة متباينة بين الحزب الجمهوري والوطني) الاتحادي وأضاف حمد: لكن الآن هنالك نية قوية لتوحيد هذه الاجسام عبر ورشة لتقويم ما هو معوج ولا بد من العودة للمنصة التي كانت قبل سقوط البشير. هنالك ميثاق لم يكتمل هنالك دعوات لهيلكة رأسية وهنالك جهات تعرقل الهيكلة مثل تجمع المهنيين وبعض القوى المدنية. المجلس المركوي لم يعد ليجتمع بصورة كبيرة ونشاطة محصور بين أحزاب البعث العربي والتجمع الاتحادي والمؤتمر السوداني بجانب الوطني الاتحادي الموحد، أما الأمة القومي فقد أصبح له (رأسين)، لكنه يشارك أيضاً.

وحول لجان المقاومة قال حمد: علاقتنا بلجان المقاومة جيدة، لكن هذه اللجان بها استقطابات واختراقات وعدم الهيكلة يجعل أي شخص ينسب نفسه لهذه اللجان وهنالك أحزاب تستغل عدم الهيكلة للاستحواذ على لجان المقاومة مثل حزب البعث العربي بالإضافة الى جهات معادية للثورة، لكن اللجان الآن بدأت تعمل فالبناء القاعدي بصورة كبيرة داخل الأحياء لكنها لم تصل للهيكلة بعد، ونحن نتفق معهم فالوصول للحكم المدني.

وحول حركات الكفاح المسلح قال حمد: نختلف طبعاً مع الحركات التي وقعت اتفاق جوبا في دعمهم للانقلاب، لكن سياسياً نحتفظ بخيط ما من العلاقات معهم بوصفهم كانوا داعمين لخط التحالف، أما الحركات التي لم توقع فمن واجبنا التواصل معهم.

المستقبل للشباب!

‌من جانبه دعا القانوني والمدافع عن حقوق الإنسان المعز حضرة الى إفساح المجال أمام لجان المقاومة وقال لـ(اليوم التالي) أمس: المستقبل لشباب هذه اللجان ولا أحد ينكر دورها من الشباب والكنداكات الذين ظلوا يقدمون التضحيات من أجل الثورة فهي القوى التي ظلت على مبادئها رغم المحاولات المستمرة للسيطرة عليها من بعض الأحزاب، فاللجان لم تقع في أخطاء الحكومة المنقلب عليها ولا في أخطاء رئيس وزرائها حمدوك الذي أبعد نفسه عن الشارع وانغلق في دائرة الشلة الضيقة التي أوردته المهالك رغم أنه كان صاحب أكبر تأييد لرئيس حكومة منذ الاستقلال.

‌وحول الحركات قال حضرة: حركات سلام جوبا لا وجود لها على الواقع بعد أن انتهت بالهزائم العسكرية المتلاحقة من قبل قائد حرس الحدود (حميدتي) وأصبحت جزءاً من القوى الداعمة للانقلاب ولا وزن سياسي لها وهناك الحركات الأخرى التي لها جيش وسلاح ومناطق محررة ممثلة في عبد الواحد والحلو وهذه سيكون لها تأثير في المشهد السياسي، ومضى حضرة: أتوقع أن تشهد الساحة السياسية عدداً من التحالفات في المرحلة القادمة للسياسة في السودان تقوم على التحالفات منذ الثورة المهدية وحتى قيام تحالف قوى الحرية والتغيير. ودعا حضرة الى إقامة كتلة سياسية لدحر الانقلاب تتكون من الحركات المسلحة ومنظمات المجتمع المدني ولجان المقاومة.

‌عملية سياسية!

‌من جهته قال المتحدث باسم المؤتمر السوداني نور الدين بابكر إنه قد حصل تباعد في الرؤى بعد الانقلاب في أكتوبر وتابع لــ(اليوم التالي): الفرصة أكبر الآن في تجمع القوى السياسية وهناك تنسيق لذلك فالجميع متفقون على إسقاط الانقلاب واستئناف العمل في الفترة الانتقالية، وحذر بابكر من بعض الجهات قال إنها تعمل على قطع الطريق أمام هذا التنسيق ومضى: حسب التجربة سيتم التوحد والظرف مواتٍ لالتقاء الأجسام المدنية في جسم واحد وزاد: الآن نتحدث عن جبهة عريضة متفقة على الأهداف في إسقاط الانقلاب وما بعد إسقاط الانقلاب وحول الدعوة الأممية قال بابكر وصلتنا دعوة من (فولكر) سنلبيها وسنجلس معه للمطالبة بإسقاط إجراءات ٢٥ أكتوبر وتكوين حكومة مدنية كاملة وإجراء إصلاحات فالمؤسسة العسكرية تمهد لخروجها من العملية الساسية وإجراء الانتخابات، وأردف أن الدعوة الأممية تأتي لإطلاق عملية سياسية نجاحها يتحدد بقربها من مطالب الشارع السوداني.

‌وحول لجان المقاومة قال بابكر إن كلمة استقطاب تمت شيطنتها، فالتعبير عن الجهات السياسية التي تعمل على تبني لجان المقاومة أو ضمها اليها لكنه وصف الفكرة بالمستهترة والتي تقلل من شأن اللجان نفسها وأضاف: لا يستطيع أحد أن يستخدم لجان المقاومة كسلم لتحقيق أهدافه لأنها تتمتع بوعي كبير في الواقع وفي الرؤية السياسية.

‌اللاءات الثلاث!

‌المتحدث باسم لجان المقاومة بمدينة الخرطوم المنهدس عثمان أحمد أكد تمسك اللجان بلا تفاوض لا شراكة لا شرعية في وقت أكد في تصريحات صحفية أن لجان المقاومة ليس لديها مشكلة مع الجيش السوداني، بل أن مشكلتها الأساسية مع المكون العسكري الذي يحكم البلاد الآن لأنه مكون انقلابي ويتعامل بالقمع مع مطالب الشارع، وحول الدعوة الأممية والتنازل عن اللاءات بغية الوصول لحل للأزمة أنهم متمسكون بإسقاط السلطة الحالية وعدم التحاور معها وأردف: لقد جربنا من قبل الشراكة مع العسكر وكانت النتيجة هي الأزمة التي وصلنا اليها.

‌سلم للوصول!

أما أستاذ العلاقات الخارجية بالمركز الدبلوماسي لوزارة الخارجية د. عبد الرحمن أبو خريس فقد رأى أن تجمع المهنيين ولجان المقاومة أجسام بنتها الأحزاب بمساعدة بعض المنظمات لمقاومة نظام البشير، لكن بعد تسلم الأحزاب للسلطة، فالحكومة الثانية تخلت عنهما وأضاف لـ(اليوم التالي) أمس: الحرية والتغيير بعد ٢٥ أكتوبر أصبحت بعيدة عن المسرح السياسي فعادت من جديد للتحالف مع لجان المقاومة والمهنيين ما يفسر القوة الأخيرة التي ظهرت بها الاحتجاجات وتابع: الأحزاب الآن بدأت تدخل في دعوة فولكر، لكن اللجان والمهنيين رافضين تماماً للتفاوض مع العسكر (عبر فولكر)، فالدعوة الأممية هي أقرب طريق لدخول الأحزاب للسلطة من جديد، لكن الأدوات تختلف بين الأحزاب ولجان المقاومة، ورأى أبو خريس أن العلاقات برمتها تحكمها المصالح لا غيرها. وحول الحركات المسلحة قال أبو خريس: بالنسبة لعبد الواحد والحلو لا طريق لهما سوى التفاوض مع الحكومة ودعوة فولكر ربما سهلت لهما الطريق، أما لجان المقاومة، فقد تستفيد من كوادر الحركات في التظاهرات القادمة.

اليوم التالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..