مقالات وآراء سياسية

ثم ماذا بعد قتل العميد … هل القادم أسوأ ؟

 د/ مبارك همت

السلمية التي بدأت بها الثورة والتي اطاحت بنظام البشير ونظام الانقاذ هي كانت تمثل كلمة السر ومفتاح نجاح الثورة ، والسلمية التي شهدها العالم وتحدثت بها وسائل الاعلام العالمية واستدل بها روؤساء الدول الكبرى  واصبحت وستصبح ملهمة لكثير من شعوب العالم في كيفية التعبير والمطالبة بالحقوق .

فالثوار مازالوا يعولن عليها ومتمسكون بها ، ويكفي أن هنالك ملائين الثوار الذين يتظاهرون في كل بقاع السودان ورغم ذلك لم نشهد تسجل حالات نهب وسرق لمحلات ومؤسسات ولا حتى سرقات صغيرة اثناء المظاهرات للمتظاهرون انفسهم ، فالجميع يخرج لهدف واحد ولتحقيق مطالب مشروعة ، فلم يكن همه وطنه لا تغله صغائر الامور ويتسامى فوق كل الضغائن والانتقام الشخصي ، فالثوار هم يجمعون المبالغ المالية لدعم رجل كبير محتاج تعطلت به عربته في طريقهم ، والثوار هم من يسرعون في مساعدة كل من يحتاج لمساعدة ، يتبرعون بالدماء في المستشفيات لانقاذ المرضى ، يحملون المصابون بالدرجات النارية لايصالهم للمستشفيات ، فهم لا يعرفون القتل ولم يألفوهوا من قبل؟؟ فهم شباب يانعين على قدر من الوعي … ولكن نظن أن هنالك الكثير من الامور التي دُبرت لتحويل هذه السلمية لمواجهات دموية حتى يتثنى للاجهزة الامنية من استخدام القوة المفرطة وارجاع الاعتقالات والزج بالثوار داخل المعتقلات لكسرة شوكة الثورة ، والشاهد أن هنالك الكثير من هذه المحالولات منذ بدء الحراك في ديسمبر 2019، ولكن الثوار لديهم درجة من الوعي الكافي للتمسك بالسلمية ، والثوار الذين رأيناهم يقدمون المساعدة والاسعافات لافراد من الشرطة كادوا ان يختنقوا من الغازات المسيلة للدموع  والتي اطلقتها أيدي الشرطة نفسها ، ولم يتركوهم يختنقون لا يمكن ان يقتلوا شرطياً اخر فلا العقل يقبل ولا المنطق يقبل ، وفي مشهد اخر ثوار يأمنون روع الشرطي ويقومن باسعاف مصاب من القوات النظامية وهم يرددون له بعد بدأت عليه علامات الخوف والهلع” انحنا اخوانك يا بليد” ، لا يمكن أن يقتلوا ؟؟ فكل الشواهد من بدء الحراك تؤمن على سلمية الثورة ووحشية قمع الثوار بزريعة حماية المواكب ، فهل حماية المواكب والمتظاهرين باطلاق عبوات الغازات المسيلة للدموع ؟ وهل باطلاق الاعيرة النارية والقنابل الصوتية ؟ وهل بمحاولة دهس المتظاهرين؟ .
فكم ثائر تعرض لكسر بهذه العبوات ، وكم متظاهر”ثائر” اختنق بسبب هذه الغازات ، فهل تأمين المتظاهرين يكون بهذه الطريقة ؟؟ وكيف لقوة كبيرة بقيادة رتبة عظيمة “عميد” لم تستطع تأمين أحد افرادها وقياداتها أن تحمي ملاين المتظاهرين ؟؟ نسأل الله أن يتغمد العميد وجميع الثوار الذين قتلوا ظلماُ وغدرا بالرحمة والمغفرة وأن يتقبلهم شهداء ، وأن ينتقم من كل من قتل وضرب وبطش وروع الانفس والامهات والاباء .. ولنا تساؤل ما هو مفهوم  الحماية لمواكب الثوار  التي تقصدونها فقد عجزت عقولنا من فهمها ؟؟؟.
فالقادم أسوأ والسيناريوهات الحالية تنبىء بكثير من القمع والبطش في أنتظار الثوار  بزريعة التفلتات الامنية ، والتي نظنها لا تتعدى حادث أو حادثين ولم تثبت أن مرتكبيها ينتمون للثوار ، أن كانوا من الثوار فهم لا يمثلون الثوار ، فالثوار بريئون من قتل الانفس براءة الذئب من دم يوسف .. ولكن يثير الاعجاب والدهشة والفرحة والامل والرجاء ؟؟؟ أنه اخيراً !!! استطاعت الشرطة أن تقبض على احدى مرتكبي الجريمة ؟؟ وذلك بعد أن عجزت هذه الشرطة نفسها حتى الان من فك طلاسم  قضايا كثير مرتكبيى المجازر التي حدثت منذ فض الاعتصام  ومن معرفة مرتكبي جرائم قتل الثوار التي تجاوزات اعدادهم لما يقرب من 100 شهيد حسب الارقام المتداولة من قبل وسائل الاعلام المختلفة منذ انقلاب ال 25 من اكتوبر 2021م المشؤوم الذي ادخل البلاد في نفق مظلم وكان سببأ في فقد البلاد كثير من ارواح أبنائها وبناتها والان فرد من قواتها النظامية ، نهاهيك عن كل المكاسب الاقتصادية التي جمدت وضاعة بسبب هذا الانقلاب ، بعد أن لاحت بالافق بوادر انفراج اقتصادي واستقرار للعملة ، فمن الكاسب ومن الخاسر الان ، فالخاسر هو السودان والشعب السوداني ولكن من أجل من ؟؟. ولماذا تتشبث الثلة الحاكمة الان بالحكم فهل السودان ملك لهم ، فالاجدر لمن يلفظه الاخرون ويطلبون منه الرحيل أن يرحل حفاظاً لماء وجهه ، فقد رحل حمدوك حينما لم يستطع فعل شي ، وانتم الان لا تستطيعون فعل شي ولن تستطيعوا فعل شي ، وستحولون البلاد الى ساحة دماء تسيل في كل بيت ، فلو كنتم حقيقة تحبون هذه البلاد فأذهبوا من حيث أتيتم ودعوا البلاد لغيركم ، فلما التعنت ولم الاصرار على حكم البلاد ، فهولاء الذي يخرجون لا يثقون فيكم ولن يتنازلوا عن مطالبهم ولن يضيعوا ثورتهم التي مهروها بالدماء والارواح  ، فان كان همكم الوطن فعليكم التركيز على المصلحة العامة والولاء والإنتماء والوفاء فقط للوطن وشعبنا الأبي . فاذهبوا او ليس بالبلاد من يحكم غيركم ؟؟ والعاقل من يتعظ بغيره والأحمق من يتعظ بنفسه.
والشعب اقوى اقوى والردة مستحيلة .

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..