أخبار السودان

مصادر بريطانية تتحدث عن وجود «مرتزقة روس» في الخرطوم والداخلية السودانية تنفي

أثارت مشاهدات لعناصر من المرتزقة، الناطقين باللغة الروسية، في العاصمة السودانية الخرطوم، مزيداً من التساؤلات بشأن اعتزام الكرملين التحرك لدعم نظام الرئيس السوداني عمر البشير، الذي يواجه احتجاجات جماهيرية غاضبة، منذ 4 أسابيع، حسب تقرير لصحيفة «التايمز» البريطانية، نشرته أمس. وخرجت تقارير إخبارية مشفوعة بالصور الملتقطة في الخرطوم، مع تزايد وتيرة الاحتجاجات في السودان، التي تعتبر أكبر تهديد ممكن لنظام الرئيس عمر البشير، منذ استيلائه على السلطة قبل 3 عقود.

ويأتي استعراض العضلات الروسية في السودان متزامناً مع الوقت الذي يسعى فيه الكرملين إلى تعزيز الروابط التجارية، والأمنية، والدفاعية مع جنوب الصحراء الأفريقية الكبرى. وخلال العامين الماضيين، «فوّض» الكرملين الروسي بإنشاء مشروعات الطاقة النووية المدنية في جمهورية الكونغو، ونيجيريا، والسودان. كما تشارك الشركات الروسية المختلفة في مشروع كبير، بقيمة 400 مليون دولار لمناجم اليورانيوم في زيمبابوي، إضافة إلى محطة الطاقة النووية الكبيرة المزمع تشييدها في مصر، فضلاً عن مشروع خام البوكسيت بقيمة 220 مليون دولار في غينيا.

ووفقاً لمصادر المعارضة السودانية، فقد لوحظ وجود واضح لعناصر المرتزقة، التابعين لإحدى الشركات الأمنية الروسية الخاصة (شركة فاغنر غروب)، في السودان، إذ يعملون على توفير التدريب الاستراتيجي والعملياتي لقوات الأمن والاستخبارات السودانية لمواجهة تلك الأحداث التي عمّت البلاد.

ويُعتقد بوجود مئات من عناصر «فاغنر غروب» منتشرين في أماكن عدة في جمهورية أفريقيا الوسطى، المجاورة للسودان، منذ العام الماضي للمساعدة في توفير خدمات التدريب العسكري للقوات هناك. وتعرض 3 صحافيين روس للقتل في كمين، سقطوا فيه أثناء محاولتهم التحقق من نشاط عناصر المرتزقة في يوليو (تموز) من العام الماضي.

وأدرجت وزارة الخزانة الأميركية في عام 2017 شركة «فاغنر» الروسية على قائمة طويلة من الأفراد والشركات الروسية الخاضعة للعقوبات الأميركية، بسبب ضلوعهم في الصراع القائم في أوكرانيا. وتشير التقديرات إلى أن الشركة نفسها لديها 2500 مقاتل يعملون في الحرب الأهلية السورية.

وظهرت في مختلف وسائل الإعلام صور لرجال بيض البشرة، يرتدون ملابس عسكرية مموهة، يجري نقلهم في شاحنات كبيرة لرصد ومراقبة الاحتجاجات المناهضة للنظام الحاكم في الخرطوم، حسب «التايمز» نقلاً عن معارضين سودانيين.

وكانت الحكومة الروسية قد استضافت الرئيس عمر البشير مرتين، وحسب الصحيفة البريطانية فقد وافق البشير على مساعدة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تحقيق طموحاته لتأمين مزيد من النفوذ الروسي في القارة الأفريقية. وعقد البشير اجتماعاً الشهر الماضي مع الرئيس السوري بشار الأسد، وكان «مفضلاً» لدى الجانب الروسي، الذي وفّر الرحلة على متن طائرة عسكرية من الخرطوم إلى دمشق.

ومن جانبه نفى وزير الداخلية السوداني أحمد بلال عثمان، اليوم الجمعة، صحة تقارير أوردتها صحيفة “ذا تايمز” البريطانية عن مشاركة مرتزقة روس في فض التظاهرات السلمية في البلاد.
وكانت “ذا تايمز” قد تحدثت أمس الخميس، عن “وجود مرتزقة ناطقين بالروسية يشاركون في قمع التظاهرات الشعبية في السودان”.

وقالت الصحيفة البريطانية، إن صوراً وتقارير من الخرطوم كشفت عن وجود مرتزقة روس يساهمون في قمع التظاهرات في العاصمة السودانية الخرطوم.

ونقلت “ذا تايمز” عن مصادر معارضة، أن منظمة “واغنر” الروسية الأمنية الخاصة تنشط بين صفوف القوات التي تقمع المتظاهرين، مزودة قوات الأمن والمخابرات السودانية بالدعم الاستراتيجي والتدريب العملي. ونشرت الصحيفة صوراً لأشخاص من ذوي البشرة البيضاء، مرتدين زياً مموهاً يتم نقلهم في شاحنات، ويراقبون التظاهرات المعارضة للحكومة.

وقال الوزير السوداني لـ”العربي الجديد”، إن ما أرودته الصحيفة البريطانية “عار تماماً عن الصحة، بل مجرد فِرية القصد منها الإساءة للحكومة”، مشيراً إلى أنه “لو كان هناك روس موجودون في الميدان لأخبر عنهم المتظاهرون”.

وأضاف بلال أن “الوضع ليس بهذا السوء ليتطلب تدخل مرتزقة”، مؤكداً أن “قوات الشرطة والقوات الأمنية الأخرى لا تزال تملك زمام المبادرة، وتواصل تعاملها المهني مع الاحتجاجات”.

ودخلت الاحتجاجات الشعبية في السودان، التي بدأت في 19 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أسبوعها الثالث يوم الأربعاء الماضي، وشملت نحو 25 مدينة سودانية وعدداً من القرى.

وبحسب رواية المعارضة، فإن 43 شخصاً قتلوا خلالها، فيما تقول الحكومة إن عدد القتلى 23 شخصاً.

(الشرق الأوسط + العربي الجديد)

تعليق واحد

  1. نصدق ابليس ولا نصدق الأبالسة وربيب نعمتهم أحمد بلال المتورك الذي لا يملك أي مؤهل استوزار لولا الطائفية اللعينة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..