مفوضية حقوق الانسان- الفساد والإفساد (2)

محمد حسن عطا الزين
لماذا غضت المفوضية القومية لحقوق الإنسان طرفها عن ضحايا الثورة؟؟
لا زالت آلة القمع تجوب شوارع المدن السودانية وتخوض في دماء الشهداء وتحطم عظام أمهاتهم دهسا بسيارات الدفع الرباعي.
ولا زال قادة النظام والحزب الحاكم وحركته الإسلامية يتوعدون المحتجين بالويل والثبور وعظائم الأمور.
ولا زالت جموع السودانيين تتحدى آلة القمع وتتحرك موكبا تلو الآخر ولا يحملون في أياديهم إلا الهواء ويرفعونها مشرعة عارية يهتفون بسلمية ثورتهم ونشدانهم للسلام وللحرية والعدالة والديمقراطية والعيش الكريم.
وهنالك مفوضية مسماة تجنيا المفوضية القومية لحقوق الإنسان، عمادها عدد من المفسدين والمفسدات الفاسدين والفاسدات، تناولنا في الحلقة الأولى أحد الذين لحقوا بركب المفوضية بمرسوم من رئاسة الجمهورية السيد سيء الذكر المدعو بامكار وفي هذه الحلقة سنتناول مفوض آخر من مفوضية الفساد والإفساد يدعى الدكتور عبد الناصر سلم مفوض التدريب بالمفوضية القومية لحقوق الإنسان.
وهذا الشاب الثلاثيني تلاحقه عدة تساؤلات منذ التحاقه بالمفوضية وحتى يومنا هذا، فضلا عن صغر سنه ليشغل منصبا رفيعا في مفوضية سيادية بهذا القدر فهو أجنبي الجنسية، نعم فهو سويدي، وكان يشغل مدير المركز الإفريقي لحقوق الإنسان في السويد، ويقال أن ترشيحة لهذا المنصب قد تم بواسطة السيد إبراهيم السنوسي القيادي بالحركة الإسلامية المؤتمر الشعبي.
شخص في هذا العمر يمتلك بيت من عدة طوابق في أرقى أحياء مدينة بحري ويشيد منزلا آخر في أحد المخططات المرموقة الحديثة بتكاليف مليارية؟؟؟
ليس هذا فحسب فهو الآن يعد ليحتفل بزواج أسطوري في أغسطس القادم بحسب مقربين منه، مع العلم أن المرتب الذي يتقاضاه لا يتجاوز بضع جنيهات سودانية!!! .
شغل هذا الشاب مفوض التدريب لمدة تتجاوز السبعة أشهر ولا أحد يستطيع أن ينكر أنه أقام عدة مناشط قد تكون الأكثر في المفوضية ولكنها لا ترتقي لرسالة المفوضية إذ أنها كانت محصورة العدد والمناطق رغم حوجة السودان كبلد يعج ويضج بنشطاء حقوق الإنسان، وللعلم أن الأنشطة التي أقامها كلها بتمويل أجنبي وكان من الممكن أن تقيم مئات الأنشطة عوضا عن العشرات التي أقيمت.
ظل هذا الشخص صامتا في منصبه طوال الفترة الماضية دون أن ينبس ببنت شفة، مع العلم أنه كان يصدر بيانات دورية عن أي انتهاك للسودانيين، ويبين الموقف الحقوقي المحلي والإقليمي والدولي.
وهنالك تساؤلات الإجابة عليها ستكون مكملا لما نرمي له، أولها لماذا تبتعث الحكومة السودانية إنسانا لتدريبه في أرفع المعاهد وبيوت الخبرة الأمريكية، وبحسب معلوماتي انه طار الأربعاء إلى أمريكا لتلقي ذلك التدريب المهم، واي تدريب يمكن تخيله لشخص يتحدث اربع لغات غير العربية؟ هل يريدون صناعة كرزاي للسودان؟ من يدفع تلك التكاليف الباهظة؟ ما صلة الأمريكان بهذا الشخص؟ فمن الطبيعي أن يزوره السفير السويدي في منزله ولكن ان يزوره سفراء أمريكا والاتحاد الأوروبي بل حتى السفير البريطاني السابق مايكل آرون كان يزوره.. لماذا؟؟
أ لتردد عبد الناصر بصورة دورية على القصر صلة بهذه الامور؟ وهل لخطاب الدعم التي تتسرب لنثريات المسافرين دلالة برعاية القصر لهذا الشخص؟
هل يلعب هذا الشخص دورا أمنيا استخباراتيا؟؟ هل هذه المفوضية أمنية بامتياز؟
إنسان تخصص في إدارة الأزمات ودرس عن تنمية الموارد البشرية وشغل منصب مدير لمعهد دولي يأتي للسودان ليقتات من فتات مرتبات المفوضة؟ هذه لا تستقيم ابدا مع ما نراه وما سنراه من فيض صرف بزخي وترفي.
ولماذا كل هذا الاختراق الذي أحدثه للقوى السياسية فهو على صلة وثيقة بالقطيف السياسي السوداني وله منتدى شهري يمه لفيف من قادة السياسة بمنزله ومنهم بارزون في السلطة والمعارضة.
رغم صمته وقلة حراكه ونشاطه الاجتماعي والسياسي والفكري الا ان له هذا الوجود الطاغي.. من هو هذا الشاب الأجنبي وما المراد من إبرازه بهذه القوة؟
في إحدى تقارير امنيستي ذكرت سارا في تقريرها انها قابلت شخصا في المفوضية أخبرها بأنه محبط جراء أوضاع حقوق الإنسان في السودان، وعلمت أنه الشخص المعني. التساؤل المشروع والملح لم هذا الصمت على كل هذه الانتهاكات الا يوجب هذا الأمر النطق والانتفاض من داخل المفوضية؟
كل هذا قلته لأبرهن أن المفوضية المسماة قومية لحقوق الإنسان في السودان لا صلة لها بحقوق الإنسان في السودان ولكن لها صلة وثيقة بحقوق ومكتسبات الموظفين والموظفات ورفاهيتهم التي نرها في الصرف البذخي بمراسيم جمهورية من مكتب مدير مكتب الرئيس الوالغ في هذا الفساد.
إننا لن نسألهم لماذا يفعلون كل هذا ولكنا سنلاحق فسادهم وسنفضح علائقهم بالفاسدين في القصر الجمهوري وأسرة الرئيس وجهاز الأمن والمخابرات واحدا واحدا واحدة تلو أخرى، ونثبت للعالم أن هذا السودان تحرسه عين الله فليس هنالك جهة يبث لها حزنه وآلامه ودماءه لأنهم جميعا والغون في الدم السوداني، يتاجرون ويستثمرون فيه.
وسنتناول بإذن الله تكوينها من الرئيسة إلى المراسل الذي يسلم ويستلم طرود الأموال وينزلها من السيارة.
لعنة الله على المفسدين
والمجد لشهداء الثورة
والتعازي لأسرهم
والخزي والعار للمفسدين
تابعوا الحلقة القادمة