نسخ .. ولصق

قهوة مرة
عوض عدلان
منشور واحد قابلني في العديد من القروبات باسماء مختلفة مع تغيير طفيف .. قلت لاحدهم بان (العمود): صعاليك المظاهرات والذي (يرفرف) اسمه في اعلاه منقول عن (الطفل المعجزة) بقال بدون تصرف فانكر ذلك وادعي ملكيته بل اخذ يعدد لي الشهادات الجامعية التي حصل عليها ، ولكن الامر تكرر في قروبات اخري ومن المؤسف ان الامر تم من بعض الاسماء المعروف كصلاح التوم من الله في مقال عن ناشط يحرض اطفال المدارس علي التظاهر فالمقال منشور في عدة مواقع وباسماء مختلفة دون التنويه بالنقل..
الامر لم يدع أمامي مجالا للشك بان هناك (غرفة) تقوم بصياغة هذه الاخبار وتوزيعها علي بعض الاشخاص حتي تنتشر باسماء مختلفة وهو امر شائع في الحكومات الدكتاتورية ، فصور الرئيس لابد من دخولها (الفوتوشب) في بعض الدول الشمولية قبل نشرها حتي تظل صورته زاهية في عيون الشعب وهو سبب للرقابة القبلية في الانظمة الدكتاتورية ووجود غرفة لصناعة الاخبار والفبركة صار واضحا اليوم من جانب عصابة الستة الانقلابية وايضا من جانب ناشطي الأحزاب الهلامية حتي صار الإعلام في بلادي مهزلة..
وماعلينا.. فقد عايشنا عمليات (النسخ واللصق) والاقتباس والنقل كثيرا في حياتنا الصحفية خاصة في صحيفة (حكايات) فقد كانت العديد من التحقيقات التي نجريها يتم نقلها الي صحف اخري مع تغيير بسيط وقد كان اغلب هؤلاء صحفيين مبتدئين وكنا بذلك نتجاوز الامر..
ولكن مع ظهور شبكات التواصل الاجتماعي وظهور العديد من مدعي الصحافة صار الامر (مزعجا) وصارت العديد من الشبكات الاخبارية تعمل عن طريق (النسخ واللصق) وصارت كل الاخبار متشابهة ومتكررة وانتهي الإبداع الصحفي والجهد في متابعة الخبر وتحليله وستنباط تحقيقات صحفية وتم الاعتماد علي مقالات الناشطين بكل اسف..
بكل تأكيد ان حق النشر مكفول للجميع ولكن هناك اخلاقيات يجب اتباعها من خلال الاقتباس او النقل حتى يحفظ الحق الأدبي للكاتب وتصبح غرف فبركة الاخبار معروفة ومكشوفة..