مقالات سياسية

نفس الزول

أصحى يا ترس

بشيرأربجي

ها مرة أخرى تمتلئ شوارع العاصمة الخرطوم برائحة الموت المختلطة بالرصاص والغاز المسيل للدموع، وبنفس طريقة مجزرة الثامن من رمضان والثالث من يونيو ومجزرة بحري وشارع الشهيد عبد العظيم بامدرمان، وبصورة متكررة ومقصودة لذاتها حيث القتل العنيف ومحاولة اخافة أسر الثوار من مصير ينتظر الأبناء إذا خرجوا ضد الانقلاب، فقد شهدت الخرطوم أمس السابع عشر من يناير أبشع مجزرة يمكن أن تحدث فى العصر الحديث أو القديم، تصويب مباشر على الأوجه والصدور بقصد إزهاق الأرواح فقط، لا بمبان ولا مياه ولا طلقات تحذيرية كما يقتضي التعامل مع التظاهرات، حتى تسائل كثيرون عن إخفاء العميد بريمة عن المشهد وممارسة القتل بهذه الطريقة، حيث تناسلت روايات كثيرة جدا بعد غدره عن رفضه قتل الثوار أو إصابتهم بالرصاص، فأصبح الأمر كانما هو إبعاد له عن ساحة شروني ومحيط القصر لقمع الاحتجاجات وقتل المتظاهرين بهذه البشاعة، وربما ما يجعل تصديق هذه الرواية مقبولا أن الذي حدث بالأمس فاق كل المواكب السابقة، حيث تركز القتل والقنص سابقا بمدينتي امدرمان وبحري، وكان لا يحدث عادة حينما يقود العميد بريمة القوات بمدينة الخرطوم، كذلك فإن الإجتماع الذي عقد صباحا قبل إنطلاق المواكب لمجلس الأمن والدفاع كان للتوجيه بهذا العنف بلا شك، فكلما تضيق الحلقة خارجيا على انقلابي السودان من عسكر ومدنيين، يلجؤون عادة للقمع كأقصر طريق ليقبل الشارع بمفاوضتهم على الشراكة مرة أخرى، لكنهم يعلمون تماما أن هذه المرة لن تكون هناك مفاوضات على وجودهم فى السلطة، طالما هناك شارع لا يهدأ رفضا لعنفهم وانقلابهم المشؤوم.

وكما قال الكثير من المتابعين : فإن عسكر السودان يقرأون من نفس الكتاب القديم، ولن ينجحوا فى عبور هذا الإمتحان الذي أصبح بالنسبة لهم محنة ادخلوا فيها أنفسهم، ولابد للثورة فى موجتها الثالثة بعد ديسمبر المجيد ويونيو 2019م أن تكمل طريق الحرية، وهو أمر تأجل كثيرا ويصر هذا الجيل على أن لا يؤجله مرة أخرى، فالثورة الآن فى أعلى مراحلها قوة على طريق الاكتمال، والعسكر يتخبطون ولا يعلمون ماذا يفعلون، فتارة قمع مفرط وتارة إغلاق إتصالات وكباري وطرق، وتارة أخرى مهاجمة قنوات فضائية أو إغلاقها تماماً كما فعلوا مع الجزيرة مباشر، لكن كل ذلك لن يثبت أقدام الانقلاب وسيظل جريمة مسلحة ضد الوطن، ويظل الشعب السوداني وثواره الاماجد يقاومونها بكل ما لديهم من عزم وقوة، وسيسقطون قريباً كما سقط المخلوع، فهم يتنكبون طريقه بنفس الإجرام والخسة والنزالة، وسيلحقون به قريباً حيث يقبع بالسجن المركزي بكوبر.

الجريدة

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..