أخبار السودان

الثورة للجميع.. لكن الوعي مسئولية حامله..

حمور زيادة

الثورات مثل الحج. يذهب اليه الطاهر والآثم وأكل مال الحرام والسائح وطالب الحاجة والمحب لرؤية قبة النبي.

الثورات مثل الفيضان. تحمل الطيب والخبيث، الرجعي والتقدمي، الإيمان بالحقوق والكفر بالانسان.

لذلك فلا غرو أن نقرأ لمتظاهرين أو مؤيدين للثورة تمجيدا ذكوريا للفعل الثوري واهانات للنساء من شاكلة ” الثوار رجال وحنلبس اتباع الحكومة طرح زي اخواتم”.

بل تفاخر بعض الكاتبين باهانة التوجهات الجنسية لبعض قادة النظام، وعايرهم بتعرضهم لاعتداء جنسي!

الثورة فعل جماهيري غاضب، ليست أخوية فكرية. لذلك من الطبيعي أن تجد متظاهرا شجاعا يطالب بحريته لكنه ذكوري يعاني من مسيوجينية واضحة. من الطبيعي أن تجد مجموعة تشتعل حماسا لل “حرية” لا تؤمن بحرية العقيدة ولا حرية التوجه الجنسي.

هذا مفهوم لأن الثورات ليس لها حجاب ولا حراس بوابات.

وليس مطلوبا من الثورات ألا يخرج فيها إلا من كان مؤمنا بالمساواة الجندرية وحرية العقيدة وموافق على اتفاقية سيداو.

انما المطلوب من الثورات ان تفجر حالة الجمود والاستبداد لتليها حالة السيولة التي يتخلق فيها الوعي التقدمي. بعد الاتفاق على الحد الأدنى.

لذلك لا يزعجني على المستوى الشخصي أن أسمع أو أقرا هتافات او كتابات ذكورية او معادية للحريات. فالثورة طريق.

لكن ما يزعجني – أيضا على المستوى الشخصي – أن أجد شخصا مستنيرا يحتفي بالخطاب الذكوري او خطاب الكراهية لمجرد انه جاء في نسق “ثوري”.

يمكنني أن أفهم ماذا يفعل الذكوري أو الهوموفوبيك أو معادي حرية الاعتقاد في المظاهرات وفي قلب الثورة.

لكني لا أفهم احتفاء شخص يؤمن بالمساواة والحريات بخطاب ” الرجالة” و ” الكوز الشاذ العروسة”.

الثورة للجميع .. لكن الوعي مسئولية حامله.

فيسبوك

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..