أيها الناس: بعد إستخدام الانقلابيين لتقنية ”الذئب الازرق” الاسرائيلية للرصد والقتل توجب إيقاف المواكب والإعتصام بمطار الخرطوم

عبدالرحمن الأمين / واشنطن
[email protected]
هدف هذا التقرير ليس التخويف وإنما التحوط وفتح الاعين على مستجدات تدور في الخفاء . فشباب الثورة الجسور أقسم علي النصر وهاهو يمط اللسان تحديا للموت كل يوم ، لكن المؤامرة التي ينسج فصولها الاشرار تحتاج لمن يفضحها وبالذات بعد هذا السعار المجنون الذي أصابهم وأجج شهوة الإعدام بالجملة كما شهدنا في مواكب البارحة ، الاثنين17 يناير 2022 ، حين قتل أعداء شعبنا 7 من أبناء شعبنا -بلا تهمة أو سبب ( رحم الله شهداء ثورتنا الأبرار ).
لنبدأ بالبديهيات والمسلمات التي يقبلها ، بلا جدال ، (كل) المنتمين لمعسكر ثورة ديسمبر:
1- هذه الثورة يجب ان تستمر الى ان تبلغ اهدافها وتقيم نظام حكم ديموقراطي مدني يلبي شعاراتها واشواقنا المشروعة وينفذ ثالوث مطالب شعبنا : حرية ، سلام وعدالة . إستطرادا ، فان النكوص والقبول بما هو أدني مرفوض . وكما أن الردة ليست بخيار فإن الرضوخ او القبول بإملاءات الانقلابيين بقيام أي نظام غير مدني هو ايضا مرفوض . نقطة سطر جديد.
2- شباب الثورة وكل منتمٍ للكتلة الثورية الحية يدرك ، وبيقين تام ، ان درب النصر متعرج ، قاسٍ وموجع وطويل وأن مهره أرواح صعدت ودماء نزفت ، وسوف يستمر هذا الحال لاجل غير منظور !
3- هذه التضحيات الدموية غير المتكافئة سببها ان هذه الثورة إختارت ، وبذكاء ، أن ترفع الاعلام البيضاء امام الراجمات والدبابات وأن يتلقي شبابها الرصاص أينما اراد له القناص أن يستقر . لكن هذه التضحيات لاتتم كرها للحياة أو حبا في الموت بقدر ماهي ضريبة غالية للدفاع عن وجود هذا السودان ومن يتربصون به علنا ويدعون لتفتيت وحدته وقيام كيانات قبلية ، أو سلطنة . ولبلوغ هذه الاهداف الابليسية الشريرة يدفعوننا دفعا لمخطط الحرب الأهلية التي يعتقدون أنهم سيهزمون بها شعب السودان ويعيدون تشكيل الصلصال وكأنهم لم يسمعوا كيف قبرنا وشيعنا لمزابل العدم خطة “إعادة صياغة الشعب السوداني ” .لقد إختار شعبنا المُعلِّم السلمية ، وهو رهان يعني وقوفنا جميعا كمشروع شهداء علي منصة وطنية متجردة. هذا الايمان الراسخ بأن من الحقوق ما يستلزم التضحية ، مسنودا بقضية عادلة ومطالباً مشروعة ، كتأسيس نظام حكم ديموقراطي بديلا لمشروعات مليشياوية إنتهازية تتغذي من ثرواتنا وتغذي كفلائها في الاقليم ، هو ما وفر للثورة مزجتها السحرية التي تمكنت عبرها من إستدرار العطف الدولي وتحريك ضمير العالم . وعبر السنوات الماضية ، ورغم الاحباطات المتتالية ، ثبت شعبنا علي هذه المبادئ الغالية بجسارة ، شد الوثاق قسما لتكملة المشوار كلما إنتاش الأشرار شهيدا بريئا مسالما سلاحه علما يرفرف وبقية هتاف في حلقه !
أدرك شبابنا الواعي ان الاشرار يتربصون لنحرهم بالمئات وربما الالاف إن هم ردوا الرصاصة بمثلها، فإختاروا مصارعة القوة الباطشة بضبط النفس وصك الاسنان غضبا ، ولعمري فإن هذه هي سلمية القادر في أبهي تجلياتها .
بهذا الوعي الجمعي ، والاتفاق علي ضرورات ضبط النفس ،والابتعاد عن العنف المضاد ، والانتباه لمخططات الخصوم، والتسلح بالتريث والحذر تمكنت ثورة ديسمبر المجيدة من كسب معركة الرأي العام في اركان الدنيا الاربعة . هذه المساندة الدولية غير المسبوقة لشعب السودان ، لابد وأن إكتوي بها حشا برهان وحميدتي ، ومعاونيهم داخليا وخارجيا ، ممن أرادوا “للجبخانة توري وشها في النقعة ” كما قال القاتل المليشياوي .
🟥ماهو تطبيق الذئب الازرق Blue Wolf App ولماذا أصبح اخطر برنامج إستورده الانقلابيون من تقنيات التجسس الاسرائيلية ؟
معلوم أن إسرائيل إستخدمت الكاميرات للسيطرة على الفلسطينيين منذ امد بعيد لكن اليوم وبعد القفزات التكنولوجية الهائلة، اصبحت الكاميرات اداة مراقبة أمنية هامة وأساس منظومتها الامنية.
دخلنا اليوم الي عالم التطورات التقنية المدهشة بظهور تقنيةالتعرف علي قسمات الوجه Face Recognition App وهو تطبيق تستخدمه اسرائيل في كامل مدن وبلدات الضفة الغربية .
فهذه التنكولوجيا يمكن تركيبها واستخدامها في نقاط السيطرة مثل مداخل
الكباري او بوابات الدخول ذات السعة العالية نسبيا (مثل دور الرياضة ، صالات الافراح والاندية ) . الجديد هو انه بدلا من استخدام الكميرات الثابتة فان تقنية Blue Wolf (الذئب الازرق) الملحقة بالجوالات غدت تمكن الجنود والامنجية من التقاط صور عادية للناس وبالجولات ويتم تغذية القواعد البيانية بتلك الصور . وعندما تقرر القوات إعتقال أي مجموعة مشاركة في أي حدث يتم استخدام تقنية الذئب الارزق للبحث في تلك القاعدة البيانية الضخمة من الصور . هذا البرنامج له نظام كودي ملوّن a colour-coded system يكشف للجنود ان كان الشخص الذي أمامهم مطلوبا ام لا !! .
في غضون 2019 بدأت اسرائيل في إستخدام تكنولوجيا (الذئب الازرق) التي تتيح للاجهزة الامنية التعرف علي المتظاهرين ، وملاحقتهم ، عبر خاصية التعرف علي ملامح الوجه face recognition . هذه التقنية البرمجية تلحق بالهاتف الذكي وتقوم بتصوير الاشخاص في اي موقع ومضاهاة صورهم بقاعدة بيانات امنية ضخمة لمعتقلين وموقفين وناشطين والتعرف عليهم ! ولأن هذا التصوير العادي لا يتطلب إستصدار اذن خاص ممن يراد تصويرهم لذلك فان القاعدة البيانية للصور تضخمت في اسرائيل خلال وقت قياسي .
🟥سرقة الموبايلات وعلاقتها بالذئب الازرق ؟ !!
كشفت صحيفة الواشنطن بوست الخبر في تقرير نشرته يوم 5نوفمبر 2021 بعنوان( Israel escalates surveillance on Palestinians with Facial Recognition إسرائيل تصعد تجسسها علي الفلسطنين بتقنية ا لتعرف علي الوجه ) . وقالت البوست ان اسرائيل ولكيما تغذي قاعدة بياناتها الخاصة بالذئب الازرق اضطرت لتوزيع حوافز مالية علي مجندي بعض الوحدات الاستخبارية لمن يقوم بتصوير اكبر اعداد من الفسلطينين بهاتفه الجوال لتغذية القاعدة الرقمية .
السؤال هنا : هل فهمنا الان لماذا انهمكت بعض الوحدات المشاركة في ملاحقة الثوار في الاونة الاخيرة علي نهب الجوالات – والاكثار من عدد المنهوب منها رغم الشكاوي – وفي بعض الاحيان حرصهم الشديد علي سرقة الجوالات أكثر من تركيزهم علي اعتقال المتظاهرين ؟ وسؤال أخر ، هل فهمنا كيف تم الاستهداف الممنهج لاكثر من 17 شهيدا عرفنا من روايات اصدقائهم واهليهم ارتباطهم الوثيق ببعض من سبقوهم من الشهداء الاخرين ؟
وكانت امنيستي انترناشونال قد اتهمت شركةاسرائيلية اخري هي بالتجسس علي الصحفيين وذكر موقع سايبر سكوب نقلا عن الواشنطن بوست ان عملاء الامارات تمكنوا في ابريل 2018 من زراعة البرنامج الاسرائيلي الاشهر في عالم الجاسوسية والرصد والمسمي Pegasus spyware في هاتف خطيبة الصحفي السعودي القتيل جمال خاشوقجي (التركية الجنسية ) عند توقفها في مطار دبي .وأفادت البوست أنه تم التعرف علي البرنامج بعض اخضاع تلفونها لفحوصات في Citizen Lab .
معلوم ان إسرائيل تتقدم العالم في تقنيات التجسس.
فالذهنية الاسرائيلية المتوجسة والخائفة من محيطها الذي زرعت فيه هو الذي حفّزها للاستعانة بالتكنولوجيا وتطبيقها على نطاق غير مسبوق لئلا يبتلعها المحيط البشري الفلسطيني المباشر او العربي المتاخم في المحيط الاقليمي . ذات هذه المخاوف ، والاحساس بالعداوة والكراهية المتزايدة التي يضمرها لهم المجتمع السوداني قاطبة ، جعلت ( دقلو أخوان )يستقويان بإسرائيل ويسعون ما وسعهم السبيل لربط إستخبارات الدعم السريع ومنظومة الصناعات الدفاعية بثالوث المخابرات الاسرائيلية : الموساد والشاباك وشين بيت. ولهذا فان عبدالرحيم دقلو ظل قائما علي هذا الملف ، يرافق مدير منظومة الصناعات الدفاعية ، الفريق أول ميرغني إدريس سليمان مثل ظله، يدفع الاموال بلا خشية من فقر ، ويجلب في المعاشيين الاسرائيليين للعمل معه برواتب خيالية ويسافر ويتخابر مع من يعلم أن بإمكانه توصيله للمحطة التالية في بناء علاقة مباشرة مابين اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية وشخصه . قام في أخر زيارة لتل أبيب ،في أكتوبر 2021 ، بالطلب منهم تزويدهم بملفات والمعدات والتكتيكات التي تمكنوا عبرها من ضرب المقاومة الفلسطينية منذ 1987 والي الوقت الحاضر للاستفادة منها . بل وبلغ به الامر أن طلب من إسرائيل بناء وتدريب قوة إستخبارية خاصة بالدعم السريع تكون نسخة طبق الاصل من الوحدة رقم 8200 التابعة للمخابرات العسكرية الاسرائيلية.هذه الوحدة الاسرائيلية تضم عناصر النخبة elite من المجندين من ذوي الامكانيات الاستخبارية الرفيعة جدا . مجندو 8200 طوروا شفرات وخوارزميات algorithms وخلقوا برامج مشفرة اهمها ثلاثة برامج تسمي الكنيست Alchemist وقوسبل Gospel وآخر اسمه Depth of Wisdom ، أي عمق الحكمة !!. هذه البرامج الثلاثة تتم تغذيتها بالاستخبارات المتجمعة من أليات التجميع Collection Tools المختلفة وتكون مهمتها توفير المقترحات الامثل لاختيار أحسن الاهداف.
إنكشفت الآن تماما خطة ثنائي الانقلاب (برهحميتي) وتركيزهما علي تجاوز الحصار الشعبي والدولي المتصاعد عبر الاستفادة من المبادرات المتطايرة لشراء الوقت من أجل تمديد الحكم عبر ( ديكتاتورية الامر الراهن ) وإنتظار تغير وقائع المشهد علي الارض ، إلا ان العمل السري بين الدعم السريع وإسرائيل يتسارع كل صباح . فواضح أن إستخبارات الدعم السريع وجهاز الامن ينهمكان في بناء قاعدة بيانات للثوار ( بالاعتقالات ، المداهمات الخ ومراقبة الهواتف الخ ) . لذا نلاحظ ان القتل المتعمد للقيادات الشبابية (وذات الصلة في هيكل قيادة التنسيقيات) اصبح اكثر دقة ومتقاربا في مواقيته مما يعني تحول الاستراتيجية من الاستهداف العشوائي الي الاستهداف المحكم Blanketing vs Targeting .ايضا ، يتضح دخول التجارب الاسرائيلية وبعض أساليبها المستنبطة في السيطرة مثل قفل الطرقات والكباري بالحاويات الطويلة (الكونتينرات) فضلا عن التواجد السري والمكتوم لفريق من أجهزة الامن الداخلي الفلسطيني ( شين بيت و الشاباك) في الخرطوم لتقديم المشورة الفنية وتقييم الاداء عقب كل موكب .
نتعين أن نذكر هنا أن الولايات المتحدة ، وليس برهان او بقية العسكريين في المجلس السيادي السابق ، هي من إعترضت في يونيو 2021 علي هذا التجاوز الاسرائيلي للحكومة السودانية المدنية وطالبت إسرائيل بالكف عن مساعدة (الأخوين) في خططهما العسكرية !
🟥 لماذا الاعتصام الان بدلا عن المواكب ؟
الثورة ، أي ثورة ، كائن حي تفرزه ظروف موضوعية تتغير وتتحرك ولا تعرف السكون. ولكيما تحافظ الثورة علي زخمها ونموها يتحتم عليها ان توائم تكتيكاتها واساليبها مع تلك المتغيرات.فالتجمد والسكون في بيئة تضج بالتجديد وملاحقة المتغيرات ، سيجعل من الثورة معلبات منتهية الصلاحية وسيحكم علي شعاراتها بالانتحار البطئ !
إتساقا مع تلك المرئيات ، أقول حان الوقت للتفاكر العلني ، والتفكير خارج الصندوق بحثا عن خيارات تنهض كبديل أكثر فعالية وتأثيرا عن التفويج الراهن للمواكب باتجاه للقصر الجمهوري ، فتلكم وسيلة أدت غرضها وإنتهت فعاليتها ولا من داع لتكبد المزيد من تكاليفها العالية ، كما سنفصل أدناه.
فالقصر الجمهوري في الاصل لم يكن سوي هدفا رمزيا عندما إختاره الثوار . وبالفعل ، فإن جماهير الثورة تكاتفت وإتحدت وتمكنت من تحقيق هذا الهدف (الرمزي) عدة مرات منذ أول إختراق في 19 ديسمبر 2021. في ذلك اليوم شهد العالم علي قدرة الثوار المذهلة في التسلل بسلمية أخّاذة أطواق الحماية العسكرية المسلحة ، بل واصطحبوا معهم الجنود في محبة يرجف لها القلب وتدمع لها العين . شهدت الدنيا إنضباط إيفاع السودان الذين حتي عند بلوغهم للقصر ظلوا ملتزمين بوعيهم السامق فحافظوا علي كل الموجودات ، فلم يكسروا حاجزا ولم يقطعوا غصنا ولم يخربشوا حتي علي النصب الاسمنتي الذي إعتلوه ! إنسلت مليونية الشعب من بين ترسانة الدوشكات وحاملات صواريخ القرنوف ، والسواتر المختلفة وبلغت مكان ممارسة السيادة الرمزية والحاكمية فحققت نصرا معنويا للشعار ( الثورة ثورة شعب والسلطة سلطة شعب والعسكر للثكنات).
اليوم ، حق لنا ان نتساءل :هل ما نتكبده من تكلفة بشرية يبرر تكرار الدعوة لتسيير المواكب لذات المكان والذي وصلناه ، عنوة وإقتدارا ،في 19 ديسمبر (وإنسحب منه الثوار ليلا بعد تفاقم الخسائر البشرية )؟ ثم ، ماالجدوي المرتجاة من إعادة تسيير المزيد من المواكب للقصر ، بعد تلك الملحمة الرائعة ووصول رسالتنا للعالم أجمع ؟ ثم لماذا الاصرار بعد ان تأكدنا ان ” العدو” اصبح يستخدم تكنولوجيا اكثر فتكا بالثوار؟ ألم نشاهدهم يجربون فينا وارداتهم من شركة اودر -تك Odor-Tech الاسرائيلية منتجة محلول إسكنك Skunk الذي أمطروا به المتظاهرين في محيط القصر ( المحلول القذر له رائحة نفاذه هي خلطة للقاذورات إذ جمعت الرائحة مابين البراز البشري والحيوانات الميتة ، والانكي والامر أن رائحة هذا المحلول العفن لا تغادر ولو تم غسلها بكل انواع المنظفات فيبقي ينفث عفونته لقرابة 10 ايام ) ؟ ألم تصبح دعاوي ( كل القوة القصر جوه ) ، وإستمرار الاصرار علي تسيير المواكب لتلك البقعة الجغرافية بمثابة دعوة مفتوحة لحشر الثوار في ذات مصيدة الخطر والتي يسمونها في الاكاديميات العسكرية “ارض القتل ” ، أي مسرح العمليات؟ أين الحكمة في تفويج الالاف من الثوار العزل الي أرض العدو المدجج بالسلاح والذي ثبت أنه إذا لم يقتلهم نهارا عيانا ترك المهمة لقناصته المتمركزين علي اسطح العمارات ليلا ؟
نعم ، حان الوقت لتقييم المواكب وفحص جدواها وتوفير بديل يحافظ على جذوة الثورة متوهجة .
نعلم أن معادلة مضاهاة حسابات التكلفة بالعائد هي من بين معايير تقييم الجدوي الاقتصادية للمشروعات مثلها مثل مفهوم المنفعة الحدية وقانون تناقص الغلة law of diminishing returns (وهذا عين ما تقول به حكمتنا الدارجة : الشئ إن فات حده إنقلب لضده !!) .إذا أقمنا الحساب فسوف نكتشف الانحدار المريع في “منحني منافع” المواكب، أي عائدها وجدواها كوسيلة ثورية الان “أكرر الان ” . أهم بند في حسابات الربح والخسارة هو أرواح شبابنا وضرورة تفويت الفرصة علي العصابة المجرمة لقتل المزيد من هؤلاء الأبطال والكنداكات . علينا ان نستنبط أليات جديدة ، ونعترف بالاخطاء وألاٌ نكابر عليها ، فالاعتراف بالاخفاقات يمثل أول العتبات في سلم التصحيح الجاد.
🟥 عدونا :من هو ؟ وماذا يريد وكيف نهزمه؟
في لعبة الجودو لن يفوز البطل إلا بالاستفادة من قوة خصمه وأخطائه ليصرعه بالقاضية ويتكوم فوقه منبطحا علي كتفيه بما يعرف بوضعية الاستسلام Submission . في السياسة ، أيضا ، فان أهم أدوية في روشتة الانتصار هي فهم العدو فهما موضوعيا وأمينًا ، في غير انتقاص لقدراته او تبخيس لقوته ، ومن ثم المضي للإيقاع به .
عدونا الاساسي في هذه الثورة هم شركاء جينات السلوك الاناني ، الانتهازي ، اللاوطني الذي افرزته سنوات الانقاذ وصنعت منه أشرارا. هؤلاء الاشرار يتكلمون مثلنا ، ويشبهوننا ، ويسكنون بيننا ، لكن مانراه ليس سوي طلاء حربائيا كذوبا .
فهم ليسوا منا ولا ينتمون لنا وهزيمتهم لا تكون الا بوحدتنا( أكرر وحدتنا.)
فالكوز الحقيقي ، لا علاقة له بالصلاة ، ولا بأخلاق العقيدة الاسلامية ،ولا بالتعبد ولا بمكارم الاخلاق . فالكوز الانقاذي شخص يعيش بيننا لكنه مفطوم من همومنا وقضايانا . فلا يهمه التراب ولا الوطن ، فعقيدته -أصلا- ليس في قاموسها كلمة وطن ! يتحدثون عن “أمة” من أمثالهم وليس أمة يجمعها الوطن ، من أمثالنا ، من ثوابتها أن ينعم الجميع بحقوق متساوية لا تعرف أو تعترف بالفوارق . أمتنا تكافح من أجل قيم تمثل جوهر الانسان وتحترم حقوق المواكن الشريك الاصيل فيما نسميه في الدستور ب” المصالح الوطنية” . أما “أمتهم” فتحتكر الوطن في عطايا ومخصصات يوزعها “تنظيم” لعضويته فتتكرس المصالح الفئوية للأقلية ، وتضيع حقوق كل الاخرين . لذا شهدنا كيف أفقرونا وجوعونا وكيف فتح المخلوع وزبانيته بلادنا لكل من لفظته بلاده ليتسيّد علينا في بلدنا ، وبذلوا له بأريحية اموال بنوكنا ومزارعنا وارضنا وثرواتنا . وكنموذج علي هذا التفضيل ، قاموا في عام 1993 بتغيير قوانين الهجرة والجنسية وسمحوا بالجنسية المزدوجة فقفز حملة الجوازات الديبلوماسية السودانية من 3674 جواز في 1989 الي 47,396 الف جواز دبلوماسي سوداني عندما سقط الفرعون في عام 2019 !!!من راشد الغنوشي المطارد في بلده ، وعباسي مدني الجزائري واسامه بن لادن وحاشيته ، وايمن الظواهري وكل اعضاء المكتب السياسي لحماس فان منح الجوازات الدبلوماسية السودانية لم يتوقف حتي وبعد ان إنتهي الارهابي عمر عبدالرحمن سجينا بالمؤبد في نيويورك علما بأن الكيزان هم من إستقدمه من مصر ومنحه جوازنا وساعدوه في طلب فيزا الدخول لامريكا من الخرطوم!
بإختصار ، الكوز الانقاذي لايري مانعا اخلاقيا في سرقة بلاده وتدمير مواردها وبيعها للاجانب .
الى هذه السلالة ينتمي البرهان ورفيقه حميدتي الذي حضر في غضون 1986 ليعيش بيننا وعمره 12 عاما –
من يحكموننا السودان ارتكبوا فظائعا في قري وأمصارنا بلادنا البعيدة تفوق ، وبأضعاف مضاعفة ، ما نشاهده في مدننا من تقتيل وتنكيل واغتصاب وعدم أدمية . بيد ان الفارق الوحيد هو ان ما فعلوه في دارفور وجبال النوبة والتخوم الاخري سبق توقيته تغطيات الانترنت وعيون الاعلام الاجتماعي والاسفيري …والسفارات الاجنبية. فعندما التهبت دارفور في عام 2003 وبلغ القتل والاغتصاب ذروته في الاعوام الثلاثة التالية كان حميدتي وبرهان في قلب تلك الاحداث ينفذان أبشع المجازر متسترين بعتمة عدم نضج تقنيات الانترنت أنذاك .لم يتوفر يومها مثل هذا الضخ المهول للمعلومات والصور الفاجعة التي تتزاحم علي ذاكرة أجهزتنا الحاسوبية فيصيبنا ما يصيبنا من كدر وغم وغضب . لقد أفلتوا من “اللايفات” المبثوثة ومن عيون العاصمة القومية ومجالس الوعي ومنصات النقاش في الشأن الوطني . يومها كان هم الاوحد لحميدتي وللبرهان هو ( تحسين اوضاعهما المالية ) ، اما اليوم فهدف برهان هو تحقيق حلم والده لحكم السودان ، كما أفصح . أما حميدتي وشقيقه وعشيرته (داخل وخارج السودان ) فالهدف بالنسبة لهم اليوم إمتلاك السودان كله والهيمنة عليه وبناء سلطنة كاملة فيه بدلا من الاكتفاء بمدينة “أم القري ” التي شيدها لهم عمر البشير علي جماجم أصحاب الارض !
وما دام أن هذا العدو تربي علي قتل الابرياء والمسالمين وذاق طعم الحكم
الظالم فأي دافع يثنيه عن المضي في مخططاته الشيطانية ؟
🟥 تغيير الاسلحة ، هل اصبحنا معملا بشريا للتجارب ؟
رصدنا تصاعدا في وتيرة إستخدام القوة ووحشية في قمع المتظاهرين ، بل وشهدنا سلوكا أمنيًا غير مألوف صنع خصيصا للسودان مثل سيجارة بنسون أند هيدجز : حلاقة الشعر كيفما شاء ، ولو بسكين السونكي وحصب المتظاهرين بالحجارة ! .
أيضا رصدنا زيادة مضطردة في نوعية اسلحة الفاشيين الاشرار وإعتمادهم علي الجديد المستورد من تلك الاسلحة بعد إنقلاب البرهان / حميدتي يوم 25 اكتوبر 2021 . وواضح أن شهيتهما الخائبة للانفراد بالحكم جعلهم يسترخصون ويترخصون في قمع الشعب وإذلاله وهدر كرامته بكل الطرق والاساليب غير مكترثين بأعداد القتلي والاصابات .
لاول مرة وفي يوم 17 نوفمبر 2021 تم استخدام مقذوفات الغاز البرازيلية وكانت ماركتها GL-202 (Condor Tecnologias Nao Letais) وتجاهلت الشرطة التحذير المكتوب في عبوتها والذي ينص صراحة علي (عدم اطلاقها مباشرة علي المتظاهرين لانها يمكن أن تسبب الأذي الجسيم وتؤدي الي الموت ) ! وايضا تجاهلوا اطلاق العبوات بزاوية 45 درجة علي الاهداف والالتزام ان تكون بعيدة عن الهدف البشري بمسافة لا تقل عن مابين 90-150 منعا لتلك الاصابات القاتلة. وهناك القرنيت الثلاثي من ذات الشركة وماركته GL-300/T Hyper (Condor Tecnologias Nao Letais) وهو ايضا تم استخدامه لاول مرة في نوفمبر 2021 .
وفي مواكب 30 نوفمبر قامت الشرطة باستخدام سلاح بريطاني الصناعة وهو Anti Riot Irritant MK III CS grenade (UK) جدير بالذكر ان هذا المسيل للدموع ظل مخزنا لاكثر من 35 عاما ومنتهي الصلاحية ولايجوز استخدامه وكان يجب التخلص منه. صنعته في الثمانينات بانجلترا شركة !Pains-Wessex تمت تصفيتها تجاريا في التسعينات ولا وجود لها اليوم
ومع اشتداد المظاهرات السلمية والمطالبة بمدنية السلطة والقصاص من العسكر جن جنون قوات البرهان وشريكه في الجريمة فقرر فتح المخازن وترويع الشعب .فظهرت لاول مرة المقذوفات البرازيلية الصاعقة ذات الانفجارات السبعة المتتالية شديدة الفتك بالناس اذا تم قذفها علي جموع محتشدة GL-700 (Condor Tecnologias Nao Letais)
عندما خابت المحاولة قرروا كسر شوكة الشعب الجسور بمنتج أخر
فإستخدموا ومن ذات الشركة مقذوفا اكثر فتكا وترويعا وهو GL-307 (Condor Tecnologias Nao Letais) . هذا المقذوف الإنشطاري الصوتي متوهج الاضاءة ولدرجة يمكن ان تسبب العمي المؤقت لذلك تحذر شركته المُصنعة من تفجيره علي بعد يقل عن 10 امتار عن الهدف الآدمي وتقول بأنها لا تتحمل أي مسؤولية تنتج عن مثل ذلك الاستخدام المميت ! لهذا السبب رأينا انفجار جمجمة احد الشهداء وسقوط النافوخ بكامله علي الارض !
وبدلا من أن تطعمنا منظومة الصناعات الدفاعية مما تنتجه شركاتها ، امطرتنا قوات برهان بحمولة كاملة من مقذوفها اليدوي الذي يطلق سحبا كثيفة من الدخان الذي يشبه الفسفور الابيض الذي تنتجه محليا منظومتها باسم SATIR Handled Grenade
ونتساءل : ألا تستحون ، ترموننا بحمم ودخان منتجات منظومة
الصناعات الدفاعية بينما التريلات والشاحنات في طريق دنقلا -أرقين علي الحدود الشمالية تصطف خمسة عشر كيلومترا لنقل المنتجات الغذائية من شركات ذات المنظومة ؟ اين منتجات مجموعة تنمية الصادرات وشركاتها الاخطبوطية الممتدة من ” قرين زوون للتجارة والاستثمار ، و شركة راسيات؟ أين منتجات شركة زادنا و عملاق الثروة الحيوانية شركة الاتجاهات المتعددة او شركة فابي ؟ اين تلك الشركات التي لا نري منتجات مسالخها الا في بترينات وصالات المعارض الخارجية ؟ لماذا يرموننا بأدوات الموت وضيق النفس ولديهم قائمة من النشاطات التي تشمل تسمين العجول، تسمين الانعام والابل،إنتاج وتصدير وتصنيع اللحوم الحمراء اين حظنا من الطيور والدواجن والاسماك والبحريات التي تغرق صادراتها اسواق الاقليم ؟ بل اين منتجات الالبان، ونصيبنا من إنتاج وتصدير المصنوعات الجلدية؟
المهم ، تفنن الاشرار في استعراض قدراتهم التصنيعية وخطوط انتاجهم من المقذوفات التي تنوعت وتشبع بها سماء الوطن الجريح وملأت سموم مقذوف YM-10 رئة الالاف من المتظاهرين السلميين !
ايضا، بعد الانقلاب (البرهميتي ) ملأت فوارغ علب غازات الشركة الصينية نورنكو Norinco سيئة التصنيع ، الساحات عقب كل مليونية .
🟥لماذا الاعتصام في مطار الخرطوم بالذات دون غيره من الساحات؟
1- المطار منطقة ملائمة لتواجد الحشود الكبيرة وموقعه فريد إذ يتوسط المدن الثلاث وامتداداتها الجديدة ويسهل الوصول اليه ، بأقل التكاليف ، عبر المواصلات العامة.
2 – المساحة رحيبة جدا فالمطار يمتد شرقا بما طوله 4كيلومترات، تقابلها 6 كيلو من الجهة الغربية وواحد كيلو ونصف شمالاوحوالي 2 كيلومترا جنوباً.
3- يتوفر المطار على تجهيزات متميزة يحتاجها الناس في الاعاشة والخيام والتأمين. ففيه 7 بوابات للدخول والخروج وهذا يمنح الثوار ميزة التحكم وإخضاع الداخلين للاعتصام والتفتيش الشخصي بحثا عن الاسلحة وغيرها، فضلا عن وجود سلك شائك وعوازل في محيط المطار الجغرافي الخارجي مما يساعد في بسط الحراسة وتثبيت نقاط السيطرة والتأمين.
4- كموقع للاعتصام يوفر المطار درجة عالية من تأمين سلامة الثوار لبعده عن اسطح العمارات العالية التي يستخدمها القناصة مما يقي المعتصمين وقوع خسائر بشرية كبيرة مثلما حدث ايام فض الاعتصام في 2019 عندما تمركز القناصة في مدينة البشير الطيبة ، أو كما حدث مؤخرا مساء 19 ديسمبر عندما تأخر بعض الثوار حول القصر بغية الاعتصام حوله ، فتسلل القناصة عند المغرب للعمارات المجاورة وأصابوا الكثيرين.
5- الاعتصام في المطار يحقق ريعا اخباريا عاليا. فخبر توقف الملاحة الجوية التجارية والغاء الرحلات التجارية بين مطار الخرطوم والعالم، بسبب وجود إعتصام سلمي سببه الاحتجاج الجماهيري علي أنقلاب البرهان العسكري ، هو في حد ذاته قصيرة خبرية لن تهدأ أو تتراجع أو تموت متابعتها بواسطة كل قنوات الاتصال العالمية . فهذا الخبر سيضرب الدنيا كالسونامي وسيعيد اخبار الثورة السودانية للواجهة بتفصيل جديد عن الانقلاب والانقلابيين .حتما ، سيعود مراسلو محطات التلفزة الغربيون وستجلب المنافسة الوكالات والصحف ممن رحلوا بعدساتهم واقلامهم بحثا عن قصص أكثر تشويقا.
أيضا سيسهم إعتصام المطار في كسر التعتيم الاعلامي وتوجيهات أمباشية الأمن في أجهزة إعلام الانقلاب ومخططهم الحالي بعدم منح فيزات الزيارات للصحافة الغربية وتطويل مدة الانتظار لاشهر طويلة حتي يحصل الصحفي علي أذن زيارة .فالاعتصام في مطار الخرطوم سيقلل الرقابة المفروضة علي الصحفيين في متابعة فعاليات الثورة مباشرة في أرض الاعتصام . سيجد الانقلابيون أنفسهم في مواجهة مع الاعلام العالمي ، الذي يتحاشونه الان ، رغم الاستهداف الممنهج وطردهم لممثلي الاعلام الاقليمي ( الهجوم علي مكاتب العربية والحدث وضرب المراسلين / سحب ترخيص قناة الجزيرة يوم السبت 15 يناير)
6- الامداد الكهربائي في مطار الخرطوم هو الاكثر استقرارا في كل السودان لانه مرتبط بخط الربط الرئيسي الذي تتشارك فيه القيادة العامة والقصر الجمهوري مما يجعل انقطاع التيار الكهربائي نادر الحدوث ، وحتي ان حدث فان المطار يتوفر علي محطة توليد كهربائي بدينمو للتشغيل المنفصل.
7-الاعتصام بالمطار سيقضي علي حركة التهريب النشطة للذهب الذي يصدر منه للسودان كميات مهولة لا يعود منها سوي اليسير جدا للخزينة العامة ويدخل الجزء الاوفر لجيوب من يصارعون الشعب الان علي السلطة !
8-إعتصام المطاريوفر ملاذا صحيا هاما عند الطوارئ إذ يوجد مالايقل عن 11 مشفي وصرح طبي كبير في محيط ٣-٥ كيلو منه.
9-اعتصام القيادة كان سوق عكاظ سياسي ومثلّت منصاته وخيامه جامعة – مفتوحة تتلمذ وتخرج منها العشرات من الالاف عبر محاضراتها وندواتها التوعوية اليومية . هذا التلاقح والجرعات التثقيفية اليومية لشباب ولد غالبهم في حضن ديكتاتورية البشير مكنّت الاعتصام من بناء جسور جيلية ، بين الشباب ومن يكبرونهم ، وأخري معرفية بين الشباب وتأريخ بلادهم.
لا بد من أن نقر بأن أكبر الاخطاء التي إرتكبناها كانت إطلاقنا رقما حسابيا على التحشيد وتسميتنا للمواكب بالمليونية. هذا الترقيم الوصفي جعل نجاح الموكب مرهونا بصورة ذهنية Perception قوامها الكثرة العددية .مثلا ، اذا عجز موكب ما من بلوغ المليونية وبقي في عداد بضعة المئات من الالاف (بسبب قفل الكباري او التزامنا بالارشادات الصحية للوقاية من انتشار متحورات كورونا) هل يعني ذلك أن الثورة قد ماتت وذهبت ريحها ؟ أو ان الشباب إنصرفوا عن الثورة أو أن شعاراتها سقطت؟ بعد أن جعلنا العددية مرجعا من ياتري سنلوم إن خرج البرهان وحميدتي يرقصان في الشوارع ، يذبحان قطعان الابل والضأن ويوزعان الموز علي السابلة احتفالا بصغر الموكب ؟
عند جرد حسابات الربح والخسارة للمواكب ، يتعين علينا ألا نغفل تضمين الكلف غير المرئية ، مثل المعاناة النفسية والمعنوية والمادية للمتظاهرين . وبلاشك يظل إستشهاد الابطال واصابة العشرات إصابات سيغير بعضها حياتهم الي الابد وهو العطاء النفيس والاعظم درجة وطوبي لمن بذل مهجته فداء لوطنه وليعيش شعبه كريما عزيزا.
الحديث عن العامل السايكولوجي وانعكاساته علي نفسيات الشباب الذين أصبحت معدلات قتل زملائهم تتسارع ، يحتاج لإهتمام خاص من الاختصاصيين ، ومنا نحن أيضا . فمثل تلك التشققات النفسية المؤلمة غائرة في العمق ولا نبصرها بالعين المجردة لكنها تتبدي كظهور الاعياء علي بعضهم ، وسيادة حالة من الاحباط المزمن جراء تمدد أجل الصراع.
المهم، يجب أن نعرف، ونقبل، أن من الطبيعي إصابة بعض الثوار المواظبين علي المواكب بالاعياء جراء ظاهرة demonstration fatigue مما يعني تراخي التحشيد . لكن لايعني هذا تراجعا للثورة او قبولا بواقع رغبوي يتوهمه حميدتي الذي أنكر عند حديثه مع الزميلة المثابرة والشجاعة الاستاذة لينا يعقوب يوم 28 نوفمبر 2021 حتي وجود الشعب السوداني ( الشارع وينو ؟ مافي شارع ) !!
🟥 ما نوع معدات التجسس التي ستأتينا من جوبا ومن هو وكيل شركة في الخرطوم؟
يوم 2 فبراير 2021نشرت صحيفة هارتس الاسرائيلية تقريرا عنوانه (Israeli Cyber Firm Sold Spytech to South Sudan, Investigation Finds التحقيقات تكشف بيع شركة سايبر اسرائيلية تقنية تجسس لجنوب السودان )
في التحقيق كشفت منظمة امنستي انترناشونال انه مابين مارس 2015 وفبراير 2017 فان شركة فيرينت للانظمة المحدودة الاسرائيلية ( وهي شركة زميلة للشركة الامريكية الام فيرينت للانظمة Verint Systems Inc قامت بتزويد جهاز المخابرات في جنوب السودان بمعدات اختراق وتصنت مع الخدمات المساعدة . وعلمت أن شركة فيرنت للانظمة المحدودة إختارت مؤخرا منظومة الصناعات الدفاعية كوكيلها الجديد لقمع الشعب في شمال السودان !!
-الشركة الام موجودة في مدينة دبي للاعلام في أبراج بزنس سنترال تورز – والمهمة التجارية الوحيدة لها هي تسويق معداتها الخاصة بالتنصت والتجسس علي المكالمات الهاتفية عبر شبكات الاتصال السلكية واللاسلكية وغيرها . بحسب وثائق حصلت عليها منظمة العفو الدولية ، آمنستي انترناشونال فقد تعاقدت الشركة علي توفير خدمات الصيانة السنوية لأجهزتها المباعة لحكومة جنوب السودان. بينت الوثائق ان حكومة الجنوب طلبت من شركة الاتصالات العاملة بالجنوب المسماة فيفاسل Vivacell, دفع مبلغ مقداره 762,236 $ دولار أمريكي للشركة الاسرائيلية لتقوم بالتجسسس علي مواطنيها ! وقالت المنظمة الدولية ذات المصداقية العالية أن جهاز الامن في الجنوب ظل ومنذ عام 2013 يتعاون مع شركة MTN في مراقبة الاتصالات .
🟥 ختاما ، أقدم ثلاثة أسئلة وأجيب عنها بإختصار متسلسل :
🔹س1- ماذا سيحدث للمسافرين السودانيين من والى البلاد إذا قفلنا مطار الخرطوم الدولي ؟
🔸ج1- بلا شك ، فإن ضررا بليغا سيصيب العديد من الأطياف الاجتماعية ، وبالذات المرضي وكبار السن جراء التنقل بالباصات للحاق رحلاتهم أو العودة لمنازلهم من مطارات المدن القريبة . ويبقى العزاء انهم سيتفهمون هذا الظرف الإستثنائي والدماء التي سيحقنها إتصام مطار الخرطوم -إذا تم . وبالتأكيد فإن هناك مطارات دولية أخرى مجهزة لاستقبال الرحلات الجوية مثل بورتسودان ، الابيض ، دنقلا ، نيالا وغيرها .
🔹س2- بعد نشر هذه الفكرة كيف يمكن تطبيقها بعد أن علمت بها أجهزة برهان ؟
🔸ج2- هدف هذا التقرير هو توعية الناس بما يفعله الاشرار . وقد أثبت هذا الشعب العظيم دوما أنه قادر علي بلوغ غاياته وإبتداع أساليبه المذهلة في هزيمة الديكتاتوريات المتفرعنة . فمثلا ، ظلت المواكب تُعلن قبل أسابيع من موعدها ولم يتمكنوا من إيقافها . ولنا سابقة مضيئة مع إقتحام جماهير شعبنا الوفية لمطار الخرطوم وتمكنها من وقف الملاحة الجوية عنوة يوم 18 يناير 2013 عندما اراد سيئ الذكر محمد عطا إحضار جثمان المرحوم محمود عبدالعزيز من دبي ودفنه دون السماح لمعجبيه تشييعه ، كما يستحق . رفضت الجماهير القرار ، ودخلت للمطار وبلغت مدرج الطائرات (غير عابئة بالمخاطر ) وأبطلت خطة جهاز أمن محمد عطا ودفنت الحوت ، قيثارة الثورة ، ومزمار الشباب كما يليق به .
إذا أرادوا منع هذا الاعتصام الجديد ، فعليهم نشر فرق عسكرية كاملة وتسكينها لايام وليال طويلة داخل وحول المطار وسيكون القرار النهائي بيد قادة المقاومة في الارض وتقديراتهم . وفي كل الاحوال ، سنكسب حتما هذه الجولة إعلاميا بنصر مدوِِ . فاذا تم الاعصام أو لم يتم ، فان مجرد الحديث عن الاحتمالات سيدفع الانقلابيين للاستنفار ، وبالنتيجة ، سيشهد العالم هذا الهلع والإنتشار العسكري ( الضخم والمُكلف ) في محيط مطار العاصمة لمنع المتظاهرين من الاحتماء به !! وهذا في حد ذاته خبر ايجابي .
🔹س3- مافائدة تطبيق هذه الفكرة التي لن توقف تهريب الذهب ودخول اسلحة بطش جديدة للسودان عبر العديد من المطارات العسكرية الموجودة في البلاد ،وأقربها القاعدة الجوية المتاخمة لمطار الخرطوم ؟
🔸ج3- صحيح أننا لن نوقف التهريب ، لكن صحيح أيضا أن ( مجرد) لفت الانتباه لهذه الظاهرة والحديث العلني عنها والتبصير بأبعادها ، وتوضيح مدي إضرارها بأممنا الوطني وتسببها في إفقارنا ، مثل هذا التعاطي المكشوف لما يتم نسجه من مؤمرات معادية لنا ، وخطط لإستمرار نهب ثروات بلادنا وتجويع أهلنا ، هو أساس الثورة ، وهو حزمة الوعي التي نريد لها أن تشع وتتوهج وتسود وتتعاظم – وهذا يكفي !
🟨🔳🟨 إن شئت ، يمكنك إضافة إسمك لمتابعة تقارير الكاتب علي صفحته بالفيسبوك لأن حصته لقبول أصدقاء جدد قد نفدت ، للأسف، ببلوغها الحد الاعلى ( 5 الف صديق ) فقط للصفحات الشخصية .
🔴يمكن التراسل مع الكاتب :
[email protected]