
د/ مبارك همت
المشهد السوداني منذ بدء الحراك لثورة ديسمبر المجيدة منذ 19 ديسمبر 2019 وحتى ابريل كانت ضد سقوط نظام الانقاذ برمزيته عمر البشير ، وتسيد الموقف في حينها شعار تسقط بس والتي كانت تعني سقوط البشير وكل زمرته ، فالثورة قد خرجت ضد الشمولية وضد حزب احادي يسيطر على مفاصل البلاد ويكثر فيها الفساد ويصب على أهلها ومن لا يمشي على هواهم سوط العذاب من عندهم في غياهب المعتقلات والسجون ، والحرمان حتى من أن ياكلوا من خشاش الارض ، فساداً لا يدانيه فساد !!! فهو فساد لا مثيل له في تاريخ السودان وفي تاريخ البشرية ، فساد شهد به اعضاء حزبه بانفسهم فساد ظهر في البر والبحر ، فملأ جيوبهم وبطونهم وفروجهم فتزوج مثنى وثلاث ورباع بما اكتسبوه بالمحسوبية ولامجاملات والعلاقات الشخصية والمصالح المتبادلة دون وجه حق ، فلا قانون ولا عرف ولا دين يحق عليهم ما فعلومه ، لوكنهم لم يشعروا يوماً أنه حرام ، فكل شي حلال والتحلل نفسه حلال؟؟؟ ولم يعترضوا خوفاً وطمعاً في المزيد ، الا قلة قليلة فصابها وابل فتركها مرفودة مزمومة أو اوحيلت للمعاش ، وقد كان ذلك الفساد يغطيه ويتستره كبار رجال الدولة الذين سنوا قوانين فقه التحلل وغيره ، فساد يبطش لمن يتعمق في اظهاره الفساد نفسه ، او يكتب عنه ، فساد يحارب كل من يكتب عن الفساد ، فساد يعتبر كل من يكتب عن الجرائم الموجهة ضد الدولة هو المجرم ؟؟؟ وهو من يحاسب باشانة السمعة والبطش ، فكم من صحف اوقفت طباعتها وكم من ذاق المرارات بسبب البوح باسرار الفساد . وكم وكم؟؟؟ .
لذلك حينما خرجت الجموع خرج ضد فئات وحزب كامل جسم على قلب البلاد واصابها بالعلل والامراض المستعصية التي تحتاج لسنوات علاج طويلة لتتُداوى وتبلغ العافية ، فما فعلته الانقاذ في البلاد وسلوك العباد من مفاهيم لا يمكن ان تمحى في ليلة وضحاها . وقد فخرج الثوار ضد كل الفاسدين وهم كثر في عهدها ، فكانت الكراهية والرفض موزعة عليهم جميعاً . ولكن الشاهد الان أن الثوار الذين يخرجون في مظاهراتهم السلمية الان وهم نفس الثوار الذين خرجوا من قبل منذ بدء ثورة ديسمبر ، ينصب رفضهم لأفراد معينين هم من بالمجلس العسكري ، وفي المجلس العسكري فهم أشد رفضاً للبرهان وقد هتفوا ضده بكل وضوح بعبارة والكلمات تدل على التباعد بين النقيضين ان صح التعبير (الثوار ، البرهان). وهذه الكلمات والهتافات يتأثر بها الانسان وتؤثر عليه وتدل على ما يكنه الناس لنا وتخبرنا بما لا نعلمه عنا انفسنا في نظر غيرنا ، فالثوار هم مراءة تعكس ما يدور بالمجتمع ، والكلمات تؤثر بنا عندما نسمعها ، لأن الإنسان عبارة عن كتلة من الأحاسيس والمشاعر يتأثر بكل ما يسمعه أو يقرأه ، أفلا تسمع هتافاتهم ؟؟، فما يهتف به الثوار ان قيل لأي شخص لما تررد بأن يتمسك بمنصبه ولو كان عاملاً بسيطاً في موقع من مواقع العمل ، وحقاَ يا سيادة البرهان قد هتف الشارع لشخصك اكثر مما هتف ضد البشير ، لأن البشير لم يكن له اليد الطولى في قيادة البلاد لوحده والشارع كان يعلم ذلك ، فقيادات المؤتمر الوطني ومنتسبيه في الاجهزة الامنية التي كانت تساهم في البطش والتنكيل كانت تتقاسم معه كل الاخفاقات والتجاوزات التي حدثت في عهده . اما الان يا سيادة البرهان فأنت الحاكم وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ، وانت في سدة الحكم ، والأمر والنهي وكل مسوليات البلد تقع على عاتقك ، فانت تستطيع أن تعين وتقيل وترقي وتسن القوانين وتلقي ما شئت . وانت المسؤول الفعلي لكل ما يتعلق بالبلاد أمام الشعب السوداني ، وانت مسؤول عن كل قطرة دم تراق وعن كل دمعة حزن تنزل من أم أو أب او أخت او واخ أو صديق ، وانت مسؤول من كل روح تزهق وكل عرض ينتهك و كل كرامة تداس وكل حق يغتصب وكل بيت يدمر ويقام فيه عزاء لشهيد ، ولكل براءة تداس وتذل ، فالمسؤولية عظيمة وحسابها عند ملك عظيم ، ومما لا شك فيه أن التاريخ مليء بالعبر وان مزبلة التاريخ تتسع لكل مغرور متجبر متكبر ، يرى أقرانه صرعى أمامه ، ثم يُصر مستكبرا ، كأن الأمر لا يعنيه ، وكأنه اتخذ عهدا من الله بثبات ملكه واستمرار حكمه ، وقد توعّد الله الظالمين بتعجيل العقوبة لهم في الدنيا ؛ لسوء الظلم ، وكثرة أضراره على المجتمع ، فاتق الله فينا يا سيادة البرهان . فمطالب الثوار فيها ما فيها من معاني وتدل على عمق الهوة بين الثوار وبين البرهان ، وعلى البرهان أن يفهم ذلك جلياً فالبرهان هو قائد السفية التي ستغرق في غيابين الضياع . ان لم يكن هنالك تنازل . وقد بدأت فعلاً اثار الضياع تبدو رويداً رويدا وها هو الدولار بدأ في الارتفاع بعد أن استقر شهوراُ عددا ، وها هي دول العالم تؤمن بأن الوضع في البلاد غير سوي بعد ان تحسن نظر العام لنا ، واوقفوا كل الدعومات الموعودة ، وهي الان تسعى لتقريب وجهات النظر واصلاح ما يمكن اصلاحه واخراج البلاد من هذا النفق المظلم ..
فيا سيادة البرهان وحتى لا تصيبك لعنات الامهات والاباء فعليك بالتنازل وعليك بالرضوخ لأمر الشارع كما فعل البشير وكما فعل من قبل عدد من قادات الجيش واخرهم أبن عوف ، فأنت ليس بافضل منهم ، ولا البلاد ملك لك او لغيرك ، فالسودان للجميع ، والشعب قال كلمته بوضوح ، فاتعظ يا سيادة االبرهان حتى لا تدخل التاريخ من أسوأ ابوابه ، وما تقوم به هو يمثلك أنت ومن معك وحدكم لا شريك لكم ، فعليك ان ترضخ للأمر الواقع وتتنازل لمطالب الشارع الثائر ، حفاظاً على مكتسبات البلاد وارواح العباد ، وتذكر أن دعوات المظلومين وامهات الشهداء ليست بينها وبين الله حجاب ، وتذكر أن هولاء الثوار هم سبب وجودك في كرسي الحكم الان . فقد تغيرت المفاهيم واذداد وعي المواطن خلال السنوات القليلة الماضية ، والثوار هم الان نبض الشارع وهم الامر والنهائي ، ولديهم القدرة على قراءة مجريات الاحداث بسرعة وفهم كبير فهم جيل علينا أن نعتز بهم , وأن نساندهم ، فما شهدناه منهم من حب لوطنهم وبذل الروح رخيصة في سبيله كفيلة باحترامهم ، فهم جيل المستقبل ولديهم عزيمة واصرار وصمود وفدائة منقطعة النظير لتحقيق أهدافهم حرية سلام وعدالة ، وحكومة مدنية ، وهذه المدنية ان تحققت ، فاول المستفيدين هي المؤسسة العسكرية التي تنتمي اليها ، فستجد كل الاحترام والتقدير والدعم والمساندة ، فالجيش هو حامي حمى الاوطان ، وقوة الجيش وتجهيزه هو امن وامان البلاد ولا يختلف عليه أثنان ، ولكن لا لحكم العسكر للبلاد ، فلكل دوره في هذه الحياة ودوركم مقدر ومحترم من كل ابناء الشعب السوداني وشرف الجندية علامة يعتز بها كل من ارتدى شارتها ، ولكن لا لحكم البلاد ، ولا انتم وصايا على هذا الشعب ، وقد جاءتك الفرصة مرة اخرى بما يحدث من حراك دولى لحل المشكلات بينكم وبين مطالب الشارع فلا تضيعها وتندم . ونقولها لك “خير للإنسان أن يندم على ما فعل من أن يتحسر على ما لم يفعل”.
والشعب اقوى أقوى والردة مستحيلة .
لذلك حينما خرجت الجموع خرج ضد فئات وحزب كامل جسم على قلب البلاد واصابها بالعلل والامراض المستعصية التي تحتاج لسنوات علاج طويلة لتتُداوى وتبلغ العافية ، فما فعلته الانقاذ في البلاد وسلوك العباد من مفاهيم لا يمكن ان تمحى في ليلة وضحاها . وقد فخرج الثوار ضد كل الفاسدين وهم كثر في عهدها ، فكانت الكراهية والرفض موزعة عليهم جميعاً . ولكن الشاهد الان أن الثوار الذين يخرجون في مظاهراتهم السلمية الان وهم نفس الثوار الذين خرجوا من قبل منذ بدء ثورة ديسمبر ، ينصب رفضهم لأفراد معينين هم من بالمجلس العسكري ، وفي المجلس العسكري فهم أشد رفضاً للبرهان وقد هتفوا ضده بكل وضوح بعبارة والكلمات تدل على التباعد بين النقيضين ان صح التعبير (الثوار ، البرهان). وهذه الكلمات والهتافات يتأثر بها الانسان وتؤثر عليه وتدل على ما يكنه الناس لنا وتخبرنا بما لا نعلمه عنا انفسنا في نظر غيرنا ، فالثوار هم مراءة تعكس ما يدور بالمجتمع ، والكلمات تؤثر بنا عندما نسمعها ، لأن الإنسان عبارة عن كتلة من الأحاسيس والمشاعر يتأثر بكل ما يسمعه أو يقرأه ، أفلا تسمع هتافاتهم ؟؟، فما يهتف به الثوار ان قيل لأي شخص لما تررد بأن يتمسك بمنصبه ولو كان عاملاً بسيطاً في موقع من مواقع العمل ، وحقاَ يا سيادة البرهان قد هتف الشارع لشخصك اكثر مما هتف ضد البشير ، لأن البشير لم يكن له اليد الطولى في قيادة البلاد لوحده والشارع كان يعلم ذلك ، فقيادات المؤتمر الوطني ومنتسبيه في الاجهزة الامنية التي كانت تساهم في البطش والتنكيل كانت تتقاسم معه كل الاخفاقات والتجاوزات التي حدثت في عهده . اما الان يا سيادة البرهان فأنت الحاكم وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ، وانت في سدة الحكم ، والأمر والنهي وكل مسوليات البلد تقع على عاتقك ، فانت تستطيع أن تعين وتقيل وترقي وتسن القوانين وتلقي ما شئت . وانت المسؤول الفعلي لكل ما يتعلق بالبلاد أمام الشعب السوداني ، وانت مسؤول عن كل قطرة دم تراق وعن كل دمعة حزن تنزل من أم أو أب او أخت او واخ أو صديق ، وانت مسؤول من كل روح تزهق وكل عرض ينتهك و كل كرامة تداس وكل حق يغتصب وكل بيت يدمر ويقام فيه عزاء لشهيد ، ولكل براءة تداس وتذل ، فالمسؤولية عظيمة وحسابها عند ملك عظيم ، ومما لا شك فيه أن التاريخ مليء بالعبر وان مزبلة التاريخ تتسع لكل مغرور متجبر متكبر ، يرى أقرانه صرعى أمامه ، ثم يُصر مستكبرا ، كأن الأمر لا يعنيه ، وكأنه اتخذ عهدا من الله بثبات ملكه واستمرار حكمه ، وقد توعّد الله الظالمين بتعجيل العقوبة لهم في الدنيا ؛ لسوء الظلم ، وكثرة أضراره على المجتمع ، فاتق الله فينا يا سيادة البرهان . فمطالب الثوار فيها ما فيها من معاني وتدل على عمق الهوة بين الثوار وبين البرهان ، وعلى البرهان أن يفهم ذلك جلياً فالبرهان هو قائد السفية التي ستغرق في غيابين الضياع . ان لم يكن هنالك تنازل . وقد بدأت فعلاً اثار الضياع تبدو رويداً رويدا وها هو الدولار بدأ في الارتفاع بعد أن استقر شهوراُ عددا ، وها هي دول العالم تؤمن بأن الوضع في البلاد غير سوي بعد ان تحسن نظر العام لنا ، واوقفوا كل الدعومات الموعودة ، وهي الان تسعى لتقريب وجهات النظر واصلاح ما يمكن اصلاحه واخراج البلاد من هذا النفق المظلم ..
فيا سيادة البرهان وحتى لا تصيبك لعنات الامهات والاباء فعليك بالتنازل وعليك بالرضوخ لأمر الشارع كما فعل البشير وكما فعل من قبل عدد من قادات الجيش واخرهم أبن عوف ، فأنت ليس بافضل منهم ، ولا البلاد ملك لك او لغيرك ، فالسودان للجميع ، والشعب قال كلمته بوضوح ، فاتعظ يا سيادة االبرهان حتى لا تدخل التاريخ من أسوأ ابوابه ، وما تقوم به هو يمثلك أنت ومن معك وحدكم لا شريك لكم ، فعليك ان ترضخ للأمر الواقع وتتنازل لمطالب الشارع الثائر ، حفاظاً على مكتسبات البلاد وارواح العباد ، وتذكر أن دعوات المظلومين وامهات الشهداء ليست بينها وبين الله حجاب ، وتذكر أن هولاء الثوار هم سبب وجودك في كرسي الحكم الان . فقد تغيرت المفاهيم واذداد وعي المواطن خلال السنوات القليلة الماضية ، والثوار هم الان نبض الشارع وهم الامر والنهائي ، ولديهم القدرة على قراءة مجريات الاحداث بسرعة وفهم كبير فهم جيل علينا أن نعتز بهم , وأن نساندهم ، فما شهدناه منهم من حب لوطنهم وبذل الروح رخيصة في سبيله كفيلة باحترامهم ، فهم جيل المستقبل ولديهم عزيمة واصرار وصمود وفدائة منقطعة النظير لتحقيق أهدافهم حرية سلام وعدالة ، وحكومة مدنية ، وهذه المدنية ان تحققت ، فاول المستفيدين هي المؤسسة العسكرية التي تنتمي اليها ، فستجد كل الاحترام والتقدير والدعم والمساندة ، فالجيش هو حامي حمى الاوطان ، وقوة الجيش وتجهيزه هو امن وامان البلاد ولا يختلف عليه أثنان ، ولكن لا لحكم العسكر للبلاد ، فلكل دوره في هذه الحياة ودوركم مقدر ومحترم من كل ابناء الشعب السوداني وشرف الجندية علامة يعتز بها كل من ارتدى شارتها ، ولكن لا لحكم البلاد ، ولا انتم وصايا على هذا الشعب ، وقد جاءتك الفرصة مرة اخرى بما يحدث من حراك دولى لحل المشكلات بينكم وبين مطالب الشارع فلا تضيعها وتندم . ونقولها لك “خير للإنسان أن يندم على ما فعل من أن يتحسر على ما لم يفعل”.
والشعب اقوى أقوى والردة مستحيلة .
تصحيح ورد خطأً في التاريخ المقصود 19 ديسمبر ٢٠١٨
نعتذر ورد خطآ في التاريخ المقصود ديسمبر ٢٠١٨
تصحيح للتاريخ المقصود ديسمبر 2018
دي وسوسة ولأ خايف من الردم ، ما تركز في الأخطاء الصغيرة……
أنا مما شفت اسم همت ولا همد وشمد عرفت الجبانة الهايصة!