مقالات وآراء

افسحوا الطريق لهذا الشباب الثوري

محمد حسن شوربجي
لم يكن الذين خرجوا بالملايين في ثورة ديسمبر المجيدة مسيرات واحتجاجات واعتصام امام بوابات القيادة العامة  من شباب الوطن يدور في خلدهم أن جيش السودان الذي ظلوا يهتفون باسمه (جيش واحد شعب واحد) سيعاملهم بكل تلك القسوة والوحشية ويوصد دونهم الابواب والرصاص يلاحقهم..
كما لم يكن في مقدور هؤلاء الشباب أن يُصدّقوا ما حدث لهم من قتل وسحل لم يشهد له السودان  مثيلا فقط لانهم خرجوا ليطالبوا بحقوقهم المشروعة..
فلقد كان طموحهم  انتزاع الحقوق في الحياة الحرة الكريمة..
وهو طموح مشروع  لشباب مثقف ومسالم  ما كان ليوصم باقبح الكلمات  سكاري وصعاليك وملحدون وراستات وكل ما نسمعه هذه الايام من تلكم الفلول اللعينة من كيزان وانصار الانقلاب المشؤوم..
فهل كل هذه الاساءات فقط لانهم اسقطوا ابشع نظام استبدادي في تاريخ السودان..
وهل فقط لانهم يرفضون هذا الانقلاب القبيح..
فما الغرابة في ان يخرجوا الي الشوارع بحرية للتعبير عن احلامهم..
وما الغرابة في ان يطالبوا بتسخير موارد البلاد المهولة لبناء وطن يليق بهم..
ما الغرابة ان يرفضوا الاغتراب وطرق الموت والسنابيك ويطالبوا بخيرات بلادهم التي تذهب الي الغير..
وما المشكلة والسودان بلد غني بخيراته وموارده  انهارا تجري و اراضي خصبة ومعادن وذهب وثروات حيوانية وسمكية ان تكون لهم حياة كسائر الشعوب الحرة..
فاتركوهم يحدثون التغيير المنشود وقد فشلتم في بناء دولة تحتويهم كم ينبغي..
وهل فقط تريدونهم  يصفقون لفشلكم وجهلكم وانتمائاتكم المتخلفه …
هل تريدونهم ببغاوات  تردد انا سوداني انا لمواكبكم القبيحة  ورئيسكم الرقاص وهم محرومون من خيرات وطنهم..
هل تريدونهم مطيعون لسياسة التجويع  المجهزة لهم من قبل النظم الجائرة ..
الا يكفي انهم  جالسون في قاعات المحاضرات يسرحون ويفكرون في مستقبلهم القاتم والمظلم بدلا من التركيز في حفظ المعادلات الكيميائية والرياضية التي تفك رموز تخلفنا العلميوالتكنولوجي ..
وظني ان كل هذه الجمل الاستفزازية التي بدأت تلاحقهم هذه الايام نابعة من الخوف الشديد والهلع من الاقصاء السياسي الذي سيحرم من تعودوا احتكار السلطة..
نعم انهم لا يريدون لهذا الشباب  الثوري ان يكون نصيرا لدولة مدنية تكون لهم معينا..
فهم لا يريدون احترام قناعاتهم الرافضة للماضي وذلك الفشل الذي ظل يلازم البلاد طويلا..
فاتركوهم يحققون احلامهم المستقبلية دولة حديثة غير تلك التي يطالب بها جهلاء الادارات الاهلية من عمد ومشايخ وشرتايات..
اتركوهم يحققون احلامهم وسودان جديد غير ذلك الذي كان لثلاثون عاما سجونا ومعتقلات وبيوت اشباح وخوابير ومسامير في الرأس ..
اتركوهم يحققون دولة القانون بدلا من دولة الفوضي والقضاء المؤدلج..
اتركوهم يحققون دولة المؤسسات والجيش الوطني الموحد ..
اتركوهم يحققون دولة العلم والايمان والامن والطمانينة ..
اتركوهم يحققون دولة المواطنة الحقيقية والتي يكون فيها الانسان مواطنا حرا في معتقدة ..
لا ولن تستطيعوا  اثناءهم عن هذه القناعات وان اجتمعت جيوش الدنيا وشياطينها ..
لا ولن تستطيعوا اكراههم بفرض دولة البوليس والقتل..
لا ولن تستطيعوا ايقاف مدهم الثوري بالرصاص والدوشكات والمدافع المضادة للطائرات..
لا ولن تستطيعوا ايقاف مليونياتهم وثورتهم الماضية الي مقاصدها في تحقيق ما يريدون..
حتما سينتصر هذا الشباب ولو بعد حين..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..