مقالات وآراء

السودان من حالة الاستعمار الى حالة الاستغلال

عبدالعزيز عبدالباسط 
أكدت الايام والسنوات ان السودان لم ينل استقلاله كبقية دول العالم فقط انتقل من حالة الاستعمار الى حالة الاستغلال وحكمت السودان اسوأ انظمة تسلطية استعملت أذرعها الامنية لتثبيت وجودها وطلبت من المواطنين الذين غذتهم بالجهل واوهنتهم بالمرض الولاء اللازم حتى تكتمل شرعيتها لقد عانينا من حكم عسكري باطش إمتد لأكثر من خمسين سنة وحكم حزبي عابث انشقل بتقسيم الوظائف والمكاسب وقد استمر هذا الحال لسنوات وامتد لعقود كما في حالة الانقاذ التي وأدت الديموقراطية ولم تعترف بالرأي المخالف لها وجعلت الشعب يئنّ تحت سطوة الجوع والجهل والرأي الواحد حتى اصبحنا أمام أوضاع معقدة وصعبة وخسرنا قضايا العدالة والتنمية والانتقال الديموقراطي .
لقد دمرت انظمة الحكم الشمولي ما بعد الاستقلال السودان اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا ولم تمكنه من اي نهضة وقد شق علي المواطن المنهك تحت وطأة الجوع والمرض والجهل التخلص منها حتى هذا اليوم .
لقد ظل العسكر يسيطرون علي حريتنا وكانهم تلاميذ لابليس قد تم جلبهم من قاع الجحيم لتدمير بلادنا والسيطرة علي مواردها وقد ظهر ذلك مبكرا حين تساهلوا في ضياع مدينة حلفا بكل ما تحتويه من حضارة واراضى خصبة وقد ذهب مع حلفا ثلث وارد السودان المائي بعد قسمة ضِيزَى لا نعرف حتى اليوم طبيعة اؤلئك البلهاء الذين وافقوا على تمريرها ولا نعرف ماتعرضوا له من إغراءات وضغوط بجانب ان اتفاق تقسيم المياه قد تمت الموافقة عليه بطريقة غريبة في غياب الضلع الثالث والشريك الاهم في المعادلة “اثيوبيا” يومها كان التقسيم ظالما فقد فرط بلهاء السودان في حقوقهم المائية بطريقة تدعو الى الريبة والدهشة وقاموا بالتوقيع على تقسيم لا يتناسب مع مساحة الارض ولا احتياجات السودان المستقبلية وتلي ذلك السكوت عن ضياع ما يزيد عن 16000 كيلو متر مربع من اراضي سودانية في حلايب العزيزة التي تنام على اكثر من 200 كيلو متر من انقى الشواطي في العالم  وكل ذلك تم في ظل حكم جنرالات جيشنا الذين كانوا ولا يزالوا يسيطرون على صنع القرار في هذا البلد المبتلى بوجوههم الكريهة حتى وصل بهم الانبطاح ليقوموا بتصدير كل ثرواتنا للمحتل بمقابل لا يذهب او يضاف الا لارصدتهم الذاتية وقد بلغ بهم الذل والانكسار بان لا  يجد قائدهم البرهان غضاضة في ان يقوم بتقديم التحية العسكرية الي المحتل وما دام القائد قدم التحية العسكرية فوجب على نائبه رويعي الابل ان يقدم الشكر .
هذا الروعي الجاهل الذي قتل بمفرده نصف ضحايا دارفور وبدلا من يعلقوه في حبل المشنقة علقوا له نياشين علي كتفيه وأهموه بانه جنرال حقيقى فاتي بكل عائلته ليصيبهم بعدوى جنراليته الكاذبة حتي اصبح جنرالاتنا الحقيقون يتوارون رعبا وفزعا امام نياشينه المزيفة لقد وصل حكامنا الجنرالات الى حالة الذل والانكسار وارتضوا لانفسهم عار لم نرى له مثيلا فى العالم فقد اصبحنا في سودان جيش العار الذي يتشطر فقط على الثوار الشرفاء واصبح هذا الروعي الجاهل الضال يتحدث باسمنا وهذا يعبر تماما عن التقزم والتضاؤل الذي وصل اليه السودان..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..