
نعم نعاني كثيرا من أمراض اجتماعية خطيرة..
نعم وواقعنا السياسي موبوء ..
لكننا نعتقد ان الرشوة هي أكثر داء يصيب البلاد بالتهلهل ..
وهي تهزّ الثقة الناقصة أصلا بين الحاكم والمحكوم ..
فهي داء لم نجد له دواء حتي الآن ..
وان كنا قد سئمنا عمليات البحث عن علاج لها ..
سواءا من طرف الدولة ..
وحتى من الشعب الذي مل هذه آفة اللعينة ..
فكم مللنا حديث الوزراء والولاة الذين يطبقون برنامج الحكومة ومطالباتهم بمحاربة الرشوة وتنظيف ادارة الدولة من الفساد ..
وكم شكلت لجان وانبثقت منها لجان ..
وكما يقول عادل امام (هو احنا ناقصين لجان ثم لجان ثم لجان .. إحنا مش ناقصين لجان فاشية”) ..
ومش ناقصين اللجان المنبثقة ..
وان تقوم اللجنة دي تنبثق منها لجنة ..
واللجنة المنبثقة تطلع منها لجنة منبثقة ..
والمنبثقة التانية تنبثق منها لجنة منبثقة ..
والتالتة تطلع منها رابعة منبثقة ..
والرابعة تطلع منها خامسة منبثقة ..
وسلم لي علي نبيل اديب وضياع قضية الشهداء ..
والظاهر إن الفساد اصبح آفة لعينة جدا ..
وبالعودة إلى تصريحات المسؤولين حول مكافحة الرشوة والمحسوبية ..
من نصدّق ومن نكذّب؟!..
ألم تتضاعف اعداد الفاسدين من أصحاب الحصانة والصيانة السلطوية خلال سنوات الانقاذ السوداء ..
إلى درجة اختفت فيها رقابهم ..
وبرزت فيها كروشهم ..
وانحنت فيها ظهورهم ..
كيف يمكن لمسؤول سمين ومكرّش ويملك حصانة أن يحارب الفساد ؟!.
وهناك نكتة شهيرة إن صحفيا ذهب لدولة فقيرة جدا ويعاني شعبها الجوع والرشوة .. لكنه عاد بمجرد الالتقاء هناك بأحد مسؤولي هذا الشعب ..
حيث وجده مكراشا كبيرا..
رأسه عند بطنه ..
فقال .. لا داع لمزيد من البحث والتحقيق .. فقد عرفت الآن سبب المجاعة في هذا البلد؟! .
يا ناس هل تعلمون ان التقرير السنوي لمنظمة الشفافية الدولية عن مؤشر الفساد في العالم يضع السودان في المركز الرابع في ترتيب الدول الاكثر فسادا في العالم والمركز 176 في ترتيب الدول الاكثر شفافية ..
وتعد الرشوة في السودان إحدى التشوهات في ممارسات التعامل التجاري بين الناس ..
وهي من الامراض الاجتماعية الخطيرة التى تفرزها حياة الفقر ..
ودينيا تعتبر الرشوة من كبائر الذنوب حيث لعن الرسول الكريم ص الراشي والمرتشي ..
