مقالات وآراء

شراسة الخوف في زاوية الزنقة  ..!

مصطلح السياسي ..هو الذي يطلق على من يقُلب الأمورمن عدة وجوه ويصل  الى قناعة فكرية أو مبدئية يتقدم بها  للعمل العام ويطرح مايراه  مناسبا للمرحلة التي  قد تجب سابقاتها  و تختلف عن لاحقاتها إتساقاً مع مبدأ  تبدل الأحوال ومقتضيات المصلحة العامة البعيدة عن الكسب  الذاتي على المستوى التنظيمي أو الشخصي ..هذا طبعا من الوجهة المثالية  في  فهمي  المتواضع لتعريف  المصطلح وإن كان  قد يقبل  المزيد من التعريف من لدن  الآخرين كل حسب  فهمه وهوما قد يشكل إضافة لتوسيع مساحة الفائدة دون شك ولن يكون خصما عليها .
والسياسي الحاكم  الذي يشغل منصباً دستوريا أوتنفيذيا أوحتى المعارض  الذي  ينتظر دوره في الظل عبر منظومة التداول ..مالم يكتسب  الحكمة والحصافة  ودبلوماسية المنطق  في توصيل  الفكرة لغيره  خلال حياته السياسية  طالت أم قُصرت في مشوار تجربته  في هذا المضمار المتعرج في نجاحه و عثراته ..وبغض  النظرعن أية نجاحات حقيقية كانت أوهو يدعيها أويراها فقط  في عيون  المطبلاتية  والهتيفة والمنافقين ..وقد تجده في حالة نكران دائم لفشله وإن إتسعت دائرة كارثيته  على المجتمع من  حوله   بل ومستقبل  الوطن كله..فيصم مسامعه عن سماع الحقيقة هربا الى الأمام في محاولة المكابرة التي  قدتجلب  المزيد من الأخطاء بدلاعن التراجع عن الإخفاق  أو على الأقل  بالوقوف عند خط الحاضر الذي  يعكسه واقع الحال  المزري  والمنظور !
وهوحال جماعة الإسلام السياسي تحديداً في  بلادنا  المنكوبة بهم وبأعوانهم  القابضون  والمنتفعون الذين ظلوا يراوحون  عند خطل  التجريب لمدة ثلاثين عاما وهم يمسكون بسيف الترهيب بكلتا يدي إنتهازية الفكر الديني  والإستقواء السلطوي  المغتصب ..ولم يتعلموا شيئاً  من كل  تلك الحقب  التي  قد يستفيد  من فضاءاتها حتى الحمار  الذي  عرف عند الناس  بالبلادة ..فتجده غالبا ما  يخيب  ظن من نعتوه بتلك الصفة  التحقيرية..بان يجتهد ليتعلم تحديد مسارات الذهاب والعودة  ولحظة التوقف ومكانها إستفادة من كثرة التكرار رغم  ما في ظهره من ثقل الأحمال أو مايجره وراءه من تبعات سواء كانت  عربة كارو أوبرميل مياه !
بل وحتى القط الذكي ولانقول  الكلب  السعور لا يلوذ بإدعاء الشجاعة لأنها تصبح ضرباً  من الغباء إن لم يبحث عن نافذة للخروج تنجيه عن  التهلكة…وهوتصرف فيه  شي من  الفطرة عند الحيوان  الذي  ينبغي  أن تتفوق عليه الحكمة عند الإنسان الحاكم   إذا ما  فشل في  إدارة دفة  السلطة حتى يختلف عن  تصرف  القط المهلوع   السارق  للدجاج  الذي  يحتمي  بزاوية الهلاك خوفا من  العقاب ويكشرعن أنياب التهديد والوعيد  وهومرعوب  يرتجف من نهايته  الحتمية ..ولن تفيده براثن كل أطرافه طالما أن خاتمة منافحاته اليائسة  قد تتلخص في  ضربة واحدة قوية على الرأس ومن ثم يخمد بعدها الجسد كله ..ويكون مكانه   في أقرب مكب للقمامة ..كمصير كل الأغبياء  الذين يحتمون بالزوايا الضيقه ويعميهم الجبن  والخوف عن سعة المخارج  ساعة  الزنقة !

محمد عبدالله برقاوي <[email protected]>

تعليق واحد

  1. صدقت أستاذ برقاوي، فيما ذكرت من توصيف أو تعريف للسياسي.
    في رأيي (غير المتواضع) أن كل المهابيل الذين بحكموننا لا يقتربون حتى من تلك الصفات، وهذا الذي ودانا في ستين داهية، ولكن بحمد الله فقد لاح نور الفجر، وستشرق الشمس قريباً بل قريباً جداً.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..