ما بين الدينكا والمسيرية.. من جرب المجرب حاقت به الندامة (2)

خطرفات ذاتية
سايمون دينق
بكل تاكيد الهجمات الاجرامية البربرية الغادرة التي شنتها مليشيات المسيرية على مناطق وقرى ولاية شمال بحر الغزال في الاسبوعين الماضين لم ولن تكون الاخيرة، ولكن ليكن في علمهم ايضا بأن الأمور لن تترك هكذا الي ما لا نهاية.. فحتما ستحين ساعة الحسم واخشي أن تأتي رياحها بما لا تشتهي سفنهم.. يرونها بعيدة ونراها قريبة جدا.. نعم .. وليس في ذلك تهديد لأحد أو جهة.. ابدا.. فكل مراقب عاقل يدرك جيدا ما ستؤول اليه الامور اذا ما استمرت هذه الاعتداءات الوحشية على المواطنين الآمنين العزل في بحر العزال، انها دعوة صادقة لعقلاء المسيرية ليتدبروا الامور بذهن منفتح قبل ات تغرق المنطقة كلها في بحر الصراعات القبلية المدمرة.
بعيدا من تسويق اوهام التصاهر ومشاركة النسب وصلات الدم المزعومة بين المسيرية والدينكا.. دعونا نتحدث بلغة المصالح المجردة، والسؤال هو؟ من الخاسر الاكبر عند وقوع حرب محتملة وشاملة بين الطرفين؟.
من المعلوم بان هنالك تجارة رائجة وتبادل منافع شبه منتظم بين المجتمعين (المسيرية ودينكا ملوال) في أسواق المناطق الحدودية مثل سوق (جاج ومجوك نينثياو واميت) وسوق ميرم في الضفة الاخرى.. وتجار المسيرية يدرون اموال طائلة ويحصلون على العملات الصعبة من خلال هذه التجارة، ولا بديل لهم غير هذه الاسواق التي تقع داخل حدود جنوب السودان، وتراهم يسارعون دائما بالمطالبة لاعادة فتحها بعد اي احداث ادت الي اغلاقها.
اما تجار الدينكا، فالبديل اصبح متوفر عن طريق جوبا، بل بعضهم تخلوا منذ زمن ليس بالقصير عن تجارة الحدود مع المسيرية واعتمدوا طريق جوبا لجلب بضائعهم، وفوق ذلك كله، تظل حوجة المسيرية الي مراعي شمال بحر الغزال في فترات الصيف امر جوهري لا غنى عنه طالما ارادوا الاستمرار كقبيلة رعوية .. كل ما سبق ذكره ومالم يذكر يؤكد بان المصالح الحقيقية للأخوة المسيرية موجودة في جنوب السودان.
ومن ناحية الحسابات الميدانية (لا قدر الله) فلست خبيرا في الشئون العسكرية، غير أنني أعرف القليل في حدود العموميات المعلومة لاغلب الناس، وعليه يمكنني القول بان متغيرات وامور كثيرة طرأت على المنطقة خلال العقدين الاخرين، نذكر منها علي سبيل المثال، جغرافية المنطقة حتى وان لم يتم الفصل في حدودها بشكل رسمي، لكنها ما عادت تتبع لدولة واحدة كما كانت في السابق وجزء كبير منها متفق عليه، واي حرب محتملة بين المسيرية والدينكا ستتحمل دولتي السودان وزرها بالدرجة الاولى مع وقوع اللوم الاكبر على السودان الذي سيحظى بنصيب الاسد من الادانات الدولية لان الطرف الذي يمثله (المسيرية) هو المعتدي، وبافتراض تدويل القضية، ربما ستنتهي الامور باقامة حدود دولية عازلة تحرسها قوات البعثة الدولية والتي ستمنع عبور ابقار المسيرية الي مراعي بحر الغزال وتحرم من الماء والعشب.
من بين المتغيرات ايضا، السلاح هو الاخر اصبح متوفر لدى جميع الاطراف عكس ما كان عليه الوضع في الماضي، مع التذكير بان كفة القوة مالت آنذاك للأخوة المسيرية ليس بسبب فروسيتهم أو تفوقهم العددي على دينكا ملوال، لا، السبب كان الدعم العسكري الحكومي التي يتلقونه من أنظمة الخرطوم، وبما أن ذات الأنظمة تستطيع الدعم أيضا في الوقت الحالي، إلا أن الكتوف تساوت و(دينكا ملوال) لا ينقصه الدعم في الوقت الحالي.. علما بان غزوات المسيرية نفسها توقفت تدريجيا في مطلع التسعينات مع ظهور اول سلاح في يد أفراد الدينكا المنتمين الي قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان.. وقد اذاقوا مليشيات المسيرية حينها ولأول مرة ايضا طعم الألم والهزيمة التي ما كانت تعرفها، وعرفت المنطقة بعدها مصطلح (المصالحة) بين المسيرية والدينكا، وهذا أمر نادر، فاذا كانت قوة السلاح لم تخدم الاخوة المسيرية حتى قبل انفصال جنوب السودان، فهل يعتقدون بانهم سيكسبون الحرب في ظل دولتين قائمتين لكلا منهما سيادة مستقلة وجيشها وترصانتها العسكرية؟
ثمة امر اخر يجب ان يتبينه عقلاء المسيرية ويضعوه في الاعتبار..ولا اعتقد بانه خاف عليهم وهو ان (السلام) يعتبر الوضع الطبيعي للبشرية جمعا، وليس حياة الغاب حيث القوي آكل والضعيف مأكول، وطالما خيار الاخوة المسيرية هو الاخير، فليعلموا بان الموت والخراب الذي يتمنونه لاخوتهم الدينكا سوف لن يستثني أحدا، ومناطقهم لن تكون آمنة مع التطور الكبير الذي طرأ على وسائل الحرب وادواتها، اذ لم يعد ارسال الجيوش الي ارض المعركة ذا اهمية في عالم “المسيرات المفخخة” ولم يحتاج الحوثيين في اليمن السعيد الي الجنود في الارض كي يضربوا العمق السعودي.
يتبع
جوبا – ٢٤ يناير – صحيفة الموقف
الابن سايمون دينق لك االتحية . الجرح لا يزال ينزف . مرسل لك قطعة من موضوع فضل الله برمة ….. تجربة المجرب .
من الاعمال التاريخية والتي تعتبر اكبر خيانة للوطن ولا تزال تبعاتها تلاحقنا هى جريمة المراحيل قتل اهلنا في الجنوب . ولا يستحي فضل الله في التحدث عنها بكل فخر امام عدسات التلفزيون ويقول ….. انه قد سلح اهله بالكلاشنكوف لأنهم قد ،،هددوه ،، وهو على رأس المنظومة العسكرية بانهم اذا لم يتسلموا السلاح اليدوي ففي امكانهم أن يتحصلوا على اسلحة ثقيلة وحتى الطائرات !!! تصور ولهذا تفادى المصائب وسلحهم بالكلاش فقط …. تصور …. وزير دفاع يرتكب جريمة تسليح مدنيين وفي دولة ديمقراطية !!
الامر لم يتوقف عند تسليح المراحيل فلقد تدفق السلاح للضعين وكانت مذابح الضعين وآلاف الضحايا ومورس الرق واختطاف الاطفال . وبعد موت السلطان دينق مجوك صديق وحليف الناظر بابو نمرلعشرات السنين تم اغتيال ثلاثة من ابناء واخوة السلطان دينق مجوك في ابيي ولا يزال جرح ابيي ينزف . وانتقل الأمر الى الجبلين في النيل الابيض ففي يوم 25 ديسمبر اتجه احد مواطني الجبلين الى مجموعة من ابناء الدينكا طالبا منهم العمل فاخبروهم بأنهم لا يرغبون في العمل لأنهم يحتفلون بعيد الميلاد الذي يحتفل به كذلك الكثير من المسلمين في السودان . تكرم الرجل على الدينكا بالاساءة وتطور الامر لعراك تم فيه قتل الشمالى . خرج اهل البلدة للانتقام من الدينكا ولم يجدوهم . بسبب السلاح الذي صار متوفرا ورخص دماء الجنوبيين كما قام به المراحيل الرزيقات في الضعين وفي ابيي بدون معاقبة المجرمين في حكومة الصادق . تم قتل المئات من الشلك الذين لا دخل لهم بالامر .