السودان سيصبح فرنسا جديدة

وبكل بجاحة ينكرون ثورة الشعب ..
ويتهمون ثوارها بالعمالة للاجنبي ..
ولكن نقول ما اعظمها من ثورة ..
وما احلاها العمالة ان هي حررت الوطن من اللصوص والقتلة ..
فهؤلاء الشباب حقا يبحثون عن وطن هم فيه غرباء ..
يبحثون عن تغيير حقيقي يصون كرامة الانسان ..
يبحثون عن حياة حرة كريمة ..
وقد  يطول ذلك ..
ولكنهم يراهنون عليه  بالمزيد من الصمود في الميدان ..
يكرون ويفرون ..
يقاومون وينسحبون ..
تنزف دمائهم ولكنهم صامدون ..
وكل امانيهم ان  يقتلعوا الخونة ..
ويحاسبوا النظام السابق الآثم والمجرم على سنوات حكمه ..
يحاسبونه علي الدماء التي أراقها تمسكا في البقاء على الكرسي ..
علي الأموال التي نهبها وانصاره جهارا نهارا ..  ‬علي التسامح مع الغارقين‭ ‬في‭ ‬الصفقات‭ ‬السرية والمشبوهة ..
علي ادلجة كل مؤسسات الدولة وافسادها ..
نعم فالحقيقة هي أولى ضحايا الفساد والفساد  في السودان قد وصل حدا يبعث الحزن في النفوس ..
فلقد رفضوا ازالة التمكين..
ورفضوا محاسبة المجرمين ..
ومازالت الثروات تهرب شرقا وغربا وشمالا وجنوبا..
و الأملاك العامة مباحة لكل الجيران ..
فلا ندري كيف يهرب الذهب ..
ولا ندري كيف يهرب الصمغ ..
ولا ندري كيف تهرب الثروة الحيوانية ..
ولا ندري كيف تهرب كل محاصيلنا الزراعية ..
ولعل كل هذه المصائب قد عجلت بالثورة المجيدة ..
وحتي الآن الثورة ماضية بقوة ..
وان ارادوا شق صفوفها باقحام الخونة والمتخاذلين ..
وخلق الفتن وسط لجان مقاومتها الابطال كما حدث بالامس ..
ولكن عجبي بهذه الثورة التي اصبحت شبيهة بالثورة الفرنسية ..
وان صدق تشبيهي فنحن موعودون بفرنسا جديدة في افريقيا ..