أخبار السودان

حكومة الأمر الواقع… (وعد من لا يملك لمن يستحق)

• تنصيب منسوبي العهد البائد لأهم ثلاثة وزارات (حجب رئيس الوزراء وهاهو المجلس التشريعي…)
• حصيلة مخزية للقتل والترويع خلال أسبوع تعيد للأذهان أيام الإنقاذ الأخيرة..
• تناقضات الهبوط الناعم تشيد باتفاق جوبا وتصفه بالساعي لتقييم جديد للسودان..
• قرار الاتحاد الأوربي بحظره مد السودان لأدوات الدفاع الأمني دليل على مساعدته في القمع..
• مصطفى سيد أحمد في ذكراه الـ(26) محمولاً على أعناق الثوار في موكب القصر..
إعداد: الصادق مصطفى الشيخ
17 يناير حصيلة مخزية مع مطلع العام الجديد والتفاف المجتمع الدولي بإدخال اياديه القذرة في الشأن السوداني، والأدهى والأمر أن تظهر دول المحاور مصر والسعودية والامارات وجميعها تعاني من وضع داخلي متأزم يرتبط علاجه مباشرة بموارد السودان الجغرافية والبشرية، فقد نادت القوى الوطنية الحقة قبل توقيع الوثيقة المعيبة بإيقاف تأجير أبناء السودان لمعارك اليمن التي كانت سبباً مباشراً في استمرار القتل والترويع للمواطنين العزل في التظاهرات السلمية حتى بلغ (72) شهيداً منذ الانقلاب المشئوم في 25 أكتوبر بينهم (😎 دون الثامنة عشر من العمر، وتلك جريمة نكراء لم تهز المجتمع الدولي الذي يزيد من وتيرة الجلوس إلى العسكر واعتبار أن ما حدث كان لابد منه، ويصور المرحلة بدون القتلة (مستحيل).
هذه العقلية تدعمها قوى محلية ظلت تروج لمشروع الفترة الانتقالية لسيطرة أربعة أحزاب على المشهد، وتعتبر أن حمدوك سبب الفشل ولكنها لا تتحدث عن المكون العسكري، وحتى الأحزاب التي لا تتوانى في انفاذ مشروع الهبوط الناعم الذي ابتدعوه منذ العهد البائد وقطعته عليهم الثورة المجيدة لكنهم سرعان ما استدعوا إلى الإمارات ومصر والسعودية، وتفاهم بدون شروط يساندوا (الحوار) الأممي الذي طرحه رئيس بعثة (اليونيتامس) الحاكم الفعلي للسودان، يأمر حمدوك الذي استدعاه دون مشورة القوى السياسية بالبلاد رغم موافقة قوى الهبوط الناعم لربطها (أي استدعاء البعثة) الأممية تحت البند السادس بالتطبيع مع إسرائيل.
من مسلمات الهبوط الناعم أن (طول) الفترة الإنتقالية فيه ضرر على البلاد وهو ما يتطابق مع العسكر والمجتمع الدولي، الذي يسعى لإبقاء ضعاف النفوس في السلطة لضمان تحقيق مصالحه والحفاظ عليها، كما يرى القيادي بمركزية الحرية والتغيير عمر الدقير، الذي يطالب بأن لا تقطع القوى السياسية الطريق على الديمقراطية (يعني الانتخابات)، ويقول إن ما يجري حالياً هو جولة من جولات الصراع الأبدي طرفيها جلاد وضحية، وأن أي استبداد مهما بلغ من القمع فهو إلى زوال وموعود بالهزيمة، وفي هذا لم يحالف الدقير التوفيق لأنه سلم بالواقع الذي يرفضه الشارع ثم هزيمته من بعد، فمن يضمن استمرار الأوضاع إلى ما تشتهيه سفن الشارع الذي يعتبر أكثر توحداً وقوة وعنفوان في الوقت الراهن من أي وقت مضى، وربما لا يتوفر في المستقبل القريب، فالأجدى دعم خطاه بدلاً من انتظار (المستقبل).
فالانقلاب الذي أفرز حالتي اغتصاب في الشارع العام وبالقوة الرسمية بخلاف المصابين والجرحى الذين يؤخذوا من المستشفيات حتى لا يذوقوا العافية، يدل على تشفي ورغبة في الحكم بالقوة، وما حدث للممرضة الشهيدة ست النفور بإطلاق الرصاص عليها واصابتها بطلق في الفك حتى لا تعالج ضحايا العنف والاستبداد هو ذات ما حدث لدكتور عبد العظيم بابكر قبل 2019 أمام مستشفى رويال كير، والأدهى والامر أن قوى الهبوط الناعم ومكون الحرية والتغيير الجديد يسموا هذا القمع (خلافات) يمكن تجاوزها بالحوار، وأن أعلن بعضهم غير ذلك يرى يحي الحسين رئيس حزب البعث السوداني أن المخرج يكمن في تكوين حكومة قومية ووضع برنامج اسعافي اقتصادي عاجل، وتنفيذ الترتيبات الأمنية بالدمج بما فيهم الدعم السريع بإنفاذ كل بنود اتفاقية جوبا والدعوة لعقد مؤتمر دستوري.
ورغم أن الحسين نفسه قد أعاب على المبادرات (كثرتها) وعدم وجود آلية لإنفاذها هو نفسه عاد وطرح ما وصل له حزبه من مبادرة، وهذا ما يؤكد عدم توحد القوى السياسية، والغريبة أن الحسين الذي طالب بإنفاذ بنود اتفاق جوبا هو نفسه عاد وقال إن السلام في جوبا يعني دارفور والمنطقتين (فقط)، لكنه خرج بمبادرات في الشرق الأوسط لم تكن موجودات أدت لتعديل الوثيقة لشرعنة الاتفاق للخروج من مساره.
ويرى أن المسارات والشكل الذي خرجت به اتفاقية السلام هو تهيئة المناخ لتقسيم جديد للسودان، وهذا كان وراءه المبعوثين في جوبا، حيث لم يغادروا المكان على الإطلاق فضلاً عن قول الحسين بأن الوثيقة (جوبا) منقولة بالنص من وثيقة أخرى، هذا التناقض بين قيادات القوى السياسية يدفع العسكر للتمسك ويمنح المجتمع الدولي سانحة التشفي لإنفاذ مشروعهم المناقض لرغبة الشارع، وأولى لهذه القوى المؤمنة باستمرار العسكر ومعالجات المجتمع الدولي أن لم يكونوا مع تنحي البرهان الذي قال يوماً إذا الشعب رفضه سيذهب دن استئذان.
على هؤلاء أن يتنازلوا مؤقتاً لقوى الثورة الحية التي تتواجد بالشارع ولن تبارحه حتى لو منحهم المجتمع الدولي ورقة على بياض.
ويجب أن لا ينسى هؤلاء أن أعيدت لهم الكراسي ارضاءً لمواقفهم فستكون متحركة على رمال الشارع الثوري الذي لا يرضى بانتخابات تشرف عليها مفوضيات العسكر والكيزان ولا فترة انتقالية يديرها العسكر بالكامل.
الميدان
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..