اتجاهات حديثة في قواعد المعلومات العربية

سامر عوض حسين
توصلت المكتبات الى تقدم ملحوظ في القرن الواحد وعشرين نتيجة للتطور التكنلوجي والعلمي الكبير الذي ننعم بكثير من فوائده ومزاياه في حياتنا اليومية والعملية، فكان حريا بالمكتبات ان يكون لها دور فعال في هذا التقدم و لعب دورا فعالا في هذه الطفرة العلمية، لذا نجد ان عدداً كبيراً من المكتبات تحولت الى الاعتماد المباشر على المصادر المرجعية والخدمات الالكترونية بالإضافة الى المواد المطبوعة من كتب، مجلات، جرائد، تقارير، خرائط او غيره وتم تحويل عدد مقدر من المعارف الى اشكال الكترونية مقروءة بواسطة وسائل الاتصال الكترونية الحديثة.
كما نجد ان الاستثمار في اتاحة المواد العلمية وخدمات البحث العلمي الالكتروني قد انتج شكلا جديدا من قواعد البيانات الكترونية التي تهتم بتنظيم واتاحة المواد العلمية الكترونياً عن طريق الاشتراك من قبل الجهات والمؤسسات الاكاديمية والبحثية أو المكتبات سواء كانت المتخصصة او العامة المهتمة بتوفير المعلومات لروادها والاستفادة من تلك الخدمات في عملية التعليم والبحث العلمي الحديث. وقد توصلت العديد من الشركات المستثمرة في اقتصاد المعرفة الى حلول وخدمات الكترونية في غاية النجاح مثل اتاحة )الكتب، الدوريات، المقالات العلمية، المقابلات، الأطروحات الجامعية، الخطابات، التقارير الصوتية والمقروءة والدليل) بل ذهبت بعض قواعد البيانات الى اتاحة محاضرات علمية مسجلة في شكل مشاهدات “فيديو”. بالإضافة لإتاحتها سهولة عملية البحث في رؤوس الموضوعات وتحديد سنة الاصدار والكاتب والناشر وتوفر المراجع، اضافة الى امكانية الحفظ والاسترجاع وارسال الموضوع عن طريق البريد الالكتروني والبحث داخل النص والترجمة وتوثيق المرجع الياً، وتتفاوت وتختلف هذه الخدمات من قاعدة بيانات الى اخرى.
ومما يجعل هذه الموضوع مثار اهتمام في الاوساط العلمية، فإنه من الملاحظ ان هنالك قواعد بيانات عربية عديدة قامت بتحويل عدد مقدر من المحتوى الورقي الى المحتوى الالكتروني بل وتطمح هذه المبادرات الى زيادة هذا الكم في السنوات القادمة نتيجة لقلة المحتوى العربي الالكتروني مقارنة باللغات العالمية الرئيسية. واذا اجرينا مقارنة بسيطة بين قواعد المعلومات العالمية التي تقدم مصادر بلغات اخرى غير العربية لوجدناها متطورة من حيث الكم ونوع الخدمات المقدمة: كما لا نغفل استفادة بعض قواعد البيانات العربية من الخبرات المتراكمة التي تقدمها بعض قواعد البيانات العالمية الكبرى وقيامها بإنجاح مشاريع مشتركة لإنتاج شكل حديث من قواعد البيانات العربية وتقوم هذه الشركات بضمان حماية الملكية الفكرية وحقوق الناشرين و فهرسة وتصنيف المصادر لإتاحتها المباشرة والمتجددة والدائمة، فالوصول الى المعلومات بصورة مستمر 24 ساعة في اليوم ممكنا وصار بإمكان المستفيدين إرضاء حاجتهم المعرفية و البحثية دون التقيد بساعات عمل المكتبة.
التساؤل الذي يبرز هنا: هل هنالك جوانب فنية يمكن تطويرها وتحسينها لعرض مستوى ارقى وافضل من الخدمات الالكترونية في قواعد البيانات العربية خاصة مع وفرة التكنولوجيات المعالجة وانظمة الحاسوب؟ في اعتقادي يمكن لقواعد البيانات الالكترونية العربية أن تلعب دوراً كبيراً ورئيسي في تقديم تقنيات حديثة في العرض واستخدام مصادر المعلومات في اشكال غير تقليدية ومتطورة من حيث البرامج المستخدمة في عرض النص والتصفح السريع والخدمات المرجعية التي تسهل على القارئ و تمكن الباحث من اجراء عملية البحث والاسترجاع بصورة سلسة وميسرة مما يسهم في توفر الوقت والجهد وكسب رضاء المستخدمين.
تتضاعف المعلومات في عالمنا اليوم مما يجعل متابعة كل شيء سواء في مجال معين او تخصص علمي ومتابعة الانتاج العلمي في شكل كتب او مقالات او تقارير ونشرات مستحيلاً دون استخدام قواعد بيانات متقدمة تستعين بتقنيات الكترونية فعالة وفنيين ,وامناء مكتبات متخصصين في تنظيم هذا الكم الهائل من المعلومات وتقديمه بصورة تخدم مجتمع المعرفة والباحثين بحيث تتقدم وترتقى بالأبحاث العلمية استناداً على مصادر علمية غزيرة تتسم بالتنظيم والاتاحة المباشرة الجيدة، ومن منظور اخر يمكن ان تؤدي دوراً هاماً في إحراز الأهداف الإنمائية للأمم بشكل اوسع اذا ما حظيت هذه المبادرات باهتمام ورعاية من مؤسسات التعليم والتدريب والجهات المهتمة بصناعة المعلومات والنشر ومقدرتها على تقديم مبادرات متطلعة للتوسع في هذا المجال الحيوي.