مقالات وآراء

القوي المعادية للثورة حركة العدل والمساواة تمثل عمقها ..!

احمد بطران عبد القادر 

ظل الحزب الشيوعي السوداني منبر وعي واستنارة وقيادته قيادة وطنية ملتزمة بخط الثورة وظلت تتردد كوادره علي المعتقلات والسجون طيلة عهود الانظمة الشمولية الدكتاتورية المستبدة وقد تعرضت للقتل والاعدام في مجازر بشرية لخيرة القيادة الوطنية من أبناء شعبنا ولم يهادن نظام سيء الذكر البشير بل كان رأس الرمح في كل التحالفات السياسية المعارضة للنظام الشمولي المندحر والهادفة لاسقاط العسكر واعادتهم للثكنات وتأسيس الدولة المدنية الديمقراطية دولة الحقوق علي اساس المواطنة فهو من الشعب وكل حراكه الثوري واسهامه في عودة الديمقراطية من اجل الشعب .
ولو اراد ان يتنازل الحزب عن مبادئه لكان جزءا أصيلا في حكومة المؤتمر  الفاسدة التي اعقبت مشروع الحوار الوطني المهلكة والمهزلة المذلة التي شاركت فيه معظم الحركات المسلحة الموقعة الان علي سلام السودان بمنبر جوبا والتي منحها منبر جوبا اكثر من حجمها ليضعها في تحالف استراتيجي مع العسكر وبقايا النظام لانتاج الشمولية المستبدة مجددا والتي ستزكي الصراعات الجهوية والتي تمثل حركة العدل والمساواة اكبر منظومة فيها فحركة ٤ العدل والمساواة التي نشأت كحركة ثورية تريد معالجة اختلالات الحكم في الدولة السودانية لتدار بطريقة مدنية رشيدة تعمل علي التوزيع العادل للثروة والسلطة واحداث تنمية شاملة وتحقيق العدالة الانتقالية والزام الجهات العدلية المحلية والدولية للإطلاع والقيام بواجباتها كاملا في ملاحقة المجرمين والجناة للحيلولة دون الأفلات من العقاب انتهت لحركة ناعمة تدار بواسطة أسرة صغيرة لا تمثل القبيلة العرقية التي تنتمي اليها ناهيك من ان تمثل دارفور او ان تتحدث عن الثورة والتغيير في السودان
غير ان الحركة اصبحت بسوء الإدارة  جزء اصيل في عمق التحالف المعادي للثورة والتغيير بمعني ان الحركة اصبحت تعمل ضد مبادئها وضد شعبها في السودان وان المكانة التي وصلت إليها في السلطة باسم اقليم دارفور وضحايا الحروب والنزوح والابادات الجماعية والتطهير العرقي لا تستحقها ودارفور تعاني حتي الان من القتل المجان والتصفيات الجسدية خارج نطاق القانون .
وتشهد الان معظم ولايات دارفور حرب ابادة وتهجير قسري والحركة لا تحرك ساكنا فهي لم تخرج من الحالة النفسية نتيجه للهزيمة الساحقة التي تعرضت لها في قوز دنقو ومنذ ذلك التاريخ لم تطلق رصاصة واحدة في وجه النظام المندحر لاكثر من سبعة سنوات حتي اسقطته الجماهير الكادحة والتي كان الحزب الشيوعي السوداني في عمقها وقيادتها عبر روافده في المقاومة وتجمع المهنيين السودانيين
وكانت كوادره تنتشر في الأحياء والحلال والمؤسسات تنشيء لجان المقاومة وتتحمل القتل والقمع والاعتقال وكان حينها قادة حركة العدل والمساواة في الفنادق خمسة نجوم فقد فارقوا الخنادق منذ رحيل المناضل خليل إبراهيم مستشهدا وسط جنوده مغدورا به بتمليك العدو معلومات عن احداثيات مكان تواجده والحركة تغافلت مقتل الشهيد البطل ولم تجري التحقيقات المطلوبة لتكشف للرأي العام حقيقية المؤامرة التي جرت لمقتل القائد البطل خليل ابراهيم
واليوم اختارت قيادة الحركة معادات قوي الثورة وتجاهلت كل ما قدمته الثورة لجمع اهل السودان وتوحيدهم وقد طرحت قيادتها في مطلع يناير٢٠١٩م اعلان الحرية والتغيير والذي وقعت عليه خمسة كتل تحالفية كانت كتلة نداء السودان واحدة منها وكانت حركت العدل والمساواة من مكونات نداء السودان ولولا ذلك لما كانت جزء من المشهد السياسي اليوم
وكانت وحدة من اعظم شعارات الثورة الي جانب حرية سلام عدالة مدنية قرار كان الشعار التالي يا عنصري ومغرور كل البلد دارفور إيمانا من الثورة بعدالة قضية شعبنا في دارفور .
ولكن بدلا من ان تدعم حركة العدل والمساواة هذا التحالف الذي اقر بعدالة قضيتها واوصلها الي السلطة اختارت ان تخرج متحالفة مع بعض الفلول لتدير مؤامرة كبري ضد الثورة وتعمل مع بقايا النظام المندحر علي هزيمة الثورة وإعادة انتاج النظام القديم في ثوب جديد والذي تم الاتفاق فيه تحت التربيزة ان يصبح جبريل إبراهيم رئيس الوزراء ويتم تمديد الفترة الانتقالية لعشر سنوات بعد العودة لدستور٢٠٠٥م وضرب الحزب الشيوعي وحظر نشاطه وتصفية كل قوي اليسار وزجها في السجون والمعتقلات واستمالة شباب الثورة ترهيبا وترغيبا لإسكات كل الاصوات الحرة ضد هذه المؤامرة الكبري
كل هذا وغيره اكثر  نعلمه عن حقيقة الصراع الان ويعلمه الحزب الشيوعي السوداني والذي غادر كل هذه التحالفات لان كوادر لا تتحمل الجلوس في موائد القوي المعادية للثورة
ونحن كمراقبين منتمين لثورة ديسمبر المجيدة استغربنا خروج الحزب الشيوعي من هذه التحالفات بل هاجمناه يومها وقلنا ان خورجه عملا غير مسؤول فهو يضعف تحالف قوي اعلان الحرية والتغيير ولكننا عندما جمعنا المعلوماتوالتحليلات توصلنا لنتائج مؤلمة وتأكد لنا ان الحزب الشيوعي كان محقا في مغادرته لهذه التحالفات بعدما سيطرة القوي المعادية للثورة علي مفاصل الحكم وباسم الثورة .
واليوم البلاد تتجه نحو المجهول بسرعة جنونية بعدما ادخلها إنقلاب ٢٥ اكتوبر في نفق مظلم وحركة العدل والمساواة احدي الأجسام والتظيمات الصانعة للانقلاب والمتحالفة مع قواه وقد كان يطمح السيد جبريل ان يصبح رئيسا للوزراء ثم تشكيل حكومة من التحالف الانقلابي اولي مهامها تصفية ثورة ديسمبر المجيدة وقمع القوي المدنية الرافضة للانقلاب وقد التمسنا ذلك في القوي المفرطة التي استخدمت ضد المواكب والاحتجاجات والاعتقلات التي طالت شباب المقاومة ومحاولة شيطنتهم والصاق التهم المفبركة بالعنف والتخريب والقتل ضدهم ليقولوا ان الثورة خرحت عن السلمية ولا بد من حسمها بالقوة
القراءة الخاطئة للمشهد السياسي وجهل حركة العدل والمساواة لقوة القاعدة الجماهيرية للثورة المجيدة والتي تتشكل من كل المكونات الاجتماعية لشعب السودان جعلها في خندق القوي المعادية للثورة البرهان  وتحالفه الانقلابي وجعل الحزب الشيوعي السوداني وشبابه في قمة قيادة الحراك الثوري لهزيمة الانقلاب واكمال مهام الثورة وتحقيق كل اهدافها ونقول بثقة ان شعب السودان في كل حلاله وفرقانه ومدنه وكل قواه الحية متوحد ضد الانقلاب وسيهزمه والتاريخ سيجل ان حركة العدل والمساواة خزلت الثورة وخزلت جماهيرها وتاجرت بقضايا الكادحين من أبناء شعبنا الذين كان لهم رصيد نضالي مشهود وقدح معلي في الحراك الثوري والإطاحة بالنظام البائد والان الحركة تتخندق في عمق الثورة المضادة وتفشل في العمل المدني وتعجز عن توفير الدقيق المدعوم للمخابز فمنذ الانقلاب توقفت كافة اشكال الدعم للمواطن بل لجأت الحركة عبر وزير ماليتها وزعيمها جبريل لزيادة اسعار المحروقات عقب الانقلاب مباشرة كالجأت لتحميل المواطن الكادح عبء فشلها في وضع الموازنة العامة للدولة بزيادات غير مسبوقة علي فاتورة الكهرباء والذي سيتسبب في تعطيل حركة الانتاج وانفجار غلاء الأسعار الفاحش الذي لا تطيقه جماهير شعبنا وترفض كل سياسات العجز والفشل الذي تنتهجه حكومة سلطة الانقلاب هذا وسيظل الحزب الشيوعي السوداني قلب الثورة النابض واسد عرينها الحامي لحماها بسالة وصمود وتعبئة للشوارع والتزام بالسلمية حتي اسقاط الانقلاب وكل ما ترتب عليه فهذا منهجه في اسقاط أنظمة الاستبداد وهذا ديدنه في الانحياز لارادة الجماهير في استعدال مسار الثورة وانجاز مهامها لنخرج بسلام من محنتنا التي توشك ان تقضي علي ثورتنا المجيدة وتوقف مشروع التغيير المنشود الهادف لصناعة سودان جديد ناهض ينعم بالتعافي السياسي والديمقراطية المستدامة.

‫4 تعليقات

  1. والله النصيحة لله الشيوعيين عقدونا، عندهم قدرة عجيبة على التحليل والوصول للخلاصات والنتائج قبال باقي الناس بوقت طويل

  2. مرة كنت اتحدث مع صاحب موقع من المواقع الألكترونية المشهورة في شأن السودان في زمن قحت فذكر لي أن “الحزب الشيوعي هو الوحيد في نظره العارف “بواطن ما يجري في السودان ومن ثم يحلل علي أساسه

  3. خرونڨ:
    23 مارس، 2021 الساعة 7:51 ص
    شوفوا الزول دا قاعد يلوك علكة حركات التمرد المؤقتة على اتفاق جوبا الشائن دا كيف ومن دي تأكد لي ولكل متابع أنه أتى من الخارج ما فاهم اي شيء عن الوضع فى السودان وعن علاقة حركات التمرد بالثورة. قاعد يقول اهم انجازاته اتفاق جوبا التي أوقفت الحرب!!؟
    أي حرب يا هذا؟ وحرب مع منو؟؟إذا صدقنا بأن هناك حرب كانت دائرة، ألا يفترض انها حربهم القديمة مع النظام السابق؟ وإذا كانت كذلك فكيف تكون مستمرة بعد اسقاط الشباب للنظام وإبادته؟ هل يفهم حمدوك مثل فهم الحركات أن اتفاق جوبا أوقف الحرب بينهم وبين اللجنة الأمنية العليا للنظام البائد باعتبارها الوريث الشرعي له وليست المدنية التي يفترض أنه جيء به على رأسها؟ من يعتقد حمدوك الذي جاء به؟؟ هل يعتقد بأن اللجنة الأمنية العليا للنظام المدحور هي التي أتت به بمعنى انه لولا موافقتها عليه لما كان قد أتى؟! معقولة هل يعتقد هذا الحمدوك أن لهم الكلمة العليا على اختيار الجماهير له رأسا لحكومة الثورة المدنية؟؟ إنه إذن يرجع الفضل في منصبه إلى العسكر ورثة النظام السابق الذي كان رشحه كمجرد وزير مالية له؟ إذن فهو يعني بمقولته إن أهم انجازاته أنه أوقف الحرب التي كانت دائرة بين حركات الكفاح المسلح وبين اللجنة الأمنية العليا للنظام المدحور الوريث الشرعي له وأنه لا توجد ثورة ولا حكومة ثورة ولا يحزنون!!؟؟ وعلى هذا الفهم قيسوا كافة تصرفاته وبروده وشلته وجوقة مستشاريه الذين يصرفون بالدولار الامريكي وكأنهم في جمهورية الموز و انظروا إلى تعييناته المشاترة في مخالفة كافة الترشيحات التي ترفع له واختياره لأحد الفلول أو أي جهلول! لقد أضاع ثورتكم هذا المسخ الذي وضعتم فيه آمالكم وذلك من أول يوم عاد فيه إلى السودان وقام بزيارة زعيم الهبوط الناعم في منزله قبل أن يجلس على مكتبه برئاسة مجلس الوزراء ويستقبل هناك رموز الكيزان الأنجاس بكل برود ولامبالاة ولا اعتبار لمشاعر الثوار وأسر شهدائهم.
    هذا تعليق قديم لي قبل انقلاب البرهان واقالة حمدوك ثم عودته واستقالته لاحقاً

  4. الرد على زهير السراج واتفاقية جوبا
    خرونق:
    9 أكتوبر، 2020 الساعة 2:51 ص:
    أما سؤال الدكتور زهير مَن يحدد مَن هم أبناء دارفور، نقول طبعاً الذين أعطوا أنفسهم الحق في وضع هذه الشروط فات عليهم وضع التعريف اللازم لها لأنهم مستعجلون للوصول للمناصب والانشغال بالتعريفات يعطلهم بالإضافة إلى ما ذكرت في مقالك من أنهم أصلاً عاملين النسب دي لإيهام سكان دارفور بأن الاتفاق لمصلحتهم. فاذا المعيار بالقبيلة فهل الزغاوة والرزيقات مثلاً كلهم أبناء دارفور واذا بالميلاد فإن بدارفور ولد أبناء معظم قبائل الشمال والشرق والجنوب والوسط كما أن أبناء معظم قبائل دارفور مولودون في أجزاء من السودان خارج دارفور! هذه ليست اتفاقية بل مجرد خطرفات وخرمجات رعاع من الجانبين، توافق شنٌ بطبق! وهل يطلع بيد حميدتي مع شوية متمردين سابقين طامعين أن يصنع اتفاقية سلام حقيقية إلا كما صنع الوثيقة الدستورية مع زلنطحية العروبويين؟! لقد استغلوا وهمة حميدتي والبرهان بأنهما قد ورثا النظام السابق وأن هؤلاء كانوا معارضيه ويجب تسوية الأمر معهم ونسي الغبيان أن موازين القوى قد تغيرت وانقلبت رأساً على عفب بثورة الشباب من أبناء الشعب وأنهما (حميدتي والبرهان) بانحيازهما لثورة الشعب، إن كانا حقاً صادقين، لا حاجة لهما ولا خوف على نفسيهما من غُرمائهما السابقين أعداء النظام السابق الذي كانا في خدمته ضد أعدائه! كيف لم يفهما أن النظام الجديد هو نظام القوى المدنية وأن هؤلاء المتمردين السابقين مكانهم مع هذه القوى المدنية التي تحالفا (حميدتي والبرهان) معها وانحازا لها كما يقولان، إن كانا صادقين مع نفسيهما، وبالتالي وبعد الثورة، فلا علاقة مباشرة ولا عداوات سابقة بينهما وبين المتمردين السابقين على النظام السابق! إذ كيف يخشيان من التمرد وهما في تحالف مع ثورة شعبية وجزءٌ منها وهُم (المتمردون السابقون) كانوا معارضين لنظام سابق قد ذهبت ريحه؟! اللهم إلا إذا كانا (حميدتي والبرهان) غير معترفين بالمدنية في قرارة نفسيهما أو يعتقدان بأنهما هما اللذان يقودانها (كوريثين للنظام السابق) وبالتالي عليهما تسوية الأمور بينهما وبين أعداء الأمس حتى ينعمان بتركة الحكم الذي ورثاه في نظرهما.
    أو ومع إضطرارهما الاعتراف بالمدنية، لذلك يريدان تقوية موقفهما أمام شروط المدنية (مدة رئاسة السيادي وصلاحيته) ومن ثم أرادا التحالف مع قوى التمرد السابق لابتزاز المدنية للحصول على امتيازات أكثر مما حصلا عليه من المدنية (زيادة مدة الانتقالية وبالتالي زيادة مدة رئاسة العسكر) مع أن هذا ممكن تحقيقه مع قحت لو كانا حصيفين حيث كل الدلائل تشير إلى أن الفترة الانتقالية المصوص عليها لن تكفي!
    على العموم فقد تركنا الجهلاء الطامعين يعبثون ولا نقول إنهم سرقوا الثورة فإنهم لا يستطيعون ولن يستطيعوا مهما (حدس ما حدس!) ولكنهم قد نجحوا فعلاً في خلق البلبلة وإعاقة تقدم السلطة المدنية ولكن الأمور ستعود حتماً إلى مسارها الطبيعي والمفترض، فقط إذا غيرنا زلنطحية مجلس الوزراء حمدوك وشلته وحاضنتهم الحالية أحزاب قحت وليس كل قوى قحت كما تعلمون.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..