مقالات سياسية

عورة النظام

بلا حدود
هنادي الصديق
في الفترة الاخيرة باتت تتردد ذهني مقولة ( رب ضارة نافعة) رغم حزني وألمي الكبيرين على فقدان عشرات الأرواح الشريفة من شباب السودان وإصابة المئات منهم منذ إنقلاب 25 اكتوبر المشئوم، ولعل سبب ترديد هذه المقولة الشائعة، الفضائح والفظائع التي بتنا نراها يوميا ونشاهدها عبر الوسائط في طريق شريان الشمال الذي أحكم تروس الولاية الشمالية قبضتهم عليه لنكتشف كيف خان قادة السودان عهدهم وكيف حنثوا بقسمهم في حماية البلاد وكرامتها وكرامة أهلها ومقدراتهم.
تأكدنا حجم الغدر والخيانة العظمى لهؤلاء القوم، وكيف انهم وقفوا يتفرجون على شعبهم وهو يتضور جوعا ويزداد فقرا على فقر، ومرضا على مرض، وجهلا على جهل، متحملا الإهانة تلو الإهانة والذلة تلو الذلة فقط حتى يبقى على قيد الحياة، وهو الذي يفترض أنه الأغنى والأوفر حظا في كل شئ من بين جميع الشعوب.
شعب يفترض ان يعيش الرفاهية في أكله وشربه وتعليمه وعلاجه.
إنتزعوا من شعب السودان فرصة الحياة ليمنحوها لقائد مصر ونظامه الذي لا يرى في السودان سوى الحديقة الخلفية لمصر.
شعب السودان هو الوحيد صاحب الحق في كيفية إستغلالها ولمن ومتى، وليس سواه من حكام الغفلة.
بإغلاق طريق شريان الشمال تكشفت الكثير جدا من الأسرار التي ظلت خافية عن المواطن السوداني، بتنا نرى في الأخبار تدهور الإقتصاد المصري الذي جعل الرئيس السيسي يتلعثم وهو يتحدث لحكومته عن أسباب هذا الانهيار المؤلم دون ان ينسى التعرض لما يجري في السودان من أحداث ظل صامتا حيالها لشهور.
بإغلاق طريق شريان الشمال وتوقف حركة الصادر والوارد بين مصر والسودان لأيام فقط، تذوق الشعب السوداني طعم (اللحمة) بعد ان (بارت) في سوق الصادر ولم تجد من يشتريها بعد عزت عليه لسنوات بإرتفاع أسعارها حتى صارت من الرفاهيات التي حُرم منها لسنوات بفضل خيانة من أقسم بتحقيق الرفاهية لشعب السودان، وبفضل ترس الشمال عرف اهل السودان كيف تُهرب مواردهم للخارج ومن المستفيد منها، وكمية المنهوب منها وكيف ان تصدير مورد واحد فقط منها كان كفيلا بأن يمنح الشعب السوداني حقه في مجانية العلاج والتعليم بإنشاء عشرات المستشفيات بالقرى والمدن، وآلاف المدارس بالقرى والحلاَل وتمزيق فاتورة العلاج بالخارج.
مورد واحد فقط لو كان إستغلاله وتصديره بالطرق القانونية وبالشفافية المطلوبة، كان بإمكانه أن يمنع موت آلاف الشباب (رغم ان الاعمار بيد الله) وهم في طريق هجرتهم نحو المجهول بحثا عن وضع افضل.
تتريس شريان الشمال كشف عورة النظام السوداني والمصري على السواء وكيف أن مصر ضالعة بشكل مباشر فيما يحدث بالسودان من دمار للإقتصاد، والشاهد كميات العملة السودانية المزيفة القادمة للبلاد عبر الشاحنات المصرية سيئة السمعة.
النظام المصري لم يكن يتوقع أن تكون غضبة حليم السودان بهذا الشكل المخيف، ولم يتصور ان شعب السودان (الطيب)، يمكن ان يتحول لوحش كاسر يقضي على كل آمال وأحلام جنرالات الحرب بالبلدين ويجعل ليهم نهار ونهارهم ليل.
ما حدث من تتريس لطريق الشريان يتطلب عمل مضاعف وموازي في جميع المنافذ الحدودية، وذلك لن يتأتى إلا بتكاتف التروس في جميع الولايات بشكل لا يضر بمصالح المواطنين الابرياء بطبيعة الحال، ولكنه لابد وان يوقف نزيف الموارد خارج القانون.
وحدة السودانيون كفيلة بإنهاء سلطة الإنقلابيين وإلى الأبد، وإنهاء أسوأ حقبة في تاريخ السودان سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وأخلاقيا.
الجريدة

‫2 تعليقات

  1. نحن شعب عبيط . إجمالي صادرات السودان لمصر لا تسوى ٤% من إجمالي واردات مصر.

    لا تفسدوا ما تبقى من علاقات السودان مع دول الجوار. نحن كذابين منافقين متلونين ونتكلم بس اننا اغنياء بمواردنا وووالخ وانتاجنا زيرو !!

    لا ننتج حتى ما يكفينا من قمح وطماطم وبطاطس وبرتقال .. حتى الثوم نستورده من الصين.

    كرسيك التي تجلسين عليه مصنوع في مصر وطرحتك وملابسك غالبا من تركيا او دبي وتلفونك من الصين ونظارتك من الصين وسيارتك الفارهة أيام متمتعة بمنصب قحت يابانية الصنع وحتى التفاح الذي تأكلينه يأتي من لبنان وسوريا.

    نحن شعب حاقد حاسد وفوق ذلك خامل وغير منتج وكلهم سماسرة ووسطاء وفالحين في التظاهر واللملمة وتتريس وقفل الطرق لإعاقة القلة الذين ينتجون ويعملون

  2. المخابرات المصرية بعد ان اطلقت يدها وتمكنت داخليا وتغللت … ناشطة فى هجمة شرسة من جبهتين اولاهما اغراق البلاد باطنان العملة السودانية المزيفة (وهذه لا تحسب وتعد بل توزن) لتدمير البنية الاقتصادية وتركيع البلاد.
    وثانيا اغراق العاصمة بالمخدرات، وهذه تهرب عبر الحدود من الشرق بتواطئ المقربين من ترك وخبراء التهريب من ابناء الرشايدة والغرض استهداف الشباب وتدمير البنية الاجتماعية… انه التخريب الاستخباراتى الاقتصادى والاجتماعى التقليدى فى ابسط صورة الكلاسيكية:
    subversion and sabotage through espionage

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..