مقالات سياسية

عودة هتافيات وعنتريات النظام البائد

بشفافية

حيدر المكاشفي

تابعت قبل يومين فيديو مسجل صوت وصورة لجانب من المسيرة التي نظمها منسوبو النظام البائد ومؤيدو الانقلاب للمطالبة بطرد بعثة الأمم المتحدة (يونيتامس)، ولم أكن متجنياً في وصفي لمن خرجوا في تلك المسيرة بأنهم من فلول النظام البائد ومؤيدي الانقلاب، فقد كشفت الشعارات التي رفعوها والعنتريات التي هتفوا بها انتماءهم للنظام البائد، مستعيدين ارث النظام البائد في الخطاب المتهور والأهوج والشعارات والهتافيات الموتورة التي أوردت البلاد موارد الهلاك، اذ توعدوا فولكر بيرتس رئيس البعثة بالويل والثبور ومصير غردون، حيث انشرخت حلاقيمهم بهتاف مؤداه (يا فولكر يا ملعون نحنا قطعنا راس غردون)، وتلك هي بضاعة النظام البائد المعلومة التي لا يحسنون سواها، فمن أين لجماعتهم أن يأتوا بغيرها، وهم من عاشوا في كنف النظام الساقط وترعرعوا سياسياً على يديه، وتشربوا أدبياته وتراثه في الهرش والنفخ من شاكلة (امريكا روسيا قد دنا عذابها علي ان لاقيتها ضرابها) لينتهي أمرهم أخيراً للارتماء في أحضانها، و(الحسوا كوعكم)، فاذا بهم هم الذين لحسوا اكواعهم، وغير ذلك كثير مما لا يتسع المجال لذكره من قاموس الهتر والنتر الفالصو الذي يتم على طريقة (انفخ ولو حملك ريش) والمؤسف ان كل هذا العنف اللفظي المجاني لم يكن له أية مردود غير تردية البلاد في سلسلة من العقوبات والقطيعة الدولية..أما انهم من مؤيدي وداعمي الانقلاب، فذلك ما تشهد عليه جموعهم التي احتشدت بكل اطمئنان وثقة محمولين على الحافلات والعربات، وساروا حتى بلغوا مقصدهم دون ان يعترضهم شرطي واحد ولم تطلق في وجوههم ولا قذيفة بمبان واحدة، في الوقت الذي بلغ فيه عدد قتلى التظاهرات السلمية التي يسيرها الشباب الثوري قرابة الثمانين شهيدا، ومن مفارقات تظاهرة الفلول انهم توجهوا بها لفولكر بدلا من البرهان، اذ ان فولكر لم يدخل الخرطوم غازيا وانما دخلها بموجب قرار صادر من مجلس الأمن بناء على طلب حكومة السودان وبموافقة من البرهان وطاقمه من العسكريين..

أما فيما يختص بمقتل غردون حاكم عام السودان ابان الحقبة الاستعمارية وقطع رأسه، فقد عن لي التطرق لهذه الحادثة التي تفرقت وتعددت الروايات بشأنها، فمن قال ان قاتل غردون هو الزعيم الانصاري محمد ود نوباوي، زعيم بني جرار الذي تنسب له تسمية حي ودنوباوي العريق بأم درمان، حيث قيل أنه أول من طعن غردون، ثم تلاه نفر من الأنصار، قاموا بقطع رأسه، وعرضه على عبد الرحمن النجومي، ثم الخليفة شريف، وقائل آخر يقول إن قاتل غردون هو شخص يدعى مرسال ويعمل بيرقدار (أي حامل راية) للأمير ميرغني سوار الدهب. وقد أطلق رصاصة على شخص كان يقف على نافذة القصر المحاصر، وعندما صعد المرافقون لمرسال الى النافذة، اتضح لهم أن المقتول هو غردون، فيما تذهب رواية ثالثة الى إن قاتلي غردون كانا من البجا من قبيلة الباركويناب (فرع من الهدندوة) هما دقليل أبو زينب وعيسى كرشون.

الجريدة

 

 

‫3 تعليقات

  1. سؤال ليه الانجليز ماةقطعو راس الخليفه عبد الله عندما استشهد بكرري مش كان بقطعو راسه ويرسلوهو للملكة لانهم جنود مدربه وصارمة في تنفيذ القوانيين اما جماعة الامام المهدي عبارة همج وما عندهم فروسية ايه بعد القتل تقطع الراس بالمناسبه هذه العملية ثميل بالقتيل وهي محرمه في كل الاديان وحتى في عرف الحرب لماذا لم يتتطرق اي واحد ويقول هذا محرم في الاسلام لماذا هذا الجبن

  2. فى كتابه (كررى) يقول الكاتب غصمت زلفو ان قاتل عردون هرب واختفى ولم يظهر الا بعد وفاة الامام المهدى وكتاب زلفو نتاج بحث مغمق وموثق، بل وحتى فيلم الخرطوم ورغم تحيزه الا انه يؤكد ان النهدى منع رجاله من قتل غردون وان قتل غردون كان نتيجة خطأ

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..