
(رحم الله ابا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده) .
هكذا قال رسول الله عن ابا ذر حين تعطلت راحلته وتخلف عن ركب رسول الله ، فحمل متاعه على ظهره من ظهر دابته حتى يلحق بركب خاتم الانبياء والمرسلين (الركب الطيب).
البرهان ذهب وحده الى مدينة عنتبي باوغندا حين اراد ان يلتقي رئيس الوزراء الاسرائيلي من اجل تطبيع العلاقات مع إسرائيل .
مشى البرهان للقاء بنيامين نتنياهو وحده حيث صرح الناطق الرسمي باسم حكومة السودان بانه ليس لديه معلومات عن تفاصيل اللقاء بين البرهان ونتنياهو ، مؤكدا أن الحكومة علمت بالاجتماع من وسائل الإعلام .
حيث أكد بان “لم يتم إخطارنا أو التشاور معنا في مجلس الوزراء بشأن هذا اللقاء ، وسننتظر التوضيحات بعد عودة السيد رئيس مجلس السيادة”.
وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أعلن الاثنين أن نتنياهو التقى البرهان في عنتيبي بأوغندا ، وأنهما اتفقا على بدء حوار من أجل “تطبيع العلاقات” بين البلدين .
حينما اراد البرهان الالتحاق بركب اسرائيل اسرج دابته صوب يوغندا ليلحق (بالركب الفاسد) .
حينها تفاجأ كل الشعب السوداني كما تفاجأ مجلس الوزراء السوداني .
ووجمت البلد حينا من الزمن بسبب هذه الصدمة المفاجئة والمباغتة التي
استغلت فيها إسرائيل الزمان وحوجة السودان القصوى لفك العزلة الدولية التي دخل فيها بسبب حكم الظلاميين .
وكم كانت قاسية حقبة اتصاف السودان بصفة الدول الراعية للارهاب .
اصطادت إسرائيل البلد حين دحرجت البرهان للموقف المخزي والمذل الذي يشبه مواقفه المؤذية منذ فض اعتصام القيادة .
وقد اخذت بهذا الموقف الوطن على حين غره لا يقوى معها مجلس الوزراء على (قولة بغم) للتعقيدات الدولية والظروف التي يمر عبرها ملف ازالة اسم السودان من الدول الراعية للارهاب آنذاك .
ذهب البرهان الى (عنتبي) باوغندا يحمل معه جرح كبرياء الوطن وانتكاسة خرطوم اللاءات الثلاثة واهماً نفسه بنيل حصانة إسرائيل ضد كل ما يقف في سبيل تطلعاته بان يصبح (سيسي) اخر في جنوب الوادي .
ولعل خيبة امل الرجل في الاستحواذ والفوز بموقف حاسم لاسرائيل يجعل منه دكتاتورًا اخر في جنوب الوادي جعل الرجل يفكر في انقلاب 25 اكتوبر حتى يفدي نفسه وزميل شراكته من تبعات جريمة فض الاعتصام وجرائم اخرى ، خاصة وان موعد انتقال رئاسة السيادي للمدنيين قد طرق الابواب وسط حالة ذهول الرجل من تباطؤ دولة الكيان الصهيوني في اعطائه صك الضمانات التي تعزز استمراره في الحكم ، وفي المقابل هناك ضغط ثوري داخلي ضاغط في سبيل مدنية الدولة .
لم يك امام البرهان الا مفارقة خط (إسرائيل – الامارات – مصر) والاتجاه لسلوك خط موازي تمامًا وهو خط الرجعة الى دائرة النظام البائد طالبا نجدة ونصرة الاسلاميين وقد اعد لها بخلق حصار الشرق وقفل الميناء عبر مرشح المؤتمر الوطني لانتخابات 2010م الناظر ترك .
وتصعيد اعتصام الموز عبر زراع المؤتمر الشعبي (الكوز) جبريل ابراهيم وبقية المنتفعين من ادعياء المسارين الاوسط والشمالي .
بهذا الاتجاه زهد البرهان في المحور الاقليمي المدعوم إسرائيلياً املاً في الاستمرار في الحكم وحماية لنفسه وشريكه في فض الاعتصام من تبعات فض الاعتصام وجرائم دار فور .
فكان انقلاب 25 اكتوبر حيث كانت اول مخرجاته تجميد لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو وعودة الفلول الى اضابير الخدمة المدنية وتسكين قياداتهم في المناصب القيادية والوزارية بدءًا من سيدة السيادي الى سيدة وزارة العدل مرورا بالسفير علي الصادق على راس الخارجية .
ولان من (يرقص لا يغطي شنبه) .
عمد البرهان الى اعادة واجهات طيور الظلام التي يتحركون عبرها ومن خلف ظلالها لرسم برامجهم وخططهم الرامية الى عودتهم وفقًا لانتخابات يوليو 2023م التي سوف تقوم تحت رعاية البرهان .
كل هذا المخطط اصبح واضحًا ومنتجاً لتحقيق اهداف النظام البائد في العودة للحكم وان تعامل معه الإسلاميون آنيًا بذات فلسفة زعيمهم الروحي عند انقلاب 1989م حينما قال للبشير (اذهب الى القصر رئيسًا ساذهب الى السجن حبيسًا) !! .
الان إسرائيل ، الامارات ومصر خارج زفة البرهان بسبب عودة الكيزان ، ليحل المحور المناوئ المعروف سالفًا بنصرة الاسلاميين .
وفي ظل تأرجح البرهان السابق واستقرار قراره على ان يعود بالناس الى ما قبل 2019م تتحرك المواكب وسط قمع من القتل الممنهج بلا وازع من دين او ضمير رافضة لوجود العسكر قاطعة بان لا تفاوض ولا شراكة ولا شرعية ! .
هل ستجد الثورة السند من المحور الذي غادره البرهان بعد ان يمم عبدالفتاح السيسي رئيس مصر وجهه صوب الامارات حاملًا معه صورًا لارتال الشاحنات المحجوزة في المعابر بامر الثوار وهي تحمل الى مصر كل خيرات السودان بلا مقابل .
ام ان في الجراب حاوي اخر !!! .
