“صلاة من أجل الأمطار”.. إثيوبيا تواجه كارثة محدقة

ينتظر الإثيوبيون بفارغ الصبر هطول الأمطار، بينما يحوم شبح الخوف من استمرار الجفاف وتكرار مأساة عام 1999، مما أدى إلى وفيات نيجة الجوع، وفقا لصحيفة “الغارديان”، التي عنونت التقرير بـ”نصلي من أجل المطر”.
ويقول مدير اليونيسف في إثيوبيا، جيانفرانكو روتيجليانو، “إذا هطل المطر في أبريل، فستتحسن الأمور. ولكن، إذا لم يأت المطر، فقد نرى شيئا مشابها لما حدث في أعوام 1993 و19994 و1999، حيث جلبت تلك السنوات أزمات أثارها الجفاف وشهدت جوع الملايين.
وأعلنت اليونيسيف أنها تحتاج إلى دعم بقيمة ثلاثة وعشرين مليون جنيه إسترليني على الأقل، للحصول على الإمدادات الأساسية التي يحتاج إليها الإثيوبيون، مثل نقل المياه بالشاحنات وإعادة تأهيل الآبار وتغذية الأطفال.
ويحذر ر
وتيجليانو، من أنه “إذا لم يتم جمع هذه الأموال، سيتحول الأمر إلى كارثة إنسانية”.
يواجه نحو 4.4 مليون شخصا نقصا حادا في المياه. ويُعتقد أن الأراضي المنخفضة في جنوب شرق إثيوبيا وأجزاء من أوروميا هي الأكثر تضررًا من الجفاف.
وتسبب نقص الأمطار، في انهيار المحاصيل ونفوق الماشية وارتفاع سوء التغذية، كما أدى إلى نزوح الكثير من السكان، بحسب المسؤول في مكتب الصحة الإقليمي في الصومال، عبدي فرح أحمد.
ووفقًا لمسح أُجري في ديسمبر،
يعاني أكثر من خُمس الأطفال دون سن الخامسة في جنوب شرق إثيوبيا، من سوء التغذية الحاد الشامل.
ويقول أحمد إن عدد الذين يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم آخذ في الارتفاع أيضًا.
وتضررت زينب وولي، بشدة من قلة هطول الأمطار، مشيرة إلى أنها كانت تبيع بعضا مما تملكه من ماعز لتعيش، لكنها خسرت نصفها تقريباً بسبب الجفاف.
وتوضح وولي، وهي أم لسبعة أطفال من قرية ساغلو في المنطقة الصومالية جنوب شرق إثيوبيا،
“نحن نعتمد على ماشيتنا. لقد فقدنا الكثير منها. من يدري، قد يموت الناس أيضًا بعد ذلك”، مشيرة إلى أنها لم تشهد مثل هذا الجفاف من قبل.
وتقول: “قبل خمس سنوات، كان هناك جفاف في منطقتنا، لكن على الأقل كان لدينا طعام. لكن الآن ليس لدينا ما يكفي من الطعام لعائلتنا”.
وتشير الصحيفة إلى أن قرية ساغلو، أصبحت مليئة بجثث الحيوانات التي نفقت بسبب الجفاف، حيث هلكت أبقار وأغنام وماعز وجمال وحمير، ويكافح أصحابها للبقاء على قيد الحياة.
وتصف عائس محمد، وهي أم لخمسة أطفال من قرية جبياس في المنطقة الصومالية جنوب شرق إثيوبيا،،
الوضع بـ”اليائس”.
وتقول بعد أن فقدت 20 بقرة و80 رأسًا من الماعز والأغنام بسبب الجفاف: “أنا قلقة على أطفالي، هم كانوا يقترضون الطعام من الجيران خلال الأيام العشرة الماضية. لكن اليوم، أنا سعيد لأن الحكومة وزعت الطعام في قريتنا. حصلت على 20 كيلو غراما من الأرز و20 كيلو غراما من السكر”.
بالنسبة لعبد الرحمن علي حسين، وهو عامل رعاية صحية في منطقة القرحي، فإنه من الواضح أن الحكومة لن ت
كون قادرة على التعامل مع المشكلة بمفردها.
ويؤثر الجفاف أيضًا على أجزاء من منطقة الأمم والجنسيات والشعوب الجنوبية في جنوب غرب البلاد، وعفر في الشمال الشرقي في إثيوبيا، والتي كانت مسرحًا للكثير من القتال الأخير بين قوات المتمردين التيغرايين وقوات الحكومة الفيدرالية.
يعاني نحو 40% من سكان إقليم تيغراي الإثيوبي من “نقص حادّ في الغذاء” في الإقليم الغارق في نزاع منذ قرابة 15 شهرًا، حسبما أعلن الجمعة برنامج الأغذية العالمي.
وتفاقم هذا الوضع المأساوي بسبب تقليص الأنشطة الإنسانية في المنطقة من جراء نقص الوقود وتجدد القتال مما يحد من إمكانيات إيصال المساعدات.
في وقت سابق، الجمعة، أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن المنظمات
الإنسانية الدولية غير الحكومية قد استنفدت مخزونها من الوقود مما اضطرها إلى “تسليم الإمدادات والخدمات الإنسانية القليلة المتبقية سيرا”.
ووفقًا لآخر تقييم للوضع الغذائي الذي أجراه برنامج الأغذية العالمي، يعاني 83% من سكان تيغراي من انعدام الأمن الغذائي، من بينهم “13% من الأطفال دون سن الخامسة ونصف النساء الحوامل والمرضعات يعانون من سوء التغذية”.
وتعرضت الخدمات الصحية لضغوط شديدة بسبب زيادة سوء التغذية والهجرة الداخلية.
يقول حسين: “على سبيل المثال، بالنسبة لأحد المراكز الصحية، من المفترض أن نستقبل 25 ألف شخص، ولكن حاليا مع هذا الجفاف، نستقبل من 40 إلى 50 ألف شخص في بعض الأحيان”، مشيرا إلى أن هناك حاجة لدعم طبي خاصة من أدوية أساسية بجانب الغذاء والمياه.
الحرة