مقالات سياسية
لمقاومة الانقلاب المطلوب أكثر من أداة!

خارج السياق
مديحة عبدالله
يسعى قادة الانقلاب بشكل محموم لتوطيد اركانه ردًا على شعار الشارع (الردة مستحيلة) واخطر ما يجري في ظل الانقلاب هو سفك دماء المواطنين دون أدنى شعور بالمسؤولية من قبل السلطة الحاكمة فقد أعلنت الأمم المتحدة عن قتل (9) ونزوح ما يقرب (11) ألف مواطن نهاية الأسبوع الماضي غرب دارفور جراء قتال بين مجموعتين من المواطنين، كل ما قامت به السلطات هو إرسال قوة عسكرية مشتركة هناك إلا أن الوضع الأمني يهدد بمزيد من العنف.
إن ضعف التضامن مع المواطنين الذين يواجهون الموت في كل جزء من أجزاء الوطن بأسباب مختلفة مع ارتفاع وتيرة خطاب الكراهية والعنصرية أمر لا بد من الوقوف عنده، فعدم الاهتمام الكافي بكل ما يحدث من انتهاكات في كل أنحاء السودان أمر سيضعف مقاومة الانقلاب على المدى المنظور.
كما أن الانقلاب يسعى بقوة لأجل ضرب كل ما قامت به لجنة ازالة تمكين النظام البائد، وهنا يتم استغلال القوانين لأجل إلغاء قرارات فصل طالت عناصر العهد البائد في القضاء والخدمة المدنية، ويحدث العكس بفصل وانهاء خدمة الكوادر المدنية الديمقراطية التي استعادت مواقعها المؤثرة أو تم تعينها في مواقع مهمة من أجل القيام بإصلاحات جذرية في مجال التعليم العالي، هنا لا بد من الإشارة إلى موقع إدارة جامعة الخرطوم وغيرها من الإدارات الجامعية التي عملت حكومة الثورة على تعيينها من أجل إصلاح شأن الجامعات التي تحول بعضها لبؤر لكوادر (جهادية) كانت توظف موارد الجامعات من أجل خدمة نظام الانقاذ تنظيميًا وسياسيًا.
وحذرت نقابة أساتذة جامعة الخرطوم من انهيار قطاع التعليم العالي بسبب تنصل السلطة من الالتزام بما عدت به حكومة الثورة من تحسين الهيكل الراتبى للأساتذة، وهو في واقع الأمر دفع للأساتذة للهجرة بطريقة غير مباشرة، وينطبق الأمر على التعهد الخاص بتحسين أوضاع المعلمين والمعلمات، القصد واضح هو تشريد غير مباشر لهم وضرب لتنظيماتهم الديمقراطية التي تم تأسيسها في ظروف قاسية من أجل الدفاع عن حقوقهم وتحسين بيئة التعليم.
القوى السياسية والمدنية في حاجة لقراءة الواقع كما هو، فالانقلاب يواجه ضغوطًا قوية من الشارع، كما أنه وفى ذات الوقت يستخدم كل آليات السلطة من أجل توطيد أركانه مما يستوجب آليات متنوعة للمقاومة…
الميدان