كثراً ما يردد السودانيون (يازول انتا في الأبيض وماعارف ود اب صفيه وين؟ ) اليوم نذهب معكم في سياحة روحية لود أب صفية، ومن ذا الذي لا يعرف الشيخ والفكي بدوي ود أب صفية بمدينة الأبيض حاضرة كردفان والمثل المشهور والمنتشر لكل من يحضر ويسكن الأبيض والذي أصبح سائداً ” قاعد في الأبيض وما بتعرف ود اب صفية ” ويقال المثل للإشارة للشخص غير الملم بالأحداث ودلالة على قلة العلم والمعرفة .
الأبيض – أبوبكر محمد الطاهر (بيكو)
– الموقع تحديداً !
الشيخ ود اب صفية أو قل بدوي ابو شنب؛ ولد بالأبيض في القرن السابع عشر ويشتهر ببدوي ود ابو صفية، وصفية هي أمه وأبو صفية هو الشيخ موسى، حفظ القرآن باكراً وأنشأ عدداً من الخلاوي أشهرها خلوة ومسجد الشيخ موسى أبو صفية وتعلم على يده عدد من الشيوخ والفقهاء.
له عدد من الأبناء وله من البنات سبع؛ أشهرهن وأكثرهن صيتاً هي زينب بت ود ابو صفية وهي حافظة لكتاب الله كمتدا اخواتها وتقول الروايات انها قتلت ومصحفها بيدها.
واحدة من أشهر معالم مدينة الأبيض سابقاً وإلى الآن هي مقابر ود اب صفية في الجنوب الغربي لمدينة الأبيض؛ بالقرب من مقابر دليل المحسي؛ وبها مقام العارف بالله الشيخ بدوي ود أبو صفية، كما يوجد بها قبة الشيخ أحمد كنتيش والكثير من الناس يعتقدون أن القبة منتصف المقابر هي ضريح الشيخ ود ابو صفية؛ لكن الحقيقة تقول إن القبة بها ضريح الشيخ أحمد كنتيش شيخ الطريقة التجانية، وقبر ود ابو صفية يقع غرب المقابر.
-مصلح اجتماعي
كردفان هي أرض الحركة الصوفية، والأبيض بها انتشار صوفي واسع النطاق، وبالتأكيد الشيخ ود ابو صفية أحد أبرز معالمه والشيخ ود ابو صفية عاش مصلحاً دينياً واجتماعياً وفقيهاً، عاصر علماء المشرق والمغرب ونفع الناس بعلمه وأخلاقه .
ود ابو صفية حاضر في كثير من الأمثال والقصايد، ومحفوظ المكانة بالعلم والتفقه والأخلاق والسمعة الطيبة عند القريب والغريب، فكلمات الشاعر ود المكي لم تنسه في قصيدته :
(فخرنا بقنديل الولاية شيخنا** وأستاذه العلامة الحسن الذخر
وقد أنذر البدوي في السير قومه فقال حذار اليوم من كاسر الطير**
وهيحلاّ بالبرعي أوسط عقدنا
وأنعمْ به يا صاح من
كوكب دري)
والبدوي هنا إشارة للشيخ البدوي ود ابو صفية وقيل أخذاً من مثل يقوله الشيخ ود ابو صفية على الدوام وأصبحت عبارة سائدة ” نحن قبيل شن قلنا .. ما قلنا الطير بياكلنا ؟! ”
-أب (عمة) وأب ( كوفية)!
في القصيدة الصوفية المشهورة الجامعة لأعلام وأركان الصوفية بالسودان ” يا ليلي ليك جنا ” عندما جاء ذكره
(العلماء والصوفية أب عمة وأب كوفية
ثابتين لك الخاصية ياسيد ود اب صفية ).
عمل كثير من المثقفين والشيوخ والمهتمين بالتوثيق لحياة الشيخ ود ابو صفية منذ قدوم والده الشيخ موسى من أرض الشام مروراً بأرض الشمالية وتنقله إلى أمدرمان واستقراره بالأبيض، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر الباحث والأستاذ عبدالله الطيب مونة (السيد) في كتابه ( موسوعة شمال كردفان الثقافية تراجم – علماء وشعراء وأدباء وفقهاء من شمال كردفان ).
اليوم التالي
