
إستخدم الجيش الامريكي في أثناء غزو العراق سلاح نفسي بعد ان رأى بسالة المقاومة العراقية .. فروج الاعلام الامريكي وبمساعدة استخباراته والقنوات العربية الموالية اليه بأن المعركة الرئيسية ستكون في مطار بغداد ومن يكسبها سيكسب الحرب .. واصبح الشغل الشاغل للاعلام المسموع والمرى والمكتوب ان المعركة هي معركة مصيرية .. وانطوى الامر على النظام العراقي وحشد قواته بالمطار وتهيأ الجميع لملحمة المطار .
ولم يكلف أحد عناء نفسه ليسأل ماهو المطار ؟ . وماهي اهمية موقع المطار ؟ وبالأخص انه مطار مدني ومعطل اساسا منذ غزو الكويت عام ١٩٩١ لا طيارة بتنزل ولا طيارة تطير يعني موقعه ليس بذي أهمية .
اولا : لتجميع اكبر عدد من القوات العراقية في مكان واحد لتسهيل إبادتها
ثانيا : الهدف الأهم هو العامل النفسي لأنهم حشوا أذهان الجنود بأن هزيمة المطار تعني خسارة المعركة .. وكانت القوات الامريكية الاسهل اليها الحرب في منطقة واحدة وكانت تتفوق على العدو في العدة والتكنولوجيا وكانت جاهزة لهزيمة الجيش العراقي … وبالفعل عند خسارة معركة المطار انهار الجيش العراقي بسرعة قياسية وانهارت بغداد وسقط نظام صدام حسين .
هذا الاسلوب اسمه العلمي (علم التأطير) . وأُستخدم أيضا في الحرب السورية .. استخدمته قوات بشار الاسد في ضرب المقاومة نفسيا وحددت ان المعركة المصيرية هي مدينة حلب .. وبالفعل بعد سقوط حلب انهارت المقاومة السورية بعد ان اعتقل وقتل ابرز قادات المقاومة وتشظت الى ملل ونحل .
اسلوب (التأطير) يجعل عقلك ينحصر في اختيارات محددة فرضت عليك لا إراديا ومنعت عقلك من البحث عن جميع الاختيارات المتاحة .البعض يمارس ذلك دون إدراك والبعض يفعله بهندسة وذكاء . والقوة الحقيقية عندما نمارس هذا الاسلوب بقصد أي عندما أجعلك تختار ما أريد أنا دون ان تشعر انت … فمثلا عندما يتم تحديد القصر الجمهوري هي وجهة الموكب ولأكثر من مرة وتكون الخسارة ارواح جميلة يصعب فراقها .. ويصعب الوصول الى القصر .. فهل سأل أحد ما فائدة القصر الجمهوري اذا نجحنا في الوصول اليه ؟ هل سيتم تسليم مذكرة والى من … الى برهان … الى حميدتي ؟ الى برطم … وهل سيستلمها ؟ طبعا لا .
لكن الفشل في الوصول اليه سيحطم معنويات الثوار … بالاضافة الى تجميع خيرت الشباب واصطيادهم كالفئران من قبل قوات لا اقول سودانية لان ما تفعله يصعب حتى على المحتل الاجنبي فعله ..
إذن التأطير هو خيار وهمي وهو ليس مبنيا على واقع واسلوب قوي جدا في قيادة الاخرين والرأي العام من خلال وضع خيارات لا وجود لها او دون فائدة من بلوغها وتستخدمه الاجهزة الامنية لتحطيم وانهيار معنويات الطرف الاخر وضربه او قتله .
تحليل جيد جدا وفي محله تماما .
ماذا لو قام الثوار في كل مكان بكل انحاء السودان المختلفه بالاعتصام في كل الشوارع
بعيدا عن القصر يعني ثوار ام درمان وهم بالملايين يعتصمون في كل شوارع ام درمان
وثوار الخرطوم والخرطوم بحري يقومون بنفس الفعل في كل شوارع الخرطوم وبحري
ويبقون هناك في اماكنهم الي ليل ونهار والي ماشاء الله وحتي يتم سقوط الطواغيت .
الغرض الأساسي من إعلان القصر كوجهة للمواكب هو تعطيل الحركة في وسط الخرطوم وشل جهاز الدولة، ودي حاجة معلروفة، إنت شكلك بعيد من الموضوع يا حبة
فعلا انا محتار لماذا القصر لماذا لا يعتصم الثوار فى شارع المطار ؟
لماذا لا يعتصم ثوار بحرى فى ميدان المؤسسة؟
لماذا لا يعتصم ثوار ام درمان فى ميدان العباسية؟
حتى يتم تشتيت قوات الانقلاب
أنا تتحدث بمنطق من يحلل الأمور بفهم عميق وهذا يجعلك من الأقلية التي لا ينصت لها أحد. هؤلاء أصلا يتظاهرون ضد مصالح السودان على المدى الطويل فهم لا ينظرون إلا مقدار شبر أمام ناظريهم. من هو المستفيد من كل هذه الفوضى والغوغاء؟ هم فقط حلفاء أميركا الإقليميين الذين لا يريدون حكومة منتخبة وسلطة يتم تبادلها سلميا عبرصناديق الإقتراع لأن ذلك يهدد عروشهم التى اعتلوها بالوراثة وعبر الإنقلابات العسكرية ويشجع شعوبهم على التمرد والتطلع للحرية ومع الأسف لصوص الثورات لا يريدون إنتخابات لأن أحزابهم نكرة وقواعدهم صفرية لذا يفضلون فترة إنتقالية لا نهاية لها حتى يتسنى لهم دخول القصر دونما خوض الإنتخابات وهؤلاء تتقاطع مصالحهم مع مصالح العسكر وحلفاء أميركا الإقليميين على الأقل في الوقت الراهن مما أصاب القرار الأميركي بالشلل ولكن أميركا تنظر فقط لمصالحها ومن ثم مصالح حلفائها الإقليميين حتى لو جاء ذلك على حساب حرية أهل السودان ولا يهم هؤلاء أو أولئك من يموت أو يجرح أو يعوق أو يشوه من شباب السودان فهم قطع شطرنج يحركها إنابة عنهم تجارولصوص الثورات. المنطق يقول أن العسكر حشروا أنفسهم في زاوية ضيقة بتحديد موعد للإنتخابات لأنهم بذلك يدقوا المسمار الأخير في نعش إنقلابهم وأصبحوا على مشارف ثكناتهم تحت إدارة مدنية منتخبة ومجلس تشريعي منتخب وإذا حنثوا بوعدهم فإن كل الشعب بلا إستثناء سيهب لخلعهم في جموع لا حصرلها. كنت أظن أن القوى الحزبية ذكية وسوف تحشر العسكرإلى مثواهم السياسي الأخير بقبول خيار الإنتخابات وليس مهما من يفوز لأنها تكون لبنة تخرج العسكر من اللعبة إلى الأبد لكن من الواضح أن مصلحة السودان ليست بندا عند كثير من طلاب السلطة والوجاهة وعملاء السفارات المعنية. حتما الوضع الراهن يخدم العسكر مهما تكررت المظاهرات ومهما سقط من قتلى من المغرر بهم لأن لصوص الثورات في حصونهم المنيعة أمام الشاشات المسطحة يحصون القتلى والجرحى ويقبضون العطايا وهواتف الثرياء من تلك السفارات. العسكر يستطيعون إخماد كل هذه الناربإعطاء لصوص الثورات بضع وزارات وساعتها سيقبلون حذاء العسكر ويسبحوا بحمدهم وتنتهي كل هذه الفوضى