دائرة اسمها حلايب

يوسف الجلال

لا أدري عن أي حلايب تتحدث المفوضية القومية للانتخابات؟، فهل تقصد حلايب المحتلة من قبل الجيش المصري منذ أكثر من خمسة عشر عاماً، أم أنها تقصد حلايب أخرى غير التي نعلمها؟. فحين أرى الهمة العالية التي تتحدث بها المفوضية عن تجهيزاتها للعملية الانتخابية في منطقة حلايب، تأخذني حالة من الأسى، ويتملكني إحساس جارف بالحزن.. الأسى على هذا الجزء المقتطع من بلدي، والحزن على حالة التمصير المتعمدة للمنطقة من خلال تغيير المكونات الديمغرافية، واستبدالها بمكون جديد لا علاقة له بثقافة وعادات وتقاليد المنطقة وأهلها.

ولعل هذا الحزن وذاك الأسى هو ما دفعني لكي أطرح السؤال عالياً على مسامع مسؤول السجل الانتخابي بالمفوضية القومية للانتخبات الفريق الهادي محمد أحمد، حول مدى مقدرة المفوضية على إجراء الانتخبات في حلايب، وذلك حينما كان يتحدث من على منصة منبر سونا في وقت سابق من هذا الشهر، في إطار استعداد المفوضية لتنقيح السجل الانتخابي الانخراط الفعلي في العملية الانتخابية. ويومها قلت لسعادة الفريق الهادي، هل نتعشم في أن نرى الحماسة ذاتها التي تتلبس المفوضية من أجل إجراء الانتخابات؟، هل نتعشم في أن نراها من أجل إجراء الانتخبات في دائرة اسمها حلايب؟.

قلت ذلك بعد أن رأيت سعادة الفريق ينافح عن قيام الانتخابات في موعدها، ويوصد الباب نهائياً أمام تأجيل الانتخابات، لكونها “استحقاق دستوري مرهون بتواريخ وجداول زمنية، ولا بد من قيامه حتى لا يحدث فراغاً دستورياً”. المهمان الرجل قطع بأن المفوضية ستقوم بإجراء الانتخبات في حلايب، دون أن يقوم بتفصيل أو تحديد حلايب المعنية..!

ويبدو لأن المفوضية تسير على الخطى ذاتها، فأول من أمس أعلن رئيسها البروفسور مختار الأصم الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي بالخرطوم، أن منطقة حلايب تحوي (35) مركزاً، لكن الرجل لم يحدد ما إذا كانت هذه الدوائر الانتخابية متضمنة منطقة حلايب أم لا؟! ولعل هذا ما جعل الصحف المصرية تحتفي بالغموض الذي اكتنف حديث رئيس المفوضية البروفسور مختار الأصم. بل إن غالبية الصحف الصادرة في القاهرة أفردت المساحات واسعة للمؤتمر الصحفي لرئيس المفوضية، وجعلته في صدر صفحاتها، لكن الخبر جاء على النحو التالي: “رفض رئيس المفوضية القومية للانتخابات بالسودان مختار الأصم، الرد على أسئلة الصحفيين حيال عدم تضمين منطقة حلايب المتنازع عليها مع مصر، في عملية تحديث السجل الانتخابي. وتحاشى الأصم – خلال حديثه في مؤتمر صحفي – الحديث عن الأسباب التي منعت المفوضية من فتح مراكز تسجيل في حلايب رغم إعلان المفوضية سابقاً اعتماد المنطقة ضمن الدوائر الانتخابية. وبحسب مسؤولين في أحزاب المعارضة، فإن عملية تحديث سجلات الناخبين في المنطقة المتنازع عليها لم تتم”. انتهى الخبر الذي أوردته غالبية الصحف المصرية، نقلاً عن “إرم الإخبارية”، لكن التساؤلات بدأت ولم تنته، فكيف للمفوضية أن تتحدث عن إجراء الانتخبات في دوائر خارج السيطرة، ولماذا الحديث عن تسمية وترسيم دوائر جغرافية محتلة، أو فلنقل – تماشياً مع الانبطاح العام – دوائر حولها نزاع. اعتقد أنه لا بد من الانتصار للوطن.

صحيفة (الصيحة)

تعليق واحد

  1. يازول ه انت تاعب نفسك ساكت اتكلمنا كتير لا حكومة ولا معارضة عايزة تتخذ موقف جدى الاتنين عايزين الخرطوم بس والباقى يغور انا راى ياما نحن نقاوم زى الفلسطينين بالحجارة او نشوف لينا طريقة نتخارج بيها زى ماعملوا فى حلفا باعوها بملاليم وهجروا سكانها اما الصمت دا من قبلنا فلا ينفع اتحدى اى واحد من المعارضة يرفع صوته ويقول حلايب سودانية بكرة تشوف يطلعليهم المصريين القديم والجديد

  2. انت لم تعرف عن اي حلايب يتحدثون. فهل تعلم عن اي شئ يتحدثون عندما يذكرون رئيس الدوله او يتحدثون عن الامن القومي او يتباحثون في الميزانية؟ كلها اسماء لاشياء غير موجوده في طبيعة نظام العصابات. فمن اين جاءوا بهذه الاسماء و ماذا لا يتكلمون بلغة العصابات بدلا عن الكلام بلغة لا تخصهم.

  3. لا أدري عن أي حلايب تتحدث المفوضية القومية للانتخابات؟،
    س/ في خيارات ؟!!
    ج/ في سوق اسمه حلايب في ام درمانات دي.. جهة ام بدات..

  4. جزء المسماة معتمدية حلايب الغير محتل يحتوى على قريتين فقط هما اوسيف ومحمد قول فمن اين جاءت المفوضية بال33 مركزا اﻻخرى ؟

  5. شكرا جزيلا ايها الرائع البطل
    لقد حضرت لك برنامج انت وصحفي اخر كنتم تحللون الصحف بتلفزيون الخرطوم
    طالما هنالك مثلكم من الصحفيين فالتغيير قادم لا محالة.

  6. يقولون ! ، أن قادة النظام الحاكم فى السودان هم من معتنقى الماسونية ! ، ولكن لا جدال أن الماسونيين يحترمون عقول من يخاطبونهم ! ، أما قادة النظام الحاكم فى السودان فهم يحتقرون عقول السودانيين ، ولا يأبهون بقيم ديننا الحنيف ، قيم مكارم الأخلاق ( الصدق ، الأمانة ، النزاهة ، الشجاعة ،و …. ! ) .

    يا أستاذ يوسف الجلال ، لا يهم مفوضية الانتخابات برئاسة بروف الأصم أن يقتنع المواطنين بصدق تصريحاتهم ، أو بنزاهة عملهم ، المهم عندهم ما ينالونه من مغانم دنيوية بتنفيذ خارطة الانتخابات ، كما رسمتها حزب واحد أحد لا شريك له فى السلطة ، حزب الجبهة القومية الاسلامية ( بتسمياته المختلفة ) بمشاركة صورية من احزاب متوالية مستنسخة فى معامل الانقاذ ، فى جميع مراحلها ( من مرحلة التسجيل الى مرحلة فرز الصناديق المخجوجة ، وإعلان نتائجها المضمونة بفوز الأبالسة بالنسبة التى يريدونها ! ) .
    لا يجادل إلا بروف مختار الأصم ، وإلا الذين اختاروه رئيسآ أن مفوضية الانتخابات فاسدة ! ..

    من يهن يسهل الهوان عليه ….

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..