مقالات وآراء

تمام أهل كردفان (تمام) 

تأمُلات 
كمال الهِدَي
. طالما رددت في هذه الزاوية أن ثورة الوعي لابد أن تركز على جوهر الموضوع في كل شيء ، بعيداً عن العبارات الرنانة والشجب والإدانة.
. فبدون فعل جاد وعمل حازم لا يمكن أن نتقدم شبراً واحداً .
. ولو كانت الشعارات البراقة والعبارات المتفائلة تكفي لعبرنا مع حمدوك ولما وجدنا أنفسنا في هذه الورطة العصية التي وضعنا أنفسنا فيها بالتهاون والغفلات المتكررة.
. ورأيي الشخصي أن الثورة الفعلية والحقيقية (بدت يا دوب) مع انتباه أهلنا لأهمية الحفاظ على موارد هذا السودان الثري التي أهدر منها اللصوص والغرباء والخونة الكثير في غفلة منا.
. سررت حقيقة حين اتجه أهلنا في الشمال لقفل ما أسموه مجازاً بشريان الشمال ، هذا الطريق الذي نُهبت عبره أطناناً لا تُحسب من مواردنا وسلعنا الإستراتيجية ، ثم لحق بهم أهلنا في الشرق .
. وقد تضاعف سروري اليوم وأنا أقرأ البوست التالي “كردفان الغرة تدعم ترس الشمال وترفع التمام لتتريس مواقع الصمغ العربي ومناجم الذهب”.
. كلام يشرح الفؤاد حقيقة وعمل جاد وواعي من شأنه أن يدفع بثورة السودانيين في الإتجاه الصحيح بعيداً عن التنظير والخلافات حول أمور لا علاقة لها بجوهر القضية .
. فقد ثار هذا الشعب الأبي من أجل شعارات الحرية والسلام والعادلة ، لكن المؤسف أن من قصموا ظهر هذه الثورة لم يشغلوا بالهم بهذا الشعار اطلاقاً.
. وبعد أن تعقد الوضع لأبعد مدى بمؤامرة جوبا التي وفرت حاضنة انقلاب البرهان الحالي الذي يسعى من خلاله لعودة نظام الكيزان في ثوب جديد قديم ، لم يعد أمامنا من خيار سوى وحدتنا وتضامننا.
. ليس أمام السودانيين الأنقياء المحبين لوطنهم سوى وحدة الهدف والمصير .
. ولنعلم جميعاً كشماليين، كردفانيين ، غرابة ، شرقاويين ، أم جنوبيين أن عدونا واحد هو هؤلاء اللصوص الفاسدين المجرمين الذين يمكن أن يقتل الواحد منهم أهله في الجنينة ، الأبيض ، مدني ، بورتسودان ، دنقلا أو الخرطوم من أجل أن تستأثر الفئة التي يدين لها بالولاء بخيرات هذا البد ، حتى ولو كان على رأس وقيادة هذه الفئة جمع من الغرباء والخونة والعملاء.
. إذاً لن ينفعنا أو ينجينا الإنتماء والولاء لهذه القبيلة أو تلك.
. فجميعنا ننُهب وُنسرق ونُقتل ونُضطهد لأن عدونا عدو للإنسانية جمعاء ولا يهمه إن كنا من أهل قبيلته أم غيرها.
. عدونا عبد للمال ولهذا يبيع أقرب أهله بأبخس الأثمان ويضع يده في أيدي الغزاة والطامعين من أجل حفنة دولارات.
. ولكم أن تتخيلوا أهلنا لو أن كل منا ترسوا منافذ مناطقهم ومنعوا خروج (فتفوتة) من ثروات هذا البلد ما لم يتغير هذا الوضع ، ما الذي سيفعله هؤلاء الإنقلابيون!! .
. الشيء الأكيد أن حكمهم سيتضعضع غصباً عنهم ، لأن العالم الخارجي الذي توهمنا كثيراً دعمه وظننا أنه سيقف ضد الانقلاب ، هذا العالم الخارجي سوف ينصاع لإرادتنا كشعب ، لأننا امتلكنا القوة التي تؤذي مصالحه وليس حباً فينا.
. نحمد الله الذي هدى أهلنا للطريق التي يمكن أن تفضي للنتائج المرغوبة ، وكل العشم أن يستمر هذا العمل الجاد بإرادة وعزيمة لا تلين.
. تمامكم (تمام) يا أهل كردفان وفي انتظار الأخبار المفرحة من بقية الاقاليم والمناطق السودانية التي لم تلحق بالركب حتى يومنا هذا .
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..