مقالات وآراء سياسية

مؤتمر اقتصادي يا جبريل أو (ضرب الروراى)

أسامة ضي النعيم محمد

 

هو ما نحتاجه في هذه الفاصلة من تأريخ السودان، بوادر أزمة اقتصادية ومالية طاحنة تتشكل ، سببها الاساس انقلاب 25 أكتوبر ومن ساعد في حل حكومة الدكتور حمدوك وزين للبرهان التنمر وسلب تبادل الفترة من المكون المدني (حُمرة عين) ، الفعل الشين جر علي البلاد وقف الدعم المالي ومبلغ أكثر من مليار دولار كانت في طريقها الي بنك السودان في ذات أسبوع الانقلاب ، عكس المانحون القيد المحاسبي فور لحظة الانقلاب وسكنت الدولارات حيث مرقدها ، معالي وزير المالية يوعد بتدفقات مالية ويعلم جيدا أن مساراتها لم تنجز لإحداث عملية الجريان والتدفق الوعد ، يطلب معاليه مدد السماء لحفظ الجمل وما حمل ولكنه لا يعقل البعير .

( ضرب الروراي) ، نفخ القرن ، ضرب النحاس ودق النوبة ، هي من أدوات التنادي لطلب (الفزع) أو العزوة أو المدد عند الخطوب في سالف الازمان بين أهل القري ، يقوم مقامها الان (الفديو كونفرنس) والمقابلات عبر تطبيقات الجوال المتعددة، والاستعانة بصديق ، هو ما يحتاجه معالي وزير المالية السيد جبريل ابراهيم لإنقاذ السودان من كارثة يحركها البعض ، يتوارون خلاف أشجار وترى عين زرقاء اليمامة السودانية أشجارا تتحرك يسلب من بينها الاخوان السودان خيراته وثرواته بلا مقابل ، التهريب الذي تحميه بعض المواقع السيادية في السودان ينذر بأن اللص أكبر من قدرة وزير المالية لاسترداد حصائل ما يخرج تهريبا تحميه البندقية وقوة السلطان من  بعض أبناء السودان ، عشرة مليارات دولار استثمارات شركات الامن يحركها بين رجليه المجلس العسكري جلها خارج بروتوكولات التجارة الدولية المتعارف عليها.

معالي وزير المالية هو الاجدر بأن يقف مع ترس الشمال لمنع التهريب ، يزور مواقع التروس بمعية مدير الجمارك ومدير التجارة الخارجية بوزارة المالية ومدير العمليات الخارجية ببنك السودان ، مراجعة أوراق الشاحنات التي تحمل الصادر الي مصر ، يعرج أيضا الي الحدود مع ليبيا ويراجع صادر اناث الابل ويكرر المراجعات في حدودنا مع تشاد وأفريقيا الوسطي ، استنفارا للبحث عن عناوين من يملك ويأمر بالتهريب ويحميه عبر الطرق التي اقامتها الدولة وتنفق علي صيانتها ، لا تتلقي في المقابل ضرائب أو عوائد صادر تقابل الحفاظ علي تلك الطرق سالكة حتي لمزيد من عمليات  التهريب تقوم بها العصبة .

في الحصة وطن لا بد من التنادي لإنقاذ الموقف الاقتصادي ، تجربة المقاطعة الاقتصادية كانت وبالا علي الشعب لثلاثين عاما ولم يتأثر البشير والإخوان بجحيمها ، كانت أرجلهم بعيدة عن لهب النيران ، تتكئ  أجسادهم في راحة علي أكوام من منتجات وثروات البلاد ، منحهم سهولة التجنيب والتهريب ملاءة مالية سكنوا اليها ، ردفتهم تلك المنهوبات الان في تركيا وبعض الدول الخليجية ، صارت لهم شركات توازي دولة السودان ويذهب فعلها مضادا لتعطيل تنمية الوطن حسدا من عند أنفسهم .

العقوبات الاقتصادية المنظورة تضيف الملح علي جرح سابقاتها ويتأذى الشعب السوداني ، معالي وزير المالية السيد جبريل هو علي خزائن السودان الان ، له من الطموحات ليصير رئيس الوزراء في أقرب فرصة وهو خيار البرهان الاوحد ، في وعده الاجل أن تحكم حركته المسلحة السودان وبالتبعية سيكون هو جبريل ابراهيم رئيس الحركة زعيم السودان ورئيسه ، الاماني لا تُرفع الي السماء الا مع جهد مبذول (أعقلها وتوكل علي الله) ، هنا تتجلى الحصافة وبعد النظر ، وضع النظرية للخروج من الازمة الاقتصادية هي لعبة وزير المالية وعصاه السحرية ، يضرب علي النحاس ويرسل (الروراى) ويدق النوبة ويجمع السودانيين من شتات الارض ، يتدافعون الي مؤتمر اقتصادي ومالي يؤمه أهل الخبرة في العلاقات الدولية ، ومن همهم وخبرتهم جلب واستقطاب الشركات العالمية لتعمل داخل السودان .

لمعالي وزير المالية خبرة في تحشيد المؤيدين كما في اعتصام القصر ، طلب النفير وضرب (الروراي) ودق النحاس اليوم لإنقاذ خزائن السودان ، ابعاد شبح السنوات العجاف لا يكون الا بالتنادي ، دعوة كرام الناس أصحاب الحل والعقد في الشأن الاقتصادي والدولي ، لن يجد وزير المالية الا الدكتور حمدوك في هذه الفاصلة من تأريخ السودان لمخاطبة المجتمع الدولي بلسان ذرب ولغة مصالح اقتصادية ، كما صرح وزير المالية بقبول شخص سيادته الضعيف في المجتمع الدولي ، فالأمانة تقتضي أن يطلب عون صديق وخير صديق لمصالح السودان الان هو الدكتور حمدوك ، اغفال عون الرجل القامة الان مكابرة واعتدادا بالإثم يمثل جريمة في حق الوطن.

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..