أخبار السودان

قصة يوم في طريق “الحرية”.. (الجريدة).. أقلام عصية على التركيع

جهاز الأمن يعتقل 27 صحافياً ويمنعهم من تسليم مذكرة لـ(قوش)
احتجاز الصحافيين لنحو سبع ساعات بمباني الأمن السياسي
(الجريدة) تطالب بإيقاف التدخلات الأمنية في العمل الصحفي

قبل أن تعلن الساعة بلوغها الثانية عشر إلا عشر دقائق منتصف نهار أمس، تحرك صحافيو (الجريدة) من مقر الصحيفة إلى مباني إدارة الإعلام بجهاز الأمن والمخابرات في شارع التجاني الماحي بالخرطوم، وعند وصولهم تقاطع شارع المك نمر، اعترضهم عدد من أفراد جهاز الأمن الذين كانوا قد انتشروا في المكان، وطلبوا من الناشر ورئيس مجلس الإدارة عوض محمد عوض يوسف، ورئيس التحرير أشرف عبد العزيز، عدم التحرك للجانب الشرقي من شارع المك نمر ثم عملوا على فصلهم من بقية الزملاء الذين تجمعوا في الموقع.

محاصرة واعتقال
بعد محاصرة مبنى الصحيفة منذ الصباح الباكر بعدد من سيارات الأمن والشرطة ورجال الأمن الملثمين بالزي المدني؛ اعتقل جهاز الأمن والمخابرات، 27 صحافياً وصحافية من صحافيي صحيفة (الجريدة) على رأسهم رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير ومدير التحرير، بعد وصولهم إلى مباني إدارة الإعلام التابعة لجهاز الأمن لتقديم مذكرة احتجاجية تندد بالمصادرات المتكررة للصحيفة، كما تم اعتقال عدد من الصحافيين المتضامنين معهم من صحف أخرى، وعمل منسوبو جهاز الأمن على فصل الصحافيين من ناشر (الجريدة) ورئيس تحريرها، وطلبوا منهم العودة، لكنهم اصروا على الوقوف في مكانهم لحين إنتهاء التفاوض بينهم ومنسوبي الأمن، لكن لم يأخذ الأمر سوى لحظات حتى طلب منسوبي الأمن من الناشر ورئيس التحرير الصعود على متن سيارة (بوكس)، وأصدر قائد المجموعة أوامره بأن يطلبوا من جميع الصحافيين الصعود إلى سيارات الأمن. تم نقل الصحافيين على متن (2) (بوكس) وحافلة (شريحة)، ثم بدأو في تفريغ المكان من المارة، لكن ذلك لم يعفي مواطناً كان يقود سيارته الخاصة، من الإعتقال مع الصحافيين بحجة أنه كان ينظر لأفراد الأمن، وهو لاعلاقة له بالوقفة الإحتجاجية.

وقال الزملاء بعد إطلاق سراحهم إنه في البداية تم التعامل معهم بصورة فظة بعد وصولهم مقر الأمن عبر إجلاسهم في الأرض وأمرهم بالتوجه إلى الحائط، قبل أن تتغير طريقة التعامل وتم إحضار كراسي لهم، وقد سلمت إدارة (الجريدة) نسخاً من المذكرة إلى مجلس الصحافة واتحاد الصحافيين ولجنة الإعلام في البرلمان، وقد تسلمت هذه الجهات المذكرة، لكن جهاز الأمن اعتقل الصحافيين وقطع الطريق أمام تسليم مذكرتهم بمجرد وصولهم إلى المباني التابعة لادارة الإعلام التي تتبع له بشارع المك نمر، وذلك بعد أن طلب من إدارة الصحيفة عدم تنفيذ الوقفة الاحتجاجية وبعد إصرارها أخطر المسؤولين بالصحيفة أنه سيتم التعامل مع حضورهم باعتبار أنه تجمع غير مشروع.

خطوات قانونية
وكانت صحيفة (الجريدة) أعلنت عن وقفة صامتة أمس الإثنين، عند الساعة 12 ظهراً، أمام مكتب الإعلام التابع لجهاز الأمن والمخابرات الوطني بالخرطوم، لتقديم مذكرة لمدير الجهاز صلاح عبد الله قوش، احتجاجاً على التوقيف التعسفي الذي ظلت تتعرض له الصحيفة لمدة 15 يوماً، ومنعها من نقل أخبار عن لقاء مدير جهاز الأمن بالإعلاميين وتصريحات لقيادات حزب المؤتمر الوطني الحاكم، وقالت (أما نقل الاحتجاجات السلمية التي شملت كل معظم مدن البلاد، وما زالت مستمرة فهي خط أحمر). ولوحت (الجريدة) باتخاذ خطوات لاحقة قانونية، تتمثل في الاضراب عن الطعام والاعتصام من أجل رفع الرقابة الأمنية القبلية عنها، مع تأكيدها التام بالالتزام بالمهنية والرأي والرأي الآخر. وكشفت إدارة (الجريدة) عن خسائر وصفتها بالفادحة لحقت بالصحيفة جراء المنع من الصدور منذ بدء الاحتجاجات، في ظل اعتماد (الجريدة) على التوزيع وحرمانها من الإعلان الحكومي، واعتبرت أن أعاقة صدورها تعسفياً يعني مزيداً من الخسائر، وشددت على أنه لا بديل أمام الصحيفة غير الاحتجاج (الصامت) رفضاً للرقابة، وذلك بتنفيذ وقفة أمام إدارة الاعلام بجهاز الأمن، وتقديم مذكرة لمدير الجهاز.

خط مهني
وأشارت المذكرة التي كان من المزمع تسليم نسخة منها لقوش، أن (الجريدة) منذ تفجر الاحتجاجات ظلت ملتزمة بخطها المهني تنقل تفاصيل الأحداث وتداعياتها من جميع أطرافها (حكومة ومعارضة)، وفيما تفعل ذلك كل الفضائيات المحلية والعالمية التي تستضيف قيادات من الحزب الحاكم للتعليق، تمنع الرقابة الصحيفة من نشر ما رصدته من وقائع دون تضخيم، يرفض الرقيب الأمني حتى النقاش حولها، واعتبر رئيس تحرير (الجريدة) أشرف عبد العزيز، أن ذلك يتنافى مع ميثاق الشرف الصحفي، الذي وقع عليه رؤساء التحرير والذي هدف بشكل مباشر إلى إيقاف التدخلات الأمنية في العمل الصحفي (رقابة قبلية، رقابة بعدية، مصادرة واعتقال)، وقال (إلا أن جهاز الأمن والمخابرات فرض على الجريدة رقابة قبلية متعسفة). وسلّم المدير العام لـ(الجريدة) عوض محمد عوض، ورئيس التحرير أشرف عبد العزيز، 3 مذكرات للجنة الإعلام بالبرلمان، واتحاد الصحافيين، والمجلس القومي للصحافة والمطبوعات، وأكد عبد العزيز التزام الصحيفة بالمهنية والرأي والرأي الآخر.

قائمة الشرف
وضمت قائمة الصحافيين الذين تم اعتقالهم قبل الوقفة الاحتجاجية كل من عوض محمد عوض يوسف، ناشر ورئيس مجلس إدارة (الجريدة)، أشرف عبد العزيز رئيس التحرير، ماجد القوني مدير التحرير، علي الدالي، محمد الأقرع، عثمان عبيد، حاتم درديري، منصور أحمد عثمان، ندى رمضان، شذى الشيخ، فدوى خزرجي، سارة تاج السر، هنادي الصديق، سعاد الخضر، محمد المختار محمد، حيدر خير الله، عواطف إدريس، بجانب الزملاء من الصحف الأخرى والوكالات، بهرام عبد المنعم، محمد محمود الصبحي، بشرى الصائم، امتنان عبد الرضي، امتثال سليمان عبد الفضيل، مزدلفة دكام، محمد محمدو، أبو عبيدة عوض، عمار حسن، مصعب الشريف.

الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..