مقالات وآراء
سقوط المشروع الاخواني في السودان – 1

• المتابع لما يحدث في الساحة السياسية السودانية هذه الايام عقب اندلاع الاحتجاجات السلمية التي كانت تدعو في بداياتها لتوفير الخبز والوقود و متطلبات الحياة الانسانية البسيطة، فقابلها النظام الاخواني بمليشياته التي اعلن عنها لاحقا بالعنف المفرط مما ولد احتقانا في الشارع السياسي رفع سقف المطالب الى ازاحة النظام الحاكم بل وتفكيك مؤسساته ودولته العميقة التي تكشفت عورتها بعد سويعات من اندلاع الاحتجاجات وتمكنها من فرض واقعيتها على المشهد السياسي والاعلامي المحلي والاقليمي.
• تبارى سدنة النظام في التصريحات المتقيحة النتنة فتوعدوا السلميين بالقمع والقتل والتشريد تيمنا بالحالة السورية والليبية وغيرها من الدول التي واجهتها الاستقطابات المسلحة الحادة عقب احتقانات سياسية وتكلس فكري كساد اقتصادي اشبه ما يكون بالحالة السياسية اليوم، فما كان من رأس الدولة الا أن يرتدي عباءة الدين ويتحدث عن شرعية القتل دفاعا عما اسماه بالامن والامان، وقال بأن الموت حياة كما ورد في الاية الكريمة ( ولكم في القصاص حياة يا اولى الالباب 179 – سورة البقرة)، وكانت فتواه المنبعثة من حرصه فقط على السلطة لا غير بأن موت المحتجين هو حياة لمن اسماهم الساسة السودانيين بالقطط السمان من بطانته التي فاحت رائحة فسادهم وعمت القرى.
• تتالت الفتاوى وتبارى السدنة في ابداء قابليتهم للعنف و القتل دون وازع ديني انساني او اخلاقي ليأتي رجل الانقاذ الاول علي عثمان محمد طه يتحدث عن كتائب ظل قادرة على الردع، خارج القوات النظامية المعرفة بالدستور السوداني مثل القوات المسلحة والشرطة والمخابرات والتي يحق لها وفقا للدستور حمل السلاح والتعامل به، مما يعني بوضوح ان النظام كان ينظم مليشيات ماعرف بالامن الشعبي او بيت العنكبوت كما يحلو لاستاذنا فتحي الضو ان يسميها، وتصريح طه جاء لسببين مهمين حسب رأي مراقبين اولهما انه مرعوب من حجم الحراك الشعبي وتوسعه فاراد ان يخرج لنا بفرية ان النظام مازال واقفا على قدميه ولم يجثو بعد، ثانيها انه اراد ان يتقرب زلفى الى ولي نعمته البشير بعد أن لفظه فيما يعرف بإبعاد غير العسكريين عن السلطة بعد تشاوراته الاخيرة مع الجيش
• قوات الامن الشعبي التي يتحدث عنها طه لم ولن تكون شرعية وفقا للدستور الذي يحكم البلاد برغم اعوجاج الحال فيه، ولا بالعرف السوداني البسيط، فوجود قوات تدافع عن تنظيم بعينه، توضح شيئين مهمين اولهما ان النظام لم يكن يوما يؤمن بوجود غيره ولا بارادة شعب ظل يحكمه بدليل انه كان يعد العدة بالميزانيات الخرافية من اموال السحت لانشاء منظمات شبه عسكرية لردعه، ثانيها كذب النظام ودعوته لخصومه السياسيين بمنازلته في انتخابات نزيهة في 2020، فكيف يرتضي نظام له مليشيات تبلغ ميزانيتها السنوية حسب تسريبات ما يقارب نصف مليون دولار سنويا أن يتنازل عن السلطة لمجرد ان صناديق الاقتراع لم ترجح كفته.
• قوات الامن الشعبي هذه، تحدث عنها فتحي الضو باستفاضة في كتابه الموسوم ببيت العنكبوت، ويبدو أنها هي المكون الرئيسي للقوات التي تقمع الشعب السوداني في احتجاجاته السلمية المطلبية، فنجد أنهم يرتدون اللباس المدني ويستخدمون الاسلحة النارية في تفريق التجمعات، ويتبعون حرفيا ما قاله علي عثمان في محفل سابق “shoot to kill”، اضرب بغرض القتل، فنجد أن الشهداء كانت اصاباتهم مميته في العنق الرأس القلب، بغرض اخماد الحراك او إضطراره ليكون غير سلمي ليتسنى للنظام حينها تحويل الامر برمته الى حرب اهلية لا تبقي ولا تذر، كل هذا ليكون البشير باقيا في السلطة بعيدا عن المحكمة الجنائية الدولية، التي طالبت به لإرتكاب جرائم حرب، يعني هو مستعد لإرتكاب جرائم إضافية حتى لا يحاكم على جرائمه السابقة.
• جاءت بعد ذلك تصريحات الفاتح عز الدين الموتورة والتي لا تستحق ان يتم تناولها هنا في مقال لسببين ، اولهما وضاعة الفاتح نفسه وتفاهة وضعة التنظيمي و عدم تأثير قوله على حزبه ولا على الشارع، ثانيها هو وضوح سطحيته في التعاطي مع المشكل الاقتصادي الذي تعاني من البلاد في الوقت الحالي، بل ان بعض قيادات النظام كانوا يضحكون على سذاجة ما يقول حين وصف حل المشكل الاقتصادي الحالي بطباعة النقود الى مايكفي لعشر سنوات قادمات، فمن الواضح ان عزالدين لم يع ما يحدث في البلاد البته، ثانيا انه مثل علي عثمان طه لا يشغل منصبا دستوريا او تنفيذيا بالدولة، مجرد شخص اتاحت له غفلة زماننا هذا ان يتحدث، وسارع الانظام بنفي اي علاقة لما قاله بالحزب او مؤسسات اللادولة الحالية.
• فما كان من قوات الامن الشعبي والمكونات الطلابية لحزب النظام سوى مواجهة الحراك باللاخلاقية المعروفة عنهم والتي عرفناها في كثير من مقالاتنا وتساءل عنها الروائي الطيب صالح في مقاله المشهور عنهم، فتجدهم يضربون الفتيات في مناطق حساسة، يقتحمون البيوت ويضربون النساء والشيوخ والأطفال ويعتقلوهم، أمام مرأى و مسمع من كاميرات الثوار والاعلام العالمي وحين ابتكر الثوار مخابراتهم المجتمعية الخاصة بتصوير عناصرهم و البحث عنها في وسط مجتمعاتهم البسيطة، اضطروا الى تغطية وجوههم خوفا من الانتقام والمحاسبة الوشيكة
• الثوار مازالوا على الارض ويقبلون بالتحدي، حتى إسقاط النظام وتفكيك حزبه ودولته العميقة ومليشياته الملعونة التي يرعب بها الآمنين في بيوتهم، فالثورة حالة اعترت الجميع ودخلت القلوب والبيوت، والناس ترقب يوم الإنعتاق من النظام الاخواني الشيطاني الذي جثم على صدر امتنا سنين عددا، أهلك الحرث والنسل، وتلاعب بمقدرات الشعب وثرواته ومنع تقدم البلاد وضعضع اقتصادها واورث اهلها الذل والهوان والموت القمئ.
• لكن الشعب السوداني وقف حالما بالحرية وبعث كل قيمه التي حاول ان يقبرها زبانية البشير واعوانه وبطانته ومن لف لفهم، فترى الاطفال يقدمون الطعام للثوار والامهات يخرجن ما في بيوتهم من طعام ، و ايواء وغيره في كرم سوداني اصيل عرف عنا في وسطنا العربي، انطلق الزغاريد من حناجر حواء السودانية لتلهم الشباب فراسة وقوة وعنفوان ورثها الشعب كابرا عن كابر من كرري ومن شيكان لتتجسد عطبرة ، نيالا، الفاشر، الخرطوم، مدني ، الدويم، الجنينه وغيرها وغيرها من المحطات الحنينة على امتداد المليون ميل مربع.
• كانت الثورة مفاهيمية بذكاء اهل السودان، فسارعوا الى نبذ الجهوية القبلية والعرقية التي حاولت اجهزة النظام الاعلامية والتوعوية أن تغذي بها العقول وتوغر بها الصدور، فسمعنا اهل عطبرة وامدرمان والخرطوم ومدني يهتفون “يالعنصري المغرور كل البلاد دارفور”، ورد عليهم اهل الفاشر ونيالا التحية بهتاف “يالعنصري الغدار عطبرة الحديد والنار”، كان هذا ايذانا باعادة اللحمة الوطنية ورتق النسيج الاجتماعي رغم المواجع والجراح والقتل والحروب و غيرها ولكنها سماحة اهلي السودانيين التي هي جزء من معدنهم الاصيل.
• لم تر البشرية نظاما سفك بشعبه وسامه سوء العذاب مثما فعل نظام الاخوان المسلمين في السودان، وهدد امن جيرانه، و ساعد في زعزعة الامنين منهم لصالح ربيبه التنظيم العالمي الذي هدم الكثير مما بنته الامم ليفرض عليهم سطوته المتأسلمة و شرعته الموتورة وتدينه الزائف.
• الثورة السودانية اليوم لا تحرر فقط الشعب السوداني من النظام الاخواني المجرم ولكنها تساعد غيرها من الدول من ان يسيطر عليها يوما من لا يخاف الله فيهم باسم الدين والشريعة و الاسلام السياسي العنيف الموتور
• الثوار ماضون رغم الرصاص والموت والدم الى غايتهم في احلال وطن الحرية والسلام والعدالة
ويبقى بيننا الامل في التغيير دوما،،،،
• تبارى سدنة النظام في التصريحات المتقيحة النتنة فتوعدوا السلميين بالقمع والقتل والتشريد تيمنا بالحالة السورية والليبية وغيرها من الدول التي واجهتها الاستقطابات المسلحة الحادة عقب احتقانات سياسية وتكلس فكري كساد اقتصادي اشبه ما يكون بالحالة السياسية اليوم، فما كان من رأس الدولة الا أن يرتدي عباءة الدين ويتحدث عن شرعية القتل دفاعا عما اسماه بالامن والامان، وقال بأن الموت حياة كما ورد في الاية الكريمة ( ولكم في القصاص حياة يا اولى الالباب 179 – سورة البقرة)، وكانت فتواه المنبعثة من حرصه فقط على السلطة لا غير بأن موت المحتجين هو حياة لمن اسماهم الساسة السودانيين بالقطط السمان من بطانته التي فاحت رائحة فسادهم وعمت القرى.
• تتالت الفتاوى وتبارى السدنة في ابداء قابليتهم للعنف و القتل دون وازع ديني انساني او اخلاقي ليأتي رجل الانقاذ الاول علي عثمان محمد طه يتحدث عن كتائب ظل قادرة على الردع، خارج القوات النظامية المعرفة بالدستور السوداني مثل القوات المسلحة والشرطة والمخابرات والتي يحق لها وفقا للدستور حمل السلاح والتعامل به، مما يعني بوضوح ان النظام كان ينظم مليشيات ماعرف بالامن الشعبي او بيت العنكبوت كما يحلو لاستاذنا فتحي الضو ان يسميها، وتصريح طه جاء لسببين مهمين حسب رأي مراقبين اولهما انه مرعوب من حجم الحراك الشعبي وتوسعه فاراد ان يخرج لنا بفرية ان النظام مازال واقفا على قدميه ولم يجثو بعد، ثانيها انه اراد ان يتقرب زلفى الى ولي نعمته البشير بعد أن لفظه فيما يعرف بإبعاد غير العسكريين عن السلطة بعد تشاوراته الاخيرة مع الجيش
• قوات الامن الشعبي التي يتحدث عنها طه لم ولن تكون شرعية وفقا للدستور الذي يحكم البلاد برغم اعوجاج الحال فيه، ولا بالعرف السوداني البسيط، فوجود قوات تدافع عن تنظيم بعينه، توضح شيئين مهمين اولهما ان النظام لم يكن يوما يؤمن بوجود غيره ولا بارادة شعب ظل يحكمه بدليل انه كان يعد العدة بالميزانيات الخرافية من اموال السحت لانشاء منظمات شبه عسكرية لردعه، ثانيها كذب النظام ودعوته لخصومه السياسيين بمنازلته في انتخابات نزيهة في 2020، فكيف يرتضي نظام له مليشيات تبلغ ميزانيتها السنوية حسب تسريبات ما يقارب نصف مليون دولار سنويا أن يتنازل عن السلطة لمجرد ان صناديق الاقتراع لم ترجح كفته.
• قوات الامن الشعبي هذه، تحدث عنها فتحي الضو باستفاضة في كتابه الموسوم ببيت العنكبوت، ويبدو أنها هي المكون الرئيسي للقوات التي تقمع الشعب السوداني في احتجاجاته السلمية المطلبية، فنجد أنهم يرتدون اللباس المدني ويستخدمون الاسلحة النارية في تفريق التجمعات، ويتبعون حرفيا ما قاله علي عثمان في محفل سابق “shoot to kill”، اضرب بغرض القتل، فنجد أن الشهداء كانت اصاباتهم مميته في العنق الرأس القلب، بغرض اخماد الحراك او إضطراره ليكون غير سلمي ليتسنى للنظام حينها تحويل الامر برمته الى حرب اهلية لا تبقي ولا تذر، كل هذا ليكون البشير باقيا في السلطة بعيدا عن المحكمة الجنائية الدولية، التي طالبت به لإرتكاب جرائم حرب، يعني هو مستعد لإرتكاب جرائم إضافية حتى لا يحاكم على جرائمه السابقة.
• جاءت بعد ذلك تصريحات الفاتح عز الدين الموتورة والتي لا تستحق ان يتم تناولها هنا في مقال لسببين ، اولهما وضاعة الفاتح نفسه وتفاهة وضعة التنظيمي و عدم تأثير قوله على حزبه ولا على الشارع، ثانيها هو وضوح سطحيته في التعاطي مع المشكل الاقتصادي الذي تعاني من البلاد في الوقت الحالي، بل ان بعض قيادات النظام كانوا يضحكون على سذاجة ما يقول حين وصف حل المشكل الاقتصادي الحالي بطباعة النقود الى مايكفي لعشر سنوات قادمات، فمن الواضح ان عزالدين لم يع ما يحدث في البلاد البته، ثانيا انه مثل علي عثمان طه لا يشغل منصبا دستوريا او تنفيذيا بالدولة، مجرد شخص اتاحت له غفلة زماننا هذا ان يتحدث، وسارع الانظام بنفي اي علاقة لما قاله بالحزب او مؤسسات اللادولة الحالية.
• فما كان من قوات الامن الشعبي والمكونات الطلابية لحزب النظام سوى مواجهة الحراك باللاخلاقية المعروفة عنهم والتي عرفناها في كثير من مقالاتنا وتساءل عنها الروائي الطيب صالح في مقاله المشهور عنهم، فتجدهم يضربون الفتيات في مناطق حساسة، يقتحمون البيوت ويضربون النساء والشيوخ والأطفال ويعتقلوهم، أمام مرأى و مسمع من كاميرات الثوار والاعلام العالمي وحين ابتكر الثوار مخابراتهم المجتمعية الخاصة بتصوير عناصرهم و البحث عنها في وسط مجتمعاتهم البسيطة، اضطروا الى تغطية وجوههم خوفا من الانتقام والمحاسبة الوشيكة
• الثوار مازالوا على الارض ويقبلون بالتحدي، حتى إسقاط النظام وتفكيك حزبه ودولته العميقة ومليشياته الملعونة التي يرعب بها الآمنين في بيوتهم، فالثورة حالة اعترت الجميع ودخلت القلوب والبيوت، والناس ترقب يوم الإنعتاق من النظام الاخواني الشيطاني الذي جثم على صدر امتنا سنين عددا، أهلك الحرث والنسل، وتلاعب بمقدرات الشعب وثرواته ومنع تقدم البلاد وضعضع اقتصادها واورث اهلها الذل والهوان والموت القمئ.
• لكن الشعب السوداني وقف حالما بالحرية وبعث كل قيمه التي حاول ان يقبرها زبانية البشير واعوانه وبطانته ومن لف لفهم، فترى الاطفال يقدمون الطعام للثوار والامهات يخرجن ما في بيوتهم من طعام ، و ايواء وغيره في كرم سوداني اصيل عرف عنا في وسطنا العربي، انطلق الزغاريد من حناجر حواء السودانية لتلهم الشباب فراسة وقوة وعنفوان ورثها الشعب كابرا عن كابر من كرري ومن شيكان لتتجسد عطبرة ، نيالا، الفاشر، الخرطوم، مدني ، الدويم، الجنينه وغيرها وغيرها من المحطات الحنينة على امتداد المليون ميل مربع.
• كانت الثورة مفاهيمية بذكاء اهل السودان، فسارعوا الى نبذ الجهوية القبلية والعرقية التي حاولت اجهزة النظام الاعلامية والتوعوية أن تغذي بها العقول وتوغر بها الصدور، فسمعنا اهل عطبرة وامدرمان والخرطوم ومدني يهتفون “يالعنصري المغرور كل البلاد دارفور”، ورد عليهم اهل الفاشر ونيالا التحية بهتاف “يالعنصري الغدار عطبرة الحديد والنار”، كان هذا ايذانا باعادة اللحمة الوطنية ورتق النسيج الاجتماعي رغم المواجع والجراح والقتل والحروب و غيرها ولكنها سماحة اهلي السودانيين التي هي جزء من معدنهم الاصيل.
• لم تر البشرية نظاما سفك بشعبه وسامه سوء العذاب مثما فعل نظام الاخوان المسلمين في السودان، وهدد امن جيرانه، و ساعد في زعزعة الامنين منهم لصالح ربيبه التنظيم العالمي الذي هدم الكثير مما بنته الامم ليفرض عليهم سطوته المتأسلمة و شرعته الموتورة وتدينه الزائف.
• الثورة السودانية اليوم لا تحرر فقط الشعب السوداني من النظام الاخواني المجرم ولكنها تساعد غيرها من الدول من ان يسيطر عليها يوما من لا يخاف الله فيهم باسم الدين والشريعة و الاسلام السياسي العنيف الموتور
• الثوار ماضون رغم الرصاص والموت والدم الى غايتهم في احلال وطن الحرية والسلام والعدالة
ويبقى بيننا الامل في التغيير دوما،،،،
حسن العمدة <[email protected]