مقالات وآراء

حقيبة الصحافة – لم تشبه الليلة البارحة

عبد الله خليل 
 
لم تشبه الليلة البارحة – ان واقع الصحافة اليوم  بانواعه وبكل الزخم   والامكانيات لايسر ولا تتحفنا بشىء جديد او يضيف لنا معرفة او فكرة  الا من بعض الكتاب يعدون على الأصابع – ولم تكن الصحافة والاعلام في او الديمقراطية تختلف كثيرا عن ماقبلها رغم الحريات . فالكل يلت ويعجن – وبنفس المصطلحات ونفس العبارات وتختلف  العناوين الأسماء والنص واحد ولاجديد  .
يجب ان يكون حال الصحافة والاعلام بعافية  في ظل الديمقراطيات – ويحب ان تكون هناك علامة فارقة وإقناع وادهاش بين  كتابة وطرح الهواه والمحترفين – لاسيما وقد أصبحت المهنة متاحة من كي بورد او نقال – أي من منازلهم .  فلابد ان يكون هناك فرق بين مايقدمه صاحب موقع محترف او اويوتيور او صاحب صفحة على منصات التواصل
لم تعد الان وفي العصر  الحديث مهمة الصحفي اوالاعلامي نقل الخبر او الحدث فقط فكل الناس اصبحوا سواء ولكن الطرح والزوايا وماوراء الخبر والتحليل هو مايختلف فيه المتخصص او المحترف والهاوي ولو تغاضينا عن العبارة والجمال سليمة والاخطاء الاملائية التي باتت سمة  وظاهرة ولم يعد للمدقق اللغوي او المصحح دوره المهم .
ولعل ما سبب حمود الفكر يعود للمواقف المسبقة والخلفيات التي ينطلق منها معظم الكتاب – وعلى عدد الصحف الالكترونية تجد نفس المقال للكاتب في الصحيفة الورقية مع اختلاف أسماء الصحيفة  ولا ادري  يتقاضى عليه  اجرا –  فهل أصاب الإعلاميين ما أصاب  المعلمين من تكالب على المال وانتهى درس العصر وحصص التقوية المجانية. فيقوم الكتاب بنسخ المقال اوالعمود – ليحرم القراء من فكرة او حل مشكلة – اوراي  صائب – يقدمه القراء والمتلقين وهم  ليسوا افضل حالا من الكتاب وكل يتمرس خلف فكرة فلاينتقد نقدا بناء بل يقوم بشيطنة الاخر فتسمع الفاظا والقابا نابية لم نكن نعهدها – فلو رجعنا عقودا إلى الماضي حيث كانت صحيفة الصحافة والأيام والراي العام والقوات المسلحة تضيف لك فكرة ولكل عمود نهجه وكل كاتب مدرسة متفردة – وكنت ادهش عندما أقرأ لكبار الكتاب في اليوميات وكنت أتمنى أن أكون مثلهم منهم قضى نحبه ومنهم ينتظر أطال الله أعمارهم , ولقد تخرج على  أيديهم الكثير فهل من عودة الى الفكر واللغة الرصينة والفكرة الرائدة – فمثل ما تعتبر فترة الحقبة ازهى أيام الاغنية  فتلك الأيام هي أيضا  تعد حقيبة الصحافة.
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..