
الزبير ابراهيم الكبور
رحلت وانت مرفوع التكاليف الي الجنة دون حساب . لذويك الصبر والسلوان .. حزن العالم بأسره وتفاعل مع قضيتك لان في حياة البشرية الف ريان وريان رحلوا بنفس معاناتك يا ريان ولربما ابشع منها .. لدينا اطفال في سوريا تهدمت عليهم الأنقاض ومثلهم وقبلهم اطفال فلسطين .. رأينا كيف يستخرج بعضهم من الانقاض وبعضهم تعذر إخراجه .. والف ريان في اليمن يروح ضحية حرب جائرة لا ناقة (لبعضهم) فيها ولا جمل .
وريان السوداني الذي تطول قصته .. ولا يزال يواصل موته فينا .. ليس ابتداء بمآس الصحراء التي ابتلعت المئات من المهاجرين .. ماتوا ظمئا وجوعا .. مثل حالك يا ريان .. كانوا يغادرون وطنهم هربا من جحيم سياسات حكامنا الذين فشلوا في أن يوفروا له عيش كريم فقرروا ركوب الصحراء التي ابتلعت رفاتهم وهم يموتون ببطء شديد دون أن تراقبهم كاميرات العالم .. ولا يزالوا يموتون بنفس طريقتك .. حتى اسمك يا ريان له علاقة بالمعاني التي ترسلها لنا وتذكرنا بها .. فأنت حلقة واحدة فقط في مسلسل من ماساة نعيش تفاصيلها كل يوم وكل ساعة .. سبعة عشر شهيدا مثلك يا ريان ..
وريان السوداني الذي تطول قصته .. ولا يزال يواصل موته فينا .. ليس ابتداء بمآس الصحراء التي ابتلعت المئات من المهاجرين .. ماتوا ظمئا وجوعا .. مثل حالك يا ريان .. كانوا يغادرون وطنهم هربا من جحيم سياسات حكامنا الذين فشلوا في أن يوفروا له عيش كريم فقرروا ركوب الصحراء التي ابتلعت رفاتهم وهم يموتون ببطء شديد دون أن تراقبهم كاميرات العالم .. ولا يزالوا يموتون بنفس طريقتك .. حتى اسمك يا ريان له علاقة بالمعاني التي ترسلها لنا وتذكرنا بها .. فأنت حلقة واحدة فقط في مسلسل من ماساة نعيش تفاصيلها كل يوم وكل ساعة .. سبعة عشر شهيدا مثلك يا ريان ..

عندنا في السودان .. تهدمت بهم بئر للذهب .. قبل أيام قليلة من رحيلك بمناجم كردفان .. كانوا يبحثون عن لقمة عيش كريم داخل جب للذهب .. وبنفس العمق .. تقريبا .. نفس الثلاثين مترا المشؤومة .. (هل ثمة علاقة بين حكم الانقاذ ثلاثون سنة وبين عمق بئرك يا ريان وبئر الذهب التي تهدمت على شهدائنا؟) .. ماتوا يا ريان .. أو هكذا ظننا .. حين سمعنا صوتا قويا مثل زلزال لبئر تنقطع وبداخلها سبع عشرة شابا من خيرة شبابنا .. لم نراقبهم بالكاميرات لنتأكد هل هم اموات ام احياء يرزقون .. لم تخرجهم حكومة بلادي مثل ما أخرجتك حكومتك .. لنتحسس نبضهم ونتاكد موتهم فعلا .. فقط تحسرنا .. وصلينا عليهم في مساء ذاك اليوم الحزين .. ولعلنا كنا نصلي عليهم من حيث لا ندري وهم أحياء .. فما كنا نعرف لولا أن شهدنا قصتك .. أن الموتى في غياهب الجب قد يبقون أحياء لحين من الدهر .. لم يكن معنا المصحف لنذاكر قصة يوسف وهو تلتقطه السيارة حين أرسلهم الله لالتقاطه من الجب .. وقبلهم ايضا ثلاثون آخرون لقوا نفس المصير في مناجم للذهب بمنطقة الليري بعد أن اخذت شركات التنقيب مئات الأطنان من الكنز الثمين الذي كانت اجسادهم قربانا له دون ان يحاولوا انفاق اليسير منه لإنقاذهم ..
واطفال دارفور وجنوب كردفان يا ريان .. هل رايت ارواحهم (الغبش) وهي تحلق عندكم في برازخ الجنان .. مات بعضهم علي كهوف الجبال التي تهدمها عليهم براميل المتفجرات التي كانت ترسلها عليهم طائرات جيشنا الوطني .. رحلوا في صمت مطبق .. لم نبكي عليهم ولم نقم لهم سرادق العزاء بعد لان ذويهم لا يزالون مشردون في مخيمات اللجوء ولم يلتقي شملهم بعد ..
حدثنا يا ريان .. ان كنت قد رأيت ارجل مقيدة بالحبال والأصفاد وموضوع عليها الأثقال داخل قاع النهر .. القوا بها ذات ليلة ليطمسوا آثار جريمة نكراء .. ثم أوكلوا لها محام مشهور لفك طلاسمها التي نرى حقيقتها كوضوح الشمس .. لا نزال ننتظر (تقريره) ليخبرنا كيف ماتوا او قتلوا ؟ ولا نعتقد انه سيقولها .. فهذا هو الحال عندنا في بلادي يا ريان .. إذا أرادوا طمس حقيقة ما عينوا لها لجنة تحقيق .. فقل لنا أنت يا ريان .. هل تم القائهم في النهر وهم احياء أم تم القائهم جثثا؟.
حدثنا أيضا عن المشارح التي تخفي بعض الجثث .. اين مكانها لنكرم من بها من موتي .. لنجعل اجسادهم التي تعبت من البقاء علي المبردات الغذره تستريح وترقد بسلام داخل الصعيد الطاهر ..
بكيناك يا ريان .. لان في داخل كل منا ريان مثلك لا نزال نبكيه ..
واطفال دارفور وجنوب كردفان يا ريان .. هل رايت ارواحهم (الغبش) وهي تحلق عندكم في برازخ الجنان .. مات بعضهم علي كهوف الجبال التي تهدمها عليهم براميل المتفجرات التي كانت ترسلها عليهم طائرات جيشنا الوطني .. رحلوا في صمت مطبق .. لم نبكي عليهم ولم نقم لهم سرادق العزاء بعد لان ذويهم لا يزالون مشردون في مخيمات اللجوء ولم يلتقي شملهم بعد ..
حدثنا يا ريان .. ان كنت قد رأيت ارجل مقيدة بالحبال والأصفاد وموضوع عليها الأثقال داخل قاع النهر .. القوا بها ذات ليلة ليطمسوا آثار جريمة نكراء .. ثم أوكلوا لها محام مشهور لفك طلاسمها التي نرى حقيقتها كوضوح الشمس .. لا نزال ننتظر (تقريره) ليخبرنا كيف ماتوا او قتلوا ؟ ولا نعتقد انه سيقولها .. فهذا هو الحال عندنا في بلادي يا ريان .. إذا أرادوا طمس حقيقة ما عينوا لها لجنة تحقيق .. فقل لنا أنت يا ريان .. هل تم القائهم في النهر وهم احياء أم تم القائهم جثثا؟.
حدثنا أيضا عن المشارح التي تخفي بعض الجثث .. اين مكانها لنكرم من بها من موتي .. لنجعل اجسادهم التي تعبت من البقاء علي المبردات الغذره تستريح وترقد بسلام داخل الصعيد الطاهر ..
بكيناك يا ريان .. لان في داخل كل منا ريان مثلك لا نزال نبكيه ..
موت الطفل ريان قضية انسانية نقية…..فلا تلوثوها بوسخ وعفن وقازورات السياسة السودانية
يا سلام على الاسلوب …قمة الوصف ..ابدعت فى التصوير والمناجاة .رسمت صورة الوطن الجريح كما ينبغى ان ترى…اللهم ارفع عنا البلاء ..وخذ الظالمين اخذ عزيز مقتدر