ينبغي ألا نلوم الكتاب المصريين على مواقفهم وكتاباتهم عن السودان ..

د. أحمد الياس حسين
أثير في الآونة الأخيرة موضوع كتابات وأحاديث بعض الصحفيين المصريين عن السودان واستوقفني كثيراً ما صدر عن الكاتب المصري محمد حسنين هيكل عن السودان، وقد أعجبني رد الأستاذ خالد موسى دفع الله “جديرون بالاحترام” الذي اطلعت عليه في سودانايل يوم 11 /1 /2004.
كما انني أوافق الأستاذ عثمان ميرغني في كل ما كتبه “غضبك جميل” في صحيفة اليوم التالي يوم 16 /1 /2004 وكذلك ما ورد من ردود على كتابات أخرى في موقع صحيفةالراكوبة.
وأود هنا التعليق على جانبين:
١. جانب الكتابات المصرية بصورة عامة عن السودان، ثم ٢. التعليق على ما ورد من هيكل عن “أن السودان عبارة عن جغرافيا وتحالفات قبلية” وقوله بأن السودان ليس “أمة لها هوية وطنية جامعة”
أرى أنه ينبغي علينا، ألا نتوقع من الكتاب المصريين غيرما كتبوا وألا نطلب منهم تغيير مواقفهم وكتاباتهم تجاه السودان، فالسياسيون والكتاب المصريون صادقون مع أنفسهم فيما يكتبونه عن السودان. فكتاباتهم وسياساتهم تجاه السودان تعبر عن فهم المصريين بصورة عامة للسودان.
المصريون لا يجهلون السودان بل يعرفونه جيداً في نطاق نشأوا عليه وتشربوه في مناهج التعليم المبكرة وفي الوعي الجمعي المصري الذي ترسب منذ فتح محمد على للسودان في عام 1821م.
ذلك المفهوم هو: أن جنوب وادي النيل يمثل امتداداً طبيعياً لمصر، وأن المصريين أوصياء على سكانه القُصّر والمحتاجين إلى من يشرف على إدارة وتنظيم أوضاعهم وثرواتهم التي تمثل المجال الحيوي لسكان شمال الوادي.
السودانيون في نظر الكتاب والساسة المصريين لم يبلغوا مرحلة الرشد بعد ولا زالوا في مرحلة قبول الاستعمار – بمعنييه السياسي والعمراني – وكل خطاباتهم ومخططاتهم تصب في هذا المجرى.
على سبيل المثال البرادعي – المرشح السابق لرئاسة مصر – والذي لم تؤد حياته وثقافته الغربية من تغيير فهمه للسودان حينما قال إبان بداية الأزمة بين حكومة الاخوان المسلمين والجيش في مصر وتدخلت بعض الرموز السودانية أو أبداء رغبتها في التدخل للمساهمة في حل الأزمة، قال البرادعي ما معناه: “حتى السودانيون أتوا لمساعدتنا”
فقوله هذا يعنى يا للهوان والمهانة التي بلغها المصريون، ألا نحترم أنفسنا حتى يتدخل القُصّر في شؤوننا.
وعندما قيم هيكل ثورة أكتوبر السودانية وقال إنها ليست بثورة. ويكون التفسير المقبول لذلك هو أنه يرى أن من قاموا بتلك الحركة لا يتوقع منه القيام بثورة، ولذلك ربما لم يزعج هيكل نفسه حتى بدراسة أحداث تلك الثورة. ولمّا تبين له صدى رأيه في السودان توقف عن الكتابة لأنه رأى أن ما يؤمن به لا يرضي السودانيين. وربما لنفس السبب أحجم الأستاذ أنيس منصور- رحمه الله – عن الكتابة عن السودان.
وعندما قال هيكل إن “السودان لا يشكل أي خطورة على مرتكزات الأمن القومي المصري” لم يقصد نفي وجود ذلك الخطر، بل كان يرى آن هنالك خطر ولكن لا خوف من أن أهل السودان قد يتمكنون من القيام بما يهدد أمن مصرالقومي. وإلى جانب ذلك فهنالك من الاحتياطيات ما يجعل حدوث مثل ذلك الخطر أمراً مستبعداً مثل عدم السماح بقيام نظام سياسي معادٍ لمصر في السودان أو نظام “مستقل عن نفوذ مصر السياسي الذي اكتسبته بالتأثير المباشر ووجود نخبة سياسية موالية” كما عبر هيكل.
ينبغي علينا ألا نلوم المصريين على ذلك ولا نطلب منهم تغيير هذا الفهم، فذلك التغيير بالطبع لا يأتي بالرجاء والطلب. فنحن في الواقع لسنا في حاجة إلى ذلك، ولا يضيرنا جهل الجاهلين الذي غذّاه السياسيون والكتاب منذ عصر عمر طوسون وعبد الرحمن الرافعي.
فإشكالية الأمة المصرية يأتي من غياب وجه مصر الحقيقي منذ نحو ثلاثة ألف سنة. فمنذ القرن العاشر قبل الميلاد خضعت مصر لحكم أسر غير مصرية بدءاً بالأسرة الليبية ثم الأسرة السودانية ثم الأشورية ثم الفارسية ثم اليونانيين ثم الرومان ثم البيزنطيين ثم جاء الفتح الإسلامي الذي بدأ حكمه بعصر الولاة الذين لم يكن بينهم مصري، ثم عصر الأسر المستقلة التي لم يكن بينها أيضاً أسرة مصرية وهي: الأسر الطولونية ثم الاخشيدية ثم الفاطمية ثم الأيوبية ثم أسر المماليك ثم العثمانيين الذين كان آخر حكامهم الملك فاروق الذي أنهي حكمه جمال عبد الناصر في منتصف القرن العشرين.
أي أن المصريين قد خضعوا لحكومات غير مصرية بصورة متواصلة منذ القرن العاشر قبل الميلاد وحتى منتصف القرن العشرين.فجمال عبد الناصر هو أول حاكم مصري لمصر من ثلاثة ألف سنة، ولذلك فوجه مصر الحقيقي كان غائباً طيلة تلك المدة ولم يعد إلا منذ سبعة عقود فقط. فجهل الساسة والكتاب المصريين ناتج عن هذا التراث الضخم من والغياب والتغريب، وإلى أن يستعيد الساسة والكتاب المصريين صورة وجه مصر الحقيقي لا نطمع – وفي الحقيقة لا ينبغي أن يهمنا ذلك كثيراً – في تغيير صورة السودان في أذهان الساسة والكتاب المصريين.
ما يهمنا هو حقيقة الوضع الذي يعيشه السودان الآن ومدى صدق ما قاله هيكل. فلو توقفنا مع أنفسنا قليلاً ونحن نحتفل الآن بعيد الاستلال الثامن والخمسين لنقيم وضعنا. لقد نجح جيل ما قبل الاستقلال في تحقيق الاستقلال فهل نجحنا نحن جيل ما بعد الاستقلال في تحقيق ما نتطلع إليه؟ ما ذا حققنا؟
لقد أجابت أسئلة الأستاذ عثمان ميرغني على ذلك. فنحن في الواقع نزداد تدهوراً مع الزمن، ويبدو لنا الماضي في كل مرحلة من مراحل مسيرتنا بعد الاستقلال أحسن من الحاضر، ونتحسر على الزمن الماضي الجميل.ينبغي علينا جميعاً أن نعترف بفشلنا المتواصل في تحقيق طموحات وآمال ما بعد الاستقلال في كل المجالات الاقتصادية والأخلاقية والتعليمية والصحية وغيرها.
لقد شخص هيكل واقعاً مؤلماً لحالة السودان اليوم بأنه “عبارة عن جغرافيا وتحالفات قبلية مما يعني أنه ليس دولة أو شعباً أو أمة لها هوية وطنية جامعة.” وأود أن أطرح سؤالاً: هل تجمع سكان شرق وغرب وشمال السودان هوية جامعة؟ والهوية الجامعة التي قصدها هيكل هي الانتماء القومي الذي يجمع أفراد الأمة في الدولة في حدودها السياسية. فهنالك أمة أو شعب ودولة ذات حدود سياسية وانتماء.
الهوية القومية تعتمد على الانتماء الذي يقوم على روابط تربط أفراد الشعب في الدولة فتتكون الأمة في حدودها السياسية المعينة. وكلما كانت تلك الروابط قوية كلما كانت الأمة متماسكة وقويت هويتها القومية، وكلما ضعفت تلك الروابط ضعف تماسك الأمة وضعفت هويتها القومية، وإذا ما انعدمت تلك الروابط لم تعد هنالك هوية قومية جامعة. وهذه الحالة الأخيرة “عدم وجود الهوية القومية الجامعة” هي التي وصف بها هيكل السودانيين.
فما هو مدى صدق أو عدم صدق وصف هيكل لنا. هل نحن شعباً يتمتع بروابط قوية وهوية قومية جامعة؟ أو أن روابطنا ضعيفة وبالتالي هويتنا القومية الجامعة ضعيفة؟ أم لا توجد روابط بين شعبنا وليست لنا هوية قومية كما قال هيكل؟
إذا افترضنا أننا أمة تتمتع بهوية قومية جامعة، يعني ذلك أن انتماءنا لهذا البلد بحدوده السياسية بين البحر الأحمر شرقاً ودارفور غرباً وبين النيل الأبيض جنوباً ومنطقة حلفا شمالاً انتماءً قوياً.
ولاختبار هذه الفرضية علينا التعرف على هذا البلد، لأن الانسان لا ينتمي إلى ما لا يعرفه. وبالطبع فإن القيام بذلك يتطلب عدة مؤلفات ولكننا سنقوم فقط بإلقاء نظرة سريعة على الخريطة التاريخية للقطر ثم نتلمس – بإيجاز شديد – مدى ارتباط السكان الحاليين بالبلد في امتداده التاريخي.
يوضح لنا التاريخ والقليل الذي تم اكتشافه من آثار وما تم جمعه من نتائج أبحاث الجينات الوراثية أن لهذا البلد في حدوده السياسية الحالية تراث حضاري يقدر عمرها بأكثر من 7000 سنة. أقام تلك الحضارة شعب تغيرت لغاته ودياناته وثقافاته عبر العصور مؤسساً بذلك الأمة التي حافظت على كيانها وربطتها صلات دائمة وقواسم وأصول عرقية مشتركة عبر ذلك التاريخ العتيق في حقبه المتتالية.
فما هو مدى معرفة سكان هذا البلد بهذا التاريخ والتراث؟أنا لا أفترض على كل المواطنين التزود بكل هذه المعرفة التاريخية، لكنني أرى أن هنالك حد أدنى من المعرفة ينبغي أن يتزود به المثقفون، وحد أنى ينبغي أن يتزود به عامة أفراد الشعب عبر قنوات الاتصال والتواصل المتعددة سواء في مراحل الدراسة المبكرة أو ما تقوم به الدولة أو الأحزاب السياسية والاتحادات ومنظمات المجتمع المدني من دور في نشر تلك المعرفة.
فالمعرفة بالتراث تتفاوت مستوياتها ولكنها ضرورية.
وهنالك حد أدنى لا بد من توفره للجميع. ويمكن على سبيل المثال النظر للشعب المصري ومدى توفر الحد الأدنى للتراث في ذهنه. كل أفراد الأمة المصرية تقريباً يعلم ويحس بتاريخه وتراثه الضارب في القدم، دون ضرورة معرفة تفاصيل ذلك التراث. المهم ما ترسب في وجدانه من ذلك التراث. ولا يعارض ذلك مع ما ذكر من أنهم خضعوا لحكومات غير مصرية لمدة ثلاثة ألف سنة، فاعتزاز المصريين الأكبر يرجع إلى التراث الفرعوني السابق لهذا التاريخ.
أعود وأكرر السؤال ما هو مدى معرفة الشعب السوداني بتراث هذا البلد مع ازدياد نسبة التعليم العام وكثرة الجامعات وسهولة وتوفر وسائط الاعلام المتنوعة؟ ما هو مدى معرفة وقناعة المتعلمين والمثقفين بمختلف شرائحهم بعمق تراث هذا الشعب ومحافظته على كيانه عبر حقب تاريخه المختلفة؟
أرى أن معرفتنا بتراثنا وتاريخنا عبر حقبه المتعاقبة ضعيفة، بل ربما بلغت درجة العدم عند بعض القطاعات. وأكتفي هنا بإبداء بعض الملاحظات التالية:
أولا: لو قارنا نسبة تاريخ السودان الذي يدرسه التلاميذ في مرحلتي الأساس والثانوي إلى ما يدرسونه من مواضيع التاريخ الأخرى نجده في غاية الضعف وبخاصة التاريخ القديم الذي قد لا يصل 10% مما يدرسونه من تاريخ الأمم الأخرى.
ولك أن تتحدث بلا حرج عن مستوى المادة المقدَّمة. ولا أستثني مؤسسات التعليم العالي مما يعانيه تاريخ السودان وبخاصة في المفاهيم ومعالجة الأحداث.
ثنايا: وَعينا الجماعي بتاريخنا القومي لا يتعدى الخمسة قرون
ثالثا: مجموعات كبيرة من السكان في الشرق والغرب لا يدركون انتماءهم لتراث السودان القديم ويعتبرونه تراثاً خاصا بسكان النيل
رابعا: مجموعات كبيرة من سكان النيل لا يحسون بانتمائهم لذلك التراث القديم الذي يعيشون بجواره بل يربطون أنفسهم بماض أتي بعد نهاية ذلك التراث
خامسا: سكان الشمال والشرق والغرب يجهلون الصلة والروابط العرقية واللغوية والقواسم المشتركة بينهم
سادسا: الوعي الجماعي القومي لا يقبل من يتحدث باللغات المحلية القديمة المرتبطة بتاريخ وتراث البلد ويعتبرونها رطانة عفى عليها الدهر
سابعا: نحن نعيش الآن في وضع سادت فيه روح العنصرية والقبلية والجهوية والتنافر وعدم قبول الآخر
ثامنا: عشنا في حروب دامت لعدة عقود انتهى بعضها بفقدان ثلثي دولتنا ولا زالت الحروب مشتعلة، عجزنا على المحافظة على حدود البلد الذي ورثناه من جيل الاستقلال
تاسعا: الاحتقان وأصوات الانفصال لم تعد ترددها وتتبناها الحركات المسلحة فقط بل ترددت بصورة واضحة في بعض وسائط الاعلام مثل عبارات الجلابة والغرابة والعبيد والعربي والافريقي وأفصلوا الشمالية وأفصلوا دارفور. هذا الغليان والاحتقان تعبر عنه البندقية والقلم
نحن شعب تضمه حدود جغرافية واحدة لكننا نعيش في حالة مترية من التمزق والتشتت والقبلية والجهوية وفهمنا غير الواقعي لأنفسنا ورفضنا الأخر. هذا هو حقيقة واقعنا. نحهن في حاجة إلى تصحيح الصورة غير الحقيقية عن واقعنا في أذهاننا. نحن في الحقيقة شعب يفتقد الاحساس بالهوية الجامعة …
صدقت و وفيت
د. أحمد الياس حسين
و للأسف هذا هو الواقع
لقد وضعت اصبعك علي الجرح
إنهم ليسوا علي قلب رجل واحد
الدكتور احمد الياس لك التحية …. عيب يا دكتور هذا الخطأ . جمال عبد الناصر لم بقضي على الملك فاروق . محمد نجيب اول رئيس جمهورية هو الذي قاد الضباط الاحرار وقضى على الملك فاروق . جمال وتابعه عبد الجكبم لم يشاركا في الانقلاب كانا وجنودهم في العريش . جمال خان محمد نجيب اهانه بهدله واعتقله . جمل انسان خائن ودكتاتور فقط . دمت .
الينين لم بقض على القيصر . كيرنسكي والديمقراطيون قضوا على القيصر كونوا برلمان الدوما حققوا الديمقراطية . لينين ات ى به الالمان قضى على الديمقراطية قفل البرلمان ووضع البلادفي فوضي قتل موت ظلم معتقلات .
الم يُقدِم الترابي عمر ثم الم يقدم الضباط الاحرار محمد نجيب حتي تواطئ مع الأخوان فابعدوه !!!
مع التحية …ناصر كان شيوعيا جنده خالد محى الدين الذي ذكر هذا في كتابه والآن انا اتحدث . انتقل ناصر الى الكيزان . تمت تصفية محمد نجيب بعد مذبحة اول مارس 1954 بعد أن تأكد ان السودانيين لا يقبلون بالاتحاد مع مصر . ونجيب بسب ولادته في السودان من والدة امدرمانية من اصول مصرية وتعليمه في السودان . كان سيكون الكرت الرابح للوحدة الا انه احترق في نظر المصريين .
مع كامل احترامى لك…لا يجب استعمال كلمات جارحه ( مثل عيب أو كذب أو ماشابه فى اى حوار بناء ) …كان من الافضل استعمال كلمة تصحيح او ما شابهها.
صلاح الدين لك التحية . نعم هذا غلط وسقوط اعتذر عنه …. لك الشكر .
اسكت انت لما العرفين يتكلموا!
عيب عليك يا شوقي بدري ان تخاطب دكتور احمد الياس بكلمة عيب..
سيبنا من الكلام دا كله – مافي شتائم للمصريين المرة دي كالعادة ليه ؟؟؟
يجب علينا اولا ان لا نعير ما يكتب عنا من قبل اخوتنا المصريين بألا وأن لا يؤثر على مواقفنا إتجاه انفسنا ووطنا وعلينا أن لا نلتفت لما يكتبون فهو لغو الحديث ولهوه لا يقدم نفعا لنا بل قد يضر بنا وبأجيالنا ويجعلنا فى مربع المدافع و المستميت فى إقناعهم وخير إقناع لهم ولنا أن نلتفت إلى اوجه القصور فينا و فى وحدتنا الهشة و ان نعيد قراءة أنفسنا من جديد بالصورة التى تمكنا من تحديد مواضع الهشاشة والقصور فينا كشعوب ودولة فنحن شعوب وليس شعب واحد ولكن الجغرافيا والحد الأدنى من الثقافة جمعتنا فكلنا نتكلم لهجة سودانية واحدة برغم لكناتنا العربية ولكن تجمعنا المفردات الواحدة والألفاظ الواحدة و نتفاهم ونتواصل بها فى كل سهولة ويسر دون عناء ودون البحث عن ترجمان وكذلك عاداتنا وتقاليدنا واحدة برغم اختلاف مشاربنا وقبائلنا وجهاتنا الاربعة إلا أن طقوس الزواج وطقوس الحياة اليومية تكاد تكون واحدة ومتشابهة لنا جميعا فالجغرافيا عندنا تم تطويعها رغم الاحتراب والإقتتال و التنازع والتناقر والتنافر والتباغض ورغم مرارات كثيرة و مظالم كثيرة و رغم أننا دولة تكونت على انقاض دويلات وممالك سادت لقرون فى جغرافيتها ولكنها شكلت السودان الحالى بكل الهجرات الكثيرة و الإثنيات المتباينة من اقصى غرب القارة الافريقية إلى شرقها ومن شمال القارة و وسطها و من وراء البحر الاحمر هذا خلق تنوع كبير جدا يحمل فى داخله تآلف و محبة و طبائع وصفات نادرة خربتها السياسة وطموح الساسة و العسكر فأدارو البلاد بأفق ضيق و عقول لم تستفيد من الإرث التاريخى للمالك التى سادت قرون طويلة فى نفس الارض هذه ولم يستفيد الوطن من كل الجامعات وعلماء الجامعات والباحثين والموثقين و المجتهدين شيئا لان هذه المؤسسات بعلمائها منفصلة عن واقع الدولة ولا تقدم لها شئ غير تعليم الاجيال تلو الاجيال فتركمه خلفها و تمارس الرعونة والصفاقة و تنحدر إلى القبلية و تحقيق الذات الجهوى دون أى إعتبار لما يوحدنا ويجمعنا.
للأسف عجزنا عن تحقيق إستقلاليتنا وبناء مؤسساتنا السياسية بطريقة علمية عميقة و لم نستفيد من تبكيرنا و تسلحنا بالعلم والمعرفة قبل شعوب المنطقة والقارة كلها فأستوردنا كل احزابنا اليسارية من خارج حدودونا وكذلك الاحزاب العقائدية الاخرى وللأسف استوردت جلها من مصر وماتبقى من احزاب تشكلت كردة فعل للإستعمار التركى والبريطانى فالمهدى قاد ثورة تحرر انتهت بتحرير السودان فتحولت إلى حزب طائفى تحكمه العوائل وتديره وكذلك الاتحادى بنفس المنحى والعقلية والخلفية.
نحن لا نحتاج إلى صياغة الانسان السودانى من جديد بل نحن نحتاج إلى صناعة قادة بعقلية وعقيدة وطنية مختلفة فقط لان الشعوب السودانية مستنيرة وواعية و تتمتع بفهم عالى تحتاج إلى من يديرها بعقول مفتوحة و نفوس متجردة من الأنا الضيقة ومن الجغرافيا المحدودة وينطلق بها إلى عوالم الفضاء الواسع الفسيخ و يفجر طاقاتها وقدراتها ، نحن نحتاج إلى قادة ملهمين و مؤمنين بالوطن ورحماء بالشعوب السودانية وقتها فقط سيكتب الكتاب المصريين عنا حقيقتنا وعنا لانهم مجبرين على ذلك.
المصاروه لا يريدون لنا هويه تربطنا، بالرغم من ان الدوله المهديه قد خلقت لنا الهويه السودانيه لفترة ثلاثه عشر عاما، ظل فيها السودان بحدوده التي وجدها الانجليز يمتد من دارفور للبحر الأحمر ومن نيمولي جنوبا حتى حلفا شمالا… وقد حافظ الانجليز على هذا الحدود، عدا تنازلهم عن منطقة بني شنقول لاثيوبيا. ولكن للأسف بعد سرقة الاخوان المسلمين للسلطه في ١٩٨٩ بانقلابهم المشئوم ، فرطوا في الجنوب وباسم الدين فصلوه… ومع ذلك ظل باقي السودان مترابطا برغم الحروبات التي خلقها الإسلاميون في جميع ارجاء الوطن ونتج عن ذلك مرارات ما زلنا نعاني منها حتى اليوم… لكن لحسن الحظ ان الهويه السودانيه بدأت تتكون منذ المهديه مرورا بعهد الانجليز وحتي فترة ما بعد الاستقلال، حيث كثر التزاوج بين الأقاليم المختلفه وصار عاديا ان تجد فردا من الشرق له جذور من الغرب، او شخص من الشمال له جذور من الجنوب، واخر من الغرب له جذور من الوسط وهكذا… وتبلورت الهويه السودانيه بعد المهديه ، وبدأت تزول الاثنيات القديمه، الأمر الذي جعل المرحوم جون قرنق ومستشاروه أمثال د. منصور خالد ينادون بالهويه السودانويه في ظل السودان الجديد، والذي نتمنى من الله التوفيق في قيامه خلال هذا الجيل الواعي الشجاع و المترابط وجدانيا، بعد تحقيق الديمقراطيه الصلبه، و ابعاد العسكر عن السياسه والحكم ، وقيام النظام الفدرالي في الشمال، والكنفدرالي مع جنوب السودان. بعدها قيام المؤتمر الدستوري والاتفاق على الهويه السودانيه الجامعه بإذن الله. وعند الوصول لهذه الأهداف الساميه ، يجب علينا جميعا محاربة المتعنصرين خاصة من عملاء الفراعنه والاستخباراتيين الذين يعيشون بيننا، والذين يتبنون خطابات الكراهيه ، بل وينادون بانفصال الشمال احيانا ، او انفصال دارفور او شرق السودان، او قيام دويلة البحر احيانا أخرى كما يمليها لهم اسيادهم وكفلاؤهم … أمثال هؤلاء يجب أن يلقموا احجارا كبيره في افواههم واسكات اصواتهم المنكره للأبد ،،،،،
صدقت يا شوقي اول من حكم مصر من المصريين هو محمد نجيب والذي قيل ان له اصول سودانية. مصر لم تحكم نفسها ابداحتى اصدقت يا شوقي اول من حكم مصر من المصريين هو محمد نجيب والذي قيل ان له اصول سودانية. مصر لم تحكم نفسها ابداحتى الملك فاروق هو ليس مصري بل الباني يتبع للحكم العثماني اُرسل جده محمد علي باشا الاباني الجنسيةليحكم مصر تحت لواء الدولة العثمانية. والان بعض الجهلة من المصريين يدعون انهم حكموا السودان. وهذا ليس ذنبهم لان عقول مستنيريهم زورت الحقائق لهم وشوهوا الحقيقة .. وبذلك يعتبرون ان السودان لهم وكل السودانيين اتباع لهم بل يعتبرونا بوابين وخدم كما ظهر من النوبة المصريين الذين فعلا يخدمونهم …. فعمم علي كل السودانيين.ةلا ننسى ساستنا كانوا اداة طيعة لسياسة الادارة المصر ية. فهم يعتبرون ساستنا سذج لا يحق لهم الحكم. ابتداء من بعد الاستغلال عندما خضع حكامنا ببيع حلفا(معقول حد يبيع وطن بأي حق!!! من انت !!!حتى تبيع مدينة كاملة.. ياخ أجرها لهم تبقى شوكة حوت في اعناقهم) ……….حسبنا الله ونعم الوكيل……واخيرا تأتي الاوامر من مصر للانقلاب على الثوة. ……… يا خلق اما فيكم رجل عاقل…………. لماذا يحكمنا غيرنا.. لماذا يحكمنا من يسرق ثرواتنا ويستغفلنا ويسرق تاريخنا ويزوره …. هل نحن غير جديرين بحكم نفسنا.. لو كان هذا صحيح فلن نستحق هذا الوطن.
سبب ضرر السودان يرجع لجيل مواليد 1950 لحدي 1960 ديل سبب ازمة وعمالة البلد تعلموا بالمجان وتثقفوا باغاني ام كلثوم تشبعوا بالثقافة المصرية حتى نسوا هويتهم الاصلية القنوات المصرية لليوم تقول قوتنا الناعمه
ماذا تنتظر لاساتذة جامعات يخطب فيهم فريق خلا قاتل لمن يشوفوا استاذ بالجامعه يخاطبه حميدتي هل المصريين غلطانين
بعد المحاضرة قال ليهم العندو سؤال يرفع اصبعو
ا.د.احمد الياس استاذ جامعي و موسوعة في التاريخ و قدم الكثير و واحد من اكثر الشخصيات المحترمة و المهذبة … فيجب علينا احترام القمم دوما” .
تحية للبروف احمد الياس
برفسير طبز يسكتوا يخلوه يطبز؟ الراعي عارف المصريين في التركية كانوا محكومين زي السودانيين المُستعمَرين وفي عهد الاستعمار البريطاني جاءوا حمالين مع جيش كتشنر وعين بعضهم مآمير ومفتشين زي باقي الأجناس التانية الجات معاه ولكن لم يعين أي مصري حاكم عام على السودان حتى نيل استقلاله من الحكومة البريطانية.
ولماذا لا نحذو حذو يوغسلافيا وينتهي الأمر .. هل الحرب لازمة حتى يتم التفكيك والفصل بين أسنيات ليس بينها رابط ؟ الواقع وكما كان الحال مع شعوب جنوب السودان في السابق وكما هو الحال الآن مع شعوب غرب السودان ثم جنوب كردفان والنيل الأزرق وصولا إلى شعوب الشرق ليس هناك أي رابط ثقافي ، أعراف أو تقاليد ، ملبس أو مأكل أو مشرب أو ملبس ، عادات أو تقاليد تربط بين أي أثنين من هذه الشعوب .. وإن طال الزمن أو قصر سوف يتفكك السودان إلى خمس أو ست دول ، إن كان ذلك سلما أو حربا.
دافور ليس سوداننا ويجب ان يذهب.