حقا لقد ضاعت الكثير من الثوابت

حقا لقد سكن الخوف نفوس كل السودانيين..
واستبد القلق بعقولهم..
واختلط الحابل بالنابل..
وانعدمت لغة المحبة والحوار والإقناع ..
ودخلت البلاد مرحلة  الاضطرابات والشحناء والقطيعة..
فلا أسوأ في حياة أمة أن يستبد بها القنوط..
وما اخطر ان يسود معالمها مشهد التدهور والسقوط..
فماذا نحن صانعون اخوتي والبلاد تنزلق كل يوم الي مجاهل الضياع..
وماذا نحن فاعلون وقد بدأت الثوابت تتساقط كاوراق الشجر..
فلقد ضاع العدل في كل جنباتنا..
وضاعت الحرية..
وضاعت المساواة..
وضاعت الشهامة..
وضاع الامن..
وضاع الصدق..
واصبح حالنا  :
صديق بلا صدق وعلم بلا تُقَى ودين بلا فهم وأمن بلا أمن..
فهي حقا حياة تنعدم فيها كل ابعاد الحياة الجميلة..
وما اقبحها من حياة وقد افسدتها المشاهد القبيحة للقمع والدم والقتل والظلم والكذب..
وما اتعسه من اعلام وقد جعل من شبابنا  أفرادا متسكعين ومدمنين للمخدرات ليقيم لهم ندوة في التلفاز تبشر بفتح مقار لعلاج الشباب من المخدرات..
رغم انهم ملايين يملأون شوارع بلادي وازقتها..
وهم شباب دون سن الاربعين..
كلهم حيوية ونشاط..
لا يأكلون في المليونيات وهم جائعون..
يحلمون بوطن آمن وعادل ومسالم ..
فليتنا نتأمل كيف تتسابق الامم وتتنافس فيما بينها بل وكيف تتصارع لتحقيق التفوق..
وليتنا نستبق الواقع وعاديات الزمن ونوقظ عقلنا التدبيري ونشحده..
فعقلنا بحاجة إلى المزيد من اليقظة..
وعزيمتنا بحاجة الي المزيد من التجلية والتقوية..
وكل أملنا  في هذا الشباب الرائع والحائر..
فهو شباب واعي وصادق ووطني وان لبس بنطالا ضيقا او فلفل شعره او رقص او تمايل..
ويكفي انه يواصل النضال ليل نهار لنيل الحرية..
فهو شباب قد يوصلنا لكل المراد ان احترمناه..
وبالامس بكت الامة طفلا مغربيا سقط في البئر..
وبالامس صفقت الامة للحكومة المغربية التي لم تترك ريان للحظة..
فليت حكوماتنا تهتم بشباب الوطن كاهتمام حكومة المغرب بطفلها ودون ان تقتلهم في الشوارع..