مقالات وآراء

مجلس حكماء السودان.. أفعال وشعارات تنافي الحكمة

عبد القادر محمد أحمد المحامي

…………………………ََ…

لا إعتراض في أن تنشأ أي مجموعة وتسمي نفسها بالحكماء أو ما شابه، فبلادنا في حاجة ماسة للحكمة، أما أن تنشأ مجموعة بإسم (مجلس حكماء وشباب ونساء السودان)، وتدعي أنها تمثل صوت الأغلبية الصامتة، لتقوم بتسيير موكب بحجة دعم القوات المسلحة تحت شعارات معينة، فذلك يجعلنا نسأل :-

أين صوت الحكمة في إدعاء تمثيل الأغلبية؟! وأين صوت الحكمة في تسيير موكب بحجة دعم القوات المسلحة، بما يعني أن هناك أقلية تقف ضدها. ؟!

الجيش في أي بلد هو رمز القوة والعزة والكرامة والاستقلال، وهو صمام الأمان والوحدة والإستقرار، ولا يوجد عاقل يقبل لجيش وطنه أن يكون محل كراهية وعدم تقدير، لكن أين الحكمة في هذه المسيرة في وقت تشهد فيه بلادنا انقساماََ سياسياََ حاداََ بين العسكر والمدنيين؟!

ألا يعني ذلك تأييد موقف المكون العسكري الذي يتمسك بالحكم وإقحام الجيش في السياسة، في مواجهة المدنيين الذين ينادون بإبعاد الجيش عن السياسة، كموقف عادل يعبر عن الدور الطبيعي للجيش ؟!

ألا يعني ذلك تأييد الحكم العسكري في مواجهة المدني؟!  وتأييد القمع والاغتصاب والقتل في مواجهة الاحتجاجات السلمية؟!

نعم، الجيش هو صمام الأمان، لكن أين الآن أمان النفس فيما يفعله الجيش، أو يفعل بإسم الجيش في المواطنين المسالمين العزل؟! أين الآن أمان المال وثروات البلاد تنهب للخارج بمساعدة الجيش، أو من يتحكمون في البلد بإسم الجيش؟!

نعم، الجيش هو حامي الإستقلال، لكن أين الجيش من ذلك وقادته يرتمون في أحضان دول تستغل تورطهم في الدماء لمصالحها الخاصة؟! أين الجيش وقادة الأجهزة الأمنية الاجنبية يستبيحون بلادنا جيئة وذهابا، ويقدمون الاستشارات في كيفية قمع المواطنين ووأد الثورة؟!

إننا نشاطر مجلس الحكماء  التوجس من تدخلات المسؤولين الأمميين، بالرغم من أنها في ظاهرها لمصلحة الخروج من الأزمة ودعم الإنتقال الديمقراطي، لكن لماذا لا يستنكر الحكماء تدخلات إسرائيل وغيرها من الدول، وهي تصب صراحة لصالح دعم الشمولية خوفاََ من الديمقراطية وللإستمرار في نهب الثروات؟!

كل الأسئلة السابقة قد لا تكون ذات معنى والشعار الذي رفعه الحكماء في مسيرتهم هو تفويض الفريق البرهان لقيادة البلاد لنهاية الفترة الانتقالية، فهذا تأييد صريح للإنقلاب، ومساس بمصداقيتهم في مبادرة حل الأزمة، التي نادوا فيها بتغيير الطاقم العسكري والمدني.!!

الآن وبعد أن كشف الحكماء عن وجههم الحقيقي، يظل السؤال أين الحكمة فيما يفعلونه؟! هل في إمكانهم العودة للحكم وتصدر المشهد من وسط كل هذه المجموعات متناقضة الأهداف؟! ألا يدرون  أن جميع مكونات المشهد الشمولي الداخلي والخارجي، رغم تناقضاتها وتربصها ببعضها، لكن جميعها يكن لانصار النظام السابق العداء، فقط يستعينون بهم مؤقتاً؟!

ألا يعلم الحكماء أن أحد اسباب الكراهية التي يحذرون منها، هم أنصار النظام المباد أنفسهم، بعدم إعترافهم بالثورة وحق الشعب في أن يحكم ديمقراطياََ، وتربصهم  وعدم إعترافهم بأنهم السبب فيما وصلنا إليه وبالمظالم وتمسكهم بالمكتسبات. !
🇸🇩🇸🇩🇸🇩
رسائل للسادة الحكماء نبثها بكل تواضع وإحترام :
🇸🇩 القوات المسلحة ليست في حاجة لمسيرة دعم، لكنها في حاجة ماسة لأن تعود لمجدها التليد الذي نفخر به جميعاََ، وهذا لن يكون ما لم تتعافى مما فعله بها النظام المباد.

🇸🇩 التدخلات الخارجية لن توقفها المسيرات، بل يوقفها أن يعمل الجميع بصدق واخلاص لإخراج البلد من أزماته.

🇸🇩 لا سبيل للاستقرار إلا  بالتداول السلمى للسلطة وآلية ذلك الديمقراطية، والتخلي عن محاولات إعادة نظام شمولي أثبت فشله خلال ثلاثين عاماََ.

🇸🇩 خيار الشعب هو الإنتقال  المدني، والشعب الآن يتظاهر ضد الإنقلاب العسكري، فأين الحكمة في مسيرة مناهضة؟! فمهما كان حجمها يكفيها عدم توفيق، أنها ترفع شعارات مناهضة لخيار التداول السلمي للسلطة، وتجارب السنين تقول ان فيه نجاة الجميع، وباب الحكمة مفتوح.

[email protected]

‫3 تعليقات

  1. القوات المسلحة ليست في حاجة لمسيرة دعم، لكنها في حاجة ماسة لأن تعود لمجدها التليد الذي نفخر به جميعاََ، وهذا لن يكون ما لم تتعافى مما فعله بها النظام المباد.

  2. قالوا نحن جند الوطن ، فاصبحوا جندا للخيانة ، وتحولوا للعمالة ، قالوا عند أداء الفداء لم نخن ، فما فدوا الوطن وما صدقوا وخانوا وقتلوا وذبحوا الوطن ، قالوا نتحدي الموت عند الفداء ، فتحدوا شعبهم الاعزل واغتالوه ، قالوا نشتري المجد باغلي ثمن ، فاشتروا ولبسوا ثوب العار ودمروا الوطن ، قالوا هذه الأرض لنا ، فباعوا الارض والعرض وجعلوا الارض مشاعا للغرباء ، قالوا يابني السودان هذا رمزكم ، فصاروا هم رمزا للخيانة وعنوانا للعمالة ، قالوا يحمي ارضكم ، فما حموا ارضا ولا عرضا ودنسوا الشرف ، وجعلوا الاجنبي فوق رؤوسهم يقتل ابناءهم ويغتصب فتياتهم ويحتل الوطن .
    انهم جيش السودان الحالي ، وعار الوطن ، قوادي الخيانة والعمالة ، وراس الفتنة .
    والخزي والعار للصامتين والساكتين والراجفين ، فالواقعة اتية وان طال الزمن .
    حسن عبد الله عبد الهادي/ المحامي
    ….لابيش

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..