الأمين السياسي للحزب الشيوعي بالعاصمة محمد المختار محمود: نحمّل والي الخرطوم مسؤولية استشهاد أكثر من116  من الثوار

الخرطوم: محمد عبد المجيد

حمل السكرتير السياسي للحزب الشيوعي السوداني بالعاصمة القومية محمد المختار محمود والي الخرطوم أحمد عثمان حمزة المسؤولية الكاملة عن ما اسماه العنف الممنهج وعمليات القتل المتعمد للمتظاهرين السلميين خلال التظاهرات التي اعقبت انقلاب اكتوبر مما ادى لسقوط أكثر من 116 من الشهداء خلال فترة تولي الوالي الحالي أمر الولاية، وقال المختار في الحوار الذي اجرته معه صحيفة (الحراك): إن الحزب الشيوعي يحمل والي الخرطوم كذلك وزر كل من روع  في الشوارع او داخل بيته ولفت الى ان جذوة النضال ما زالت متقدة وان تساقط منها بعض الرماد، واشار الى ان المركز الموحد للمعارضة اطار تنسيقي بين القوى التي تؤمن ببرنامج ومهام ثورة ديسمبر.. كثير من المحاور تمت مناقشتها خلال الحوار الذي ننشره في المساحة التالية..

*بداية استاذ محمد المختار ما هي الدوافع التي قادتكم في الحزب الشيوعي لطرح فكرة المركز الموحد للمعارضة في هذا الوقت بالذات؟

هناك ضرورة أملت الحاجة لوجود طرح ثوري حقيقي بتوحد قوى الثورة في مركز واحد لمجابهة الاخطار والمهددات التي تستهدف البلاد لقطع الطريق امام الثورة وامام تطورها وانجازها لمهامها التي نادت بها وهي حرية سلام وعدالة الموجودة في المواثيق قبل الثورة.

*ما هي هذه المواثيق التي تتحدث عنها؟

هذه المواثيق تتمثل في اتفاقية اسمرا للقضايا المصيرية ،ووثيقة نداء السودان ووثيقة اعادة هيكلة السودان وميثاق الحرية والتغيير، لكن هناك قوى محلية واجنبية لعبت دورا كبيرا في محاولة تفريغ الثورة من محتواها الثوري وان تغير مسارها من مصلحة الجماهير، لصالح الطفيلية!

*كيف نشطت هذه القوى؟ وكيف تجلت محاولاتها لايقاف مسار الثورة؟

بدأت التدخلات الاجنبية بمبادرة فولكر وهي المبادرة الأممية التي جاءت باسم دعم الانتقال الديمقراطي وعندما فشلت تدخلت السفارة الامريكية وحاولت اسعافها باضافة الاتحاد الافريقي ومنظمة ايقاد فيما سُمى فيما بعد بالآلية الثلاثية وكل ذلك لضمان وقوف هذه المبادرة وهذه التدخلات سدا منيعا امام التغيير الجذري الذي يصب لصالح الشعب السوداني، وفي نفس الوقت كانت التدخلات تدفع بقوى التسوية للامام حتى تتحقق اهدافها لكنها باءت جميعا بالفشل.

*استاذ محمد المختار هل يمكن ان تتوقف هذه الانشطة الهادفة عن تفريغ الثورة من محتواها؟

هذه القوى لم تيأس بعد وغيرت ألوانها وظهرت خلال الفترة الماضية في شكل جديد تمثل في مبادرة الجد الذي طرحها ودخلت عبرها الفلول الساحة للوقوف ضد التغيير الجذري، لكن جذوة النضال ما زالت متقدة وتتمظهر في المواكب والمليونيات التي سادت العاصمة والاقاليم، ونؤكد ان الجذوة متقدة وإن تساقط منها بعض الرماد.

*عفوا.. من تقصد بالرماد هنا الذي تساقط؟

اقصد هؤلاء الذين كانوا يمضون في درب الثورة وحادوا عن مبادئها او هم من يظهرون ما لا يبطنون، عينهم على الثورة وعينهم على التسوية، لكن جماهير الثورة مدركة لموقفهم وتفرز من بين هؤلاء من هو الثوري ومن هو ضدها لذلك سيكون هؤلاء ركاماً تذروه رياح الثورة العاتية .

*هل تعني أن هناك قوتين تتصارعان احداهما مع الثورة والاخرى ضد الثورة؟

نعم.. نؤكد ان الصراع الآن بين قوتين لا ثالث لهما.

*من هما هاتان القوتان؟

هما القوة التي تريد بناء سودان جديد يفارق الطريق الذي بناه الاستعمار وسارت عليه كل الانظمة الشمولية والديمقراطية التي حكمت  البلاد واورثتها الذل والهوان والتبعية واغرقتها في الديون وألحقت بها الفقر والعوز والمرض، تلك السياسة التي فرطت في السيادة الوطنية وفرطت في اراضي البلاد اولا بفصل الجنوب والتفريط في حلايب وشلاتين والفشقة وكذلك بالاتفاقيات المجحفة التي منحت على ضوئها دولل اجنبية اراضٍ خصبة شرتها تلك الدول بثمن بخس ولفترات تصل الى ٩٩ عاما !! … لذلك نحن اخترنا  التغيير الجذري الذي سينفذ مهام ثورة ديسمبر المجيدة .

*ما هي المهام التي سينفذها من يقفون في مركز المعارضة الموحد المعني بالتغيير الجذري ؟

مهام ثورة ديسمبر المجيدة تتمثل في اقامة اصلاحات في المنظومة العدلية كلها والقصاص للشهداء طيلة الـ٣٣ عاما المنصرمة وضمان ألا يهرب مجرم من العقاب وتسليم جميع المطلوبين للمحكمة الجنائية بلاهاي ليحاسبوا جراء ما اقترفوا من جرائم في حق أهل دارفور الذين شردت الملايين منهم في معسكرات النزوح بالداخل ومعسكرات اللجوء بالخارج واصلاح الوضع الاقتصادي  بتبني الاقتصاد المختلط، وبناء جيش قومي واحد بعقيدة وطنية واحدة وحل كل المليشيات العسكرية والحركات ونزع سلاحها واقامة علاقات خارجية على اساس الندية والتعامل بالمثل واعلاء مصالح السودان اولا وافشاء قواعد السلام العادل الشامل الذي يخاطب جذور المشكلة ويراعي مصالح اصحاب المصلحة الحقيقيين وغيرها .

*أين هى قوى الحرية والتغيير من  ذلك وأين هي القوى التي تعلن انها ضد الانقلاب؟

نحن من جانبنا في الحزب الشيوعي بالعاصمة القومية نرحب بكل من يأتي الينا ويصلنا، لكن في نفس الوقت فاننا نخطط للاتصال بكل الاحزاب التي تقف ضد الانقلاب كل على حدا لطرح رؤيتنا هذه الرافضة للتسوية والداعية للتغيير الجذري، خاصة وان المركز الموحد هو عبارة عن جسم تنسيقي بين القوى المؤمنة ببرنامج ومهام ثورة ديسمبر المجيدة.

*عفوا.. ألا ترى أن الدعوة لقيام مركز موحد لمواجهة الانقلاب يدعو فقط لاستيعاب القوى المتمركزة في الخرطوم؟

 نشير هنا الى أن المركز ليس قاصرا على العاصمة فقط وانما كل اقليم له الحق في بناء مركزه الموحد الذي يخاطب قضاياه المحلية اضافة للقضايا الوطنية، لذلك نحن في العاصمة القومية شرعنا في نشر برامج توعوية في الندوات والاجتماعات الموسعة ايذانا ببناء المركز الموحد من القاعدة للقمة.وندعو عضويتنا وقوى الثورة ان تقوم بانتزاع لجان الخدمات والتغيير من الفلول الانتهازيين الذين ظهروا بعد انقلاب ٢٥ اكتوبر وذلك عبر الجمعيات العمومية بالاحياء صعودا نحو المجالس المحلية والولائية والمجلس القومي التشريعي.

*ماذا بشأن تعامل والي الخرطوم مع المتظاهرين السلميين خاصة وأنه رئيس اللجنة الأمنية بالولاية؟

نحن نحمّل والي الخرطوم المسؤولية الكاملة في العنف الممنهج والقتل المتعمد للثوار حتى سقط أكثر من  116 شهيداً خلال فترة توليه أمر الولاية ،كما نحمله مسؤولية آلاف الجرحى والمفقودين وحالات الاغتصابات والاختفاء القسري والاعتقالات، ليس بوصفه والياً فحسب وانما بوصفه رئيسا للجنة أمن الولاية. والوالي ولجنته وقادة انقلاب ٢٥ اكتوبر يتحملون كامل المسؤولية .

*اذن كيف تقيم أداء الوالي في الجوانب الاخرى؟

اداء الوالي في كل الجوانب الأخرى المسؤول عنها يتسم بالفشل لذلك نحمله كل الفشل والتردي الذي ضرب الولاية في الخدمات والصحة والتعليم والأمن حيث تشهد الولاية انفلاتا أمنيا غير مسبوق، ونحمله وزر كل من روع في الشوارع او عاني من السطو داخل منزله او خطفت ممتلكاته  .

*ماذا بشأن استعداد الخرطوم  للخريف؟

الوالي يتحمل المسؤولية الكاملة في عدم الاستعداد لموسم الخريف ونتائجها السالبة في تردي صحة البيئة التي تنعكس على صحة الانسان ،ونطالبه الآن بازالة النفايات لوقف دورة توالد الذباب و العوض ورش اماكن توالده وكذلك برك المياه بالطرق اليدوية ثم بالطائرات إن لم ينجح ذلك في القضاء على البعوض والذباب.

*ماهو موقفكم من القوانين والأوامر والمراسيم التي تطبقها الولاية واثرها على انسان الخرطوم؟

والي الخرطوم وكل الولاة ما زالوا يتعاملون بنفس القوانين والأوامر التي سنها النظام البائد، والوالي قام باعادة طاقم النظام البائد للخدمة المدنية بينما تجاهل تماماً اعادة المفصولين الذين صدرت قرارات لاعادتهم للخدمة من مجلس الوزراء قبل الانقلاب، والوالي لم يوفر فرصا لتشغيل الشباب ويحارب الفريشة الذين يسعون لسبل كسب عيش شريفة ولاحقهم بالمطاردة والغرامات والانذار لمجموعة الشباب بشارع النيل بامدرمان بازالة الكافيهات التي قاموا بانشائها لتكون مصدر رزق لهم ومتنفسا للمواطنين ،ونحن نطالبه بان يقنن لهؤلاء الشباب وامثالهم هذه المشاريع الصغيرة بدلا من نزعها ومنحها لخاصته من فلول النظام البائد.

الحراك السياسي