مدير دار “المايقوما” :نستقبل يوميا ما بين 2 إلى 4 أطفال في الدار

هناك 54 حالة وفاة للأطفال خلال شهور نوفمبر وديسمبر ويناير
تم تشكيل لجنة للتحقيق في أسباب ارتفاع معدل الوفيات للأطفال
نسبة دخول الذكور أكثر من الإناث ولدينا 221 ذكرا و101 أنثى
(…..) هذه هي الأسباب التي أدت إلى الحمل خارج إطار الزواج
ندفع أموالا للأسر البديلة الطارئة
الإقبال على الكفالة الآن ضعيف و كان كبيرا في السابق
لدينا 350 أم مرضعة ومنظمة أطباء بلا حدود الفرنسية تدفع لها 12 ألف شهرياً
(السودان به خير كثير جداً) ويومياً نستقبل دعومات تتمثل في المواد الغذائية والبامبرز والألبان
كشفت مدير دار المايقوما منى عبدالله الفكي عن أسباب ارتفاع الوفيات بين الاطفال. وقالت مقابلة مع(الإنتباهة) ان العدد الحقيقي بلغ 31 حالة وفاة في نوفمبر وفي ديسمبر 11 حالة وفي يناير 12 حالة .
مشيرة الى ان الأسباب تعود لإغلاق البلاد والطرق مما ادى الى عدم وصول العاملين الى الدار بجانب الأوضاع الصحية التي جاء بها الاطفال الذين ولدوا في ظروف غير طبيعية على حد قولها.
لافتة الى ان الدار تستقبل يومياً من 2 الى 4 أطفال وان المتوسط الشهري يتراوح من 60 الى 70 طفلا واضافت عدد الأطفال في الغرفة يتراوح من 22 الى 26 مبينة ان عدد الاطفال الموجودين بالدار 321 طفلا ومعظمهم من الذكور ونوهت الى ان هناك إقبالا على الكفالة خاصة البنات وتابعت هنالك تدافع كبير على الكفالة وفي نوفمبر الذي حدثت فيه كثير من الوفيات كانت نسبة الكفالة 60 طفلاً ومتوسط الكفالة في الشهر يتراوح ما بين 20 الى 40 ونناشد كل المواطنين بالإقبال على الكفالة كاشفة عن وجود أطفال بسن الثامنة وان قوانين الدار لا تسمح بذلك وقالت لا يوجد تحرش او اغتصاب مؤكدة وجود رعاية واصطاف متكامل بالدار.
*شهدت الأشهر الماضية خاصة شهر نوفمبرعددا كبيرا من الوفيات داخل الدار ما هي الأسباب؟
= نعم هناك عدد من الوفيات في نوفمبر وهي 31 حالة وفاة وما ذكر في الصحف ليس العدد الحقيقي وهذه الوفيات لازمتها عدد من الاسباب أولاً إغلاق البلاد و المتاريس والوضع السياسي غير المستقر أسهم في ان الحضور للدار كان بصعوبة وثانياً الأوضاع الصحية للأطفال التي يأتون بها للدار غير طبيعية لان الحمل حدث خارج إطار الزواج لذلك جاء الطفل للحياة وهو مريض والولادة تمت في ظروف غير طبيعية والخوف والوضع الصحي الذي يصاحب الأم طيلة فترة الحمل يؤثر سلباً على صحة الطفل الذي يزج به في الشارع وشهد نوفمبر موجة برد عالية وجاء عدد من الأطفال مرضى وناقصي وزن والاطفال الذين توفوا في هذه الفترة تراوحت أعمارهم ما بين يومين واسبوع وعشرة أيام وشهر وسبب الوفاة لهؤلاء يعود الى الأوضاع الصحية التي جاءوا بها وفي ديسمبر تكونت لجنة لتقصي أسباب الوفاة وقمنا برفع مستوى النظافة بجانب زيادة عدد الكادر الطبي الموجود وعدد الأمهات وتحسين مرتباتهم وفرضنا على الامهات العمل 24 ساعة في ظل تتريس الشوارع وزيادة عدد الباحثين الاجتماعيين والمشرفين الموجودين في الغرف هذه أدت الى تحسين الوضع الصحي وبالتالي شهد ديسمبر 11 حالة وفاة فقط و12 حالة في يناير.
*شيوع ظاهرة رمي الأطفال في الشارع بجانب تدهور الأوضاع في الدار مما أدى لوفاة بعض من الأطفال وإصابة الآخر بسوء تغذية تعليقك على ذلك؟
= ظاهرة وجود أطفال خارج إطار الحياة الزوجية موجودة منذ الأزل ونشأت هذه الدار منذ العام 1961 وكانت عبارة عن مستشفى لصحة الأمومة والطفولة وفي العام 1969 تحولت لوزارة التنمية الاجتماعية واصبح الغرض منها إيواء الأطفال حديثي الولادة من عمر يوم الى أربع سنوات وبالنسبة لتدهور الأحوال الوضع داخل الدار جيد ومستقر ومستوى النظافة والتغذية عالي جداً ولدينا كادر متكامل من الاطباء والصيادلة والممرضين ولدينا عيادة متكاملة ومجهود من وزارة الصحة ونحن شركاء ثلاثة معنا منظمات ووزارة الصحة تضافرت جهودنا في الارتقاء بمستوى الوضع الصحي داخل الدار اما الأطفال الذين لديهم سوء تغذية لم يتجاوزوا 15 طفلاً من بين أكثر من 340 طفلا وهم وفقاً لحالتهم الصحية التي أتوا بها ولدينا اختصاصيو تغذية يبذولون قصارى جهدهم لإخراج الاطفال من هذه الحالة ونحن كوزارة تنمية اجتماعية بالتنسيق مع وزارة الداخلية في التقليل من نسب الوفيات بوجودة وحدة متكاملة لحماية الاسرة والطفل داخل الدار في السابق كان الطفل يجدع في الشارع ولكي يعملوا أورنيك 8 لابد من الذهاب الى عدد من الأقسام ثم يذهب الى المستشفى وبعد ذلك الى الدار ووحدة حماية الاسرة والطفل بالدار أصبحت كفيلة بفتح البلاغات.
*الجهود المبذولة لمعالجة جذور الحمل خار الإطار الشرعي وما هي الأسباب في تقديرك؟
= نحن الآن نعمل في جانبين وقائي وعلاجي ونقوم ببعض المحاضرات التوعوية على مستوى الجامعات والمدارس الثانوية منهم للتقليل من نسبة الولادة خارج إطار الزواج وشهد شهر نوفمبر وديسمبر محاضرات توعوية عديدة لعدد 700 طالب تلقوا محاضرات بالدار لكي يبعدوا من الحمل غير الشرعي ولدينا إدارة متكاملة تسمى الادارة العامة للتوعية ومهمتها توعية الطلاب بالمدارس والجامعات والمواطنين في الأحياء ونقول للناس لا تنشغلوا بالظروف الاقتصادية والسياسية وتغيبوا عن الاسرة ولابد من تحكيم العقل وتربية الابناء بصورة جيدة وبالنسبة للأسباب هناك عدة عوامل منها الظروف الاقتصادية وغياب الوازع الديني وغياب الرقابة الاسرية كل هذه الاسباب أدت الى الحمل خارج إطار الزواج لذلك نحتاج للقيام بحملات توعوية متكاملة وإرشاد ديني واجتماعي ونفسي لكل الشباب والشابات الموجودين في المجتمع لمحاربة الظاهرة من جذورها والعمل على برامج وقائية نمنع من خلالها الحمل خارج إطار الزواج.
*ماهي شروط وكيفية استلام الأطفال وإدخالهم الدار وكم عدد الذين يدخلون الدار يومياً؟
= يتم الاستلام عن طريق الشرطة واورنيك 8 الجنائي والدخول نوعان اما عن طريق الشرطة أو الأم بإرادتها وتكون مصرة للتخلي عنه لانه ولد خارج الإطار الشرعي وذهبت الى القاضي وقامت بكتابة تنازل بإنها سوف تسلم الطفل للدار وتتخلى عنه وذلك عن طريق الشرطة أيضاً وهناك من تأتي بطفل وتقول امنحوني فرصة لتوفيق أوضاعي اما ان تتزوج الفاعل أو إقناع الاسرة وفي كثير من الاحيان نقوم بالتدخل لإقناع الاسرة بإدخال رجال الدين ويخرج الطفل في اربع حالات اما بكفالة دائمة ولها شروط ومعايير أو اسرة بديلة طارئة وهي وظيفة ندفع مقابلها مبلغا ماليا للأم او عاد لأمة الأصلية وأعدنا دمجه لأسرته او تجاوز العمر المحدد به في الدار وانتقل الى دار أخرى أو توفي الى رحمة مولاه وعدد الدخول للدار يومياً يتراوح ما بين 2 الى 4 حالات .
*إحصائية بعدد الأطفال الموجودين داخل الدار؟
= في هذا اليوم عدد الأطفال الموجودين 321 طفلا وأكثرهم من الاولاد حيث يبلغ عددهم 221 وعدد البنات 101 وفي المجتمع هناك ولادة لكثير من البنات حتى يزهج الآباء من ذلك ولا يريدون البنات ولكن لدينا في الدار العددية الكبيرة من الاولاد والإقبال على الكفالة طلب بنات فقط ونسبة دخول البنات ضعيفة والمتوسط الشهري من 60 الى 70 والاطفال داخل الغرف تتراوح أعدادهم ما بين 22 الى 26 ولدينا 16 غرفة وفي الشهر الماضي كان الدخول 15 فقط وشعرنا بأن المحاضرات التوعوية جاءت بنتائج جيدة لذلك نحتاج وقفة الإعلام معنا والقيام بحملات إعلامية ضخمة عن دار المايقوما وعن خطورة وجود الاطفال داخل الدار وعن إيجابية وجود الأطفال مع الاسر وفي البيئة العائلية.
*هناك قضية مهمة وهي الفصل بين الأطفال في السنين كما تمت ملاحظة الأمر مؤخراً في المدارس بضرورة الفصل بين السنين العمرية الصغيرة والمتقدمة ولا يمكن ان يكون هناك أطفال بعمر سنتين مع أطفال بعمر ثماني سنوات وهناك تحرش؟
=العمر المسموح به في الدار من يوم الى خمس سنوات والآن لدينا أطفال بعمر 8 سنوات ولكن الآن هناك إشكالات في بقية الدور لذلك لم يتم نقل هؤلاء الاطفال ويومياً أطالب بنقل الاطفال خوفاً من الخطر وخاطبت وزارة التنمية الاجتماعية ووعدوني بنقلهم وفي قانون الدار لا يسمح بوجود هؤلاء الاطفال إلا ذوي الاعاقات ولدينا عدد 80 حالة إعاقة لان الأوضاع الصحية ومحاولة الام إجهاض نفسها واستعملت كمية من العقاقير والادوية والمواد الكيماوية لذلك خرج الطفل وهو معاق اما إعاقة ذهنية او حركية.
*الحديث عن التحرش والاغتصابات داخل الدار ما مدى صحة هذا الأمر؟
= في هذه الدار ليس لدينا اي تحرش او اغتصاب مع بعضهم او من قبل آخرين حتى الآن وانا تسلمت مهام الدار قريباً وحتى من قبل لم أجد ما يشير الى ذلك.
* ماهي شروط طلبات التبني وهل هنالك تدافع نحو تبني بعض الأطفال وهل تقومون بالمتابعة بعد تسليمهم؟
= لدينا إدارة متكاملة تسمى إدارة الكفالة والدوافع الاساسية للكفالة اما عدم الإنجاب او إنجاب الذكور ويريدون الإناث او العكس او إنجاب الاثنين ويريدون الأجر والثواب من الله وكل من يأتي تكون رغبته في كفالة البنت ولكننا نقوم بتعديل هذا الفهم لأنه سلوك خاطئ وهنالك تدافع كبير وفي شهر نوفمبر الذي حدثت فيه كثير من الوفيات كانت نسبة الكفالة 60 طفلاً ومتوسط الكفالة في الشهر يتراوح ما بين 20 الى 40 ونناشد كل المواطنين بالإقبال على الكفالة لأنهم ليس لديهم ذنب ونقول لهم لا تخافوا من الضغوط الاقتصادية لأن الاجر عند الله والطفل لا يزيد ولا ينقص شيئا وفي السابق كان الإقبال على الكفالة قويا والآن اصبح ضعيفا ونحن نكمل إجراءات الكفالة من منظور ديني والطفل يمنح اسما رباعيا وهميا متكاملا وبموجبه تستخرج كل المستندات الثبوتية ويمكن ان تتحرك به الاسرة داخل وخارج السودان وشروط الكفالة ان يكون سوداني الجنسية ويفتح الملف باسم الام وألا يتجاوز عمرها 50 عاما ولدينا كادر متكامل قوامه 90 باحثا اجتماعيا منتشرين على انحاء محليات الخرطوم مهمتهم العمل على المتابعة اللصيقة مع الاسرة المتبنية وفي الكفالة الطارئة أسبوعياً يذهب الباحث للأم لكي يرى احتياجاته واوضاعه الصحية وماهي السلوك التي تعلمها والاسر الدائمة تتابع لما بعد السنة الثالثة.
*فاقدو السند بعد الطفولة أين يذهبون وماذا يفعلون؟
=في دارنا نأوي الطفل حتى سن الخامسة وبعدها يذهب الى بيت البنات او الاولاد الحماية والمستقبل وبعدها يدخلون المدارس ويندمجون في المجتمع وهناك من يتكفل أطفالا كبارا وهناك من يقوم بعمل زواج وفي بيت المستقبل نقوم بذلك ولدينا بيت الشباب تابع للوزارة ومنظمة القرية بها بيوت للشباب والشابات فنهم من يدرس في الثانوي ومنهم في الجامعة.
*حديث عن ضعف عملية الرعاية النفسية والصحية في الدار بسبب تدهور الأحوال الاقتصادية وهل الاصطاف مكتمل كيف تتعاملون مع ذلك ؟
=لدينا كادر اجتماعي ونفسي متكامل وفرته وزارة التنمية الاجتماعية للاهتمام بالصحة النفسية للاطفال ولدينا قسم للإرشاد النفسي والاجتماعي قوامه 20 باحثا اجتماعيا ومديرة مهمتهم تعديل سلوك الأطفال وإخبارهم بالحقيقة بعد تجاوز سن الرابعة ومعالجة اوضاعهم النفسية كي لا ينصدموا بواقعهم في المجتمع والوزارة باذلة قصارى جهدها في توفير تيم متكامل من باحثين اجتماعيين ونفسيين لمعالجة أوضاع الاطفال النفسية.
*تهيئة الدار لاستقبال الأطفال هل هنالك بيئة صحية وغيرها تتوفر فيها الخدمات اللازمة وهل هناك رضاء وظيفي بالنسبة للذين يقومون بعملية الرعاية سيما وأن رضاءهم رأس الرمح في إنجاح المركز؟
=نعم الدار مهيأة بصورة جيدة وتوفر كل الخدمات اللازمة ولحسن الحظ لم تحدث اي إصابات بكورونا بين الاطفال والأمهات وفي الخميس الماضي تم تطعيم كل العاملين بالدار اما في ما يتعلق بالرضاء الوظيفي في السابق كانت المرتبات ضعيفة والآن نجحت الوزارة في الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للأمهات بتوفير وجبة متكاملة لهن وتكلفة الوجبة للام تكلفنا 30 الف جنيه ونوفر الفطور والغداء والعشاء والشاي لكل العاملين بالدار ابتداءً من الخفير الى اعلى سلطة موجودة كما نوفر لهم رعاية وتأمينا صحيا والآن بصدد تكملة التأمين الصحي لهم وتم رفع مرتبات الامهات المتعاقدات والتابعات للحكومة الى مبلغ 10 آلاف جنيه ومنظمة أطباء بلا حدود الفرنسية تدفع للأم 12 الفا شهرياً وحسب الخطة المتفق عليها سيتم رفع هذا المبلغ في فبراير وهناك حافز أداء من الوزارة والمدير العام قام بتصديق دعم شهري لهم وقدره 4 آلاف ويعملون ورديات طويلة وبالنسبة للظروف الاقتصادية لا يوجد رضاء وظيفي لأن السوق يلتهم كل مبلغ نتحصل عليه.
*كم عدد الأمهات المرضعات بالدار؟
= لدينا 350 مرضعة يعملن بنظام الورديات.
*ماذا عن الدعم الحكومي والخاص وهناك مساعدات تأتي من بعض الخيرين لدعم الدار في إيواء الأيتام؟
= السودان به خير كثير جداً ويومياً نستقبل عددا كبيرا من الدعومات المتمثلة في المواد الغذائية والبامبرز والالبان وهي من أكثر الاشياء التي أثقلت كاهل الوزارة وهي ملتزمة بتوفير الالبان والبامبرز والمنظفات وهذا التزام شهري ثابت والخيرون يأتون بكمية كبيرة من ذلك وناشد كل الخيرين من خلال هذا اللقاء بتقديم الدعم لدار رعاية الطفل.
*ماهي التحديات التي تواجهكم؟
= من أكبر التحديات التي تواجهنا عدم الإقبال على الكفالة وهذا ليس المستوى المطلوب للكفالة ونريد ان نصل لوضع جيد ومن التحديات أيضاً نحتاج زيادة للكادر الطبي ونطالب وزارة الصحة بذلك ونطالب الخيرين بالإقبال على الكفالة المادية والعينية ومعظم الاسر المتبنية فقيرة وهناك من يأتي ويقول لا أريد كفالة طفل في منزلي ولكني أريد ان أدفع لأسرة متبنية ونقوم بعمل ربط مباشر بينه وبين الاسرة وأحدثنا طفرة كبيرة جداً بعد التعاقد مع شركة نظافة محلية الخرطوم لأن أخطر شيء لدينا مخلفات البامبرز وفي اليوم نستخدم ما يزيد عن 2400 قطعة لأن الطفل مقرره6 وهذه من أكبر التحديات التي كانت تواجهنا وتجاوزناه بعد التعاقد ومنظمة أطباء بلا حدود اضافت لنا شركة نظافة أخرى.
الانتباهة