مقالات سياسية
برعاية جمهورية الموز والطحنية

شهب ونيازك
كمال كرار
تنطلق المواكب السلمية نحو القصر الجمهوري، فتقابلها المدرعات والمجنزرات بوابل من الرصاص والبومبان ومياه الصرف الصحي، وتتم مطاردة الثوار بالتاتشرات بغرض الدهس، وتأتي فرق الاعتقال عند الفجر، والهدف من كل هذا القمع فرملة الثورة المنطلقة ضد الانقلاب العسكري.
ومن أجل مطالب عادلة، وضد الظلم والاضطهاد والانقلاب العسكري، تنطلق الثورة بالشمال، وتروس الثورة حاضرة ضد نهب الموارد.. لكن القمع سيد الموقف هنالك.
وعشية انقلاب البرهان وحميدتي، اعتصم الفلول وسدنة العسكر أمام القصر الجمهوري، وقفلوا شارع الجامعة، ونصبوا خيمهم في شارع القصر، فكوفئوا بالموز والطحنية، وأقاموا الحفلات وجابوا (القونات)، ولم يعترضهم أحد، ولم تقف عربة عسكرية أمامهم، ولم يطلق بخور التيمان ضدهم ناهيك عن البومبان.
واجتمع الفلول في الشرق وقطعوا الطرق وقفلوا الميناء، ولم تتحرك في مواجهتهم القوات العسكرية.
والتفسير معروف لكل ما جري، فكل ما هو ثوري، يجب أن يقابل بالحديد والنار، أما تحركات الفلول فهي مشروعة وبرعاية رسمية.
لكل هذا انطلق قطر الفلول من عطبرة، تحت الحماية العسكرية، وثوار عطبرة نالوا نصيبهم من القمع والاعتقال..
وللتذكير فقط لا غير كان الاتحاد الاشتراكي أيام نميري برعاية رسمية أغدقت عليه الأموال، وتبخر عند الانتفاضة، والمؤتمر الوطني أيضًا كان برعاية رسمية، سرق ثروات السودان، وصرفت عليه الأموال، ولكنه اختفى عندما انطلقت الثورة.
المحرش لا يقاتل، وسدنة العسكر من هواة الموز والطحنية، إلى زوال عندما يسقط الانقلاب العسكري..
هناك فرق بين من يخوض معركته لأجل الوطن وبين من تدفعه المصالح إلى معاداة الوطن..
والمعركة محسومة لصالح الثورة، ويومها سيحيق المكر السيء بأهله.
وأي كوز مالو؟
وأي خبير اسطراطيجي مالو؟
الميدان
وانا أقول “أي خبير إستراتيظي” مالو؟