الجزء الأخير … بله الغائب : دراسة نفسية في شخصية كاهن الإنقاذ

تاريخ التفكير السحري:
لجأ الإنسان قديماُ إلى السحر لعجزه عن فهم ظواهر الطبيعية. واستعمل السحر لحمايته من الأمراض وغدر الطبيعة وكوارثها المتتالية. كان للسحرة مكانة اجتماعية مميزة. وقد تعززت مكانة الساحر منذ عهود سحيقة وأصبح يتخذ قرارات مصيرية لجماعته متعلقة بالحرب والسلم ، والمرض أو الصحة.(حسن العاصي : بارانويا السياسة)
جاء في تقرير نشرته صحيفة المدينة السعودية في العام ٢٠١٤ أن العرب ينفقون ما قيمته ٧.٥ مليار دولار سنوياً لقضايا ترتبط بالسحر والتنجيم وقراء الطالع ، وفك السحر الأسود ، وجلب المصلحة ، وإحداث ضرر بالآخرين.
الغالبية العظمى من معتقدي السحر هم من الناس الذين يعجزون عن إيجاد تفسير علمي لبعض الحالات التي لا يتمكن العلم والطب من فهمها وعلاجها ، فيلجؤون إلى الشعوذة والدجل.
ما زال مجتمعنا في معظمه يعيش ـ وفق نمط تفكيره السائد/ الأعم ـ مرحلة التفكير السحري ، أي يعيش المرحلة السابقة لانتصار الرؤى العقلانية وسيادة المنهج العلمي . فهو “زمنيا” في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين ، بينما هو “وَعْيا”، في حدود بدايات القرن السادس عشر تقريبا.
ما يعيب حقا ، هو استمرار وإنتشار وهيمنة هذه “المرحلة الخرافية” على مسافة زمنية طويلة ، حيث ظهرت مخاصمة العقل ، وتسفيه المنطق العلمي، والتنكر لمخرجات العلم. ويسود تفكير خرافي مُشَرْعَن ، أي تفكير خرافي امتزج بالتفكير الديني/ بالتراث الديني حتى أصبح يستمد منه الديمومة.
في كل التفسيرات العلمية عبر تاريخ العلم وتراكم العلوم لم يظهر أبدا ولا مرة واحدة ان كان تفسير أي ظاهرة طبيعة أن هناك جني أو عفريت أو ملاك أو شيطان كان مسئولا عنها ! ليس ولا مرة كان تفسير أي ظاهرة أنها كانت سحرا أو ممارسة سحرية أو معجزة أو عمل خارق للطبيعة !
يعجز المحققين العلميين أحيانا عن تفسير بعض الظواهر الطبيعة (على الأقل لفترة من الزمن) بسبب غموضها او صعوبة كشف أسرارها ! لكن التراكم المعرفي والعلمي هو مفتاح سبر غموضها مستقبلاً ! (التفكير الخرافي : محمد المحمود).
خلاصة :
إضطراب الشخصية الفصامية (STPD) :
عندما تتمعن في إجابات بله الغائب وتشاهد حواراته التلفزيونية فأنت لا تقرأ أو تشاهد شخص كاذب أو مشعوذ ومتناقض ، كلا … فأنت فقط في رحاب دهاليز إضطراب الشخصية الفصامية … أرجع البصر كرتين وقارن بنفسك هذه الحوارات بخصائص الشخصية التالية ! .
إضطراب الشخصية الفصامية وهو ليس الشيزوفرانيا ، نمط منتشر من إضطراب الشخصية تصحبه تشوهات معرفية أو إدراكية ونمط غريب الأطوار في السلوك ، ويتشخص بوجود خمسة من الخصائص التالية :
– المعتقدات الغريبة أو التفكير السحري الذي يؤثر على السلوك ويتعارض مع المعايير الثقافية الفرعية (على سبيل المثال ، الإيمان بالخرافات أو الإيمان بالاستبصار أو التخاطر أو “الحاسة السادسة” ؛ في الأطفال والمراهقين، التخيلات أو الانشغالات الغريبة).
– تجارب إدراكية غير عادية ، بما في ذلك أوهام جسدية.
– التفكير والكلام الغريب (على سبيل المثال ، غامض أو مفرط في التفصيل ، أو مقولب).
– الشك أو التفكير بجنون العظمة.
– إنفعال مقيد أو غير مناسب .
– سلوك أو مظهر غريب أو غريب الأطوار .
– القلق الاجتماعي الذي يميل إلى أن يكون مرتبطًا بمخاوف جنون العظمة بدلاً من الأحكام السلبية حول الذات.
– قلة الأصدقاء المقربين بخلاف الأقارب .
– أفكار الغشارية.
خليتنا ماشيين في القراية لحدي دخلنا الباب لقينا نفسنا في باب الخروج.مش جبت قصة بله الغائب طوالي وضح اسباب اضطرابه النفسي وامثلة عن اقواله المنشرة وسط الناس والسببت له جنون العظمه وردود المجتمع الايجابية وامثلة عن ناس بشة البسألوه عن الغيبيات.ومصادفة او صدق جزء من اقوالة …. كانك قبضته اللص من غير مسروقات.
لا علاقة لبلة الغايب بالسحر والتنجيم وفراءة الطالع . ولا إضطراب الشخصية الفصامية ، كما تعتقد .