القيادي بالاتحادي الأصل طارق الياس: هذه أسباب ضعف مواقف الحزب..

كشف القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل؛ وعضو أمانة القانونيين بالحزب، والمستشار القانوني السابق للسيد محمد عثمان الميرغني، الأستاذ طارق الياس موسي، لـ (مداميك)، الغموض الذي يكتنف موقف الحزب من ثورة ديسمبر المجيدة، ومما يجري في السودان، بصفة عامة.
وقال الياس، في بداية حوارنا معه “إنّ في دستور الحزب، المادة الثالثة منه، حرّمت على عضوية الحزب مهادنة الانظمة الشمولية، والديكتاتوريات العسكرية منها والمدنية”. وأضاف الياس بأن الاغلبية متمسكة بمبادئ وأهداف الحزب، خاصة القوى الحية داخل الحزب، بينما الأقلية هم من خالفوا هذه المبادئ، وهي لا تمثل سوى ١٪ من عضوية الحزب _بحسب تعبيره، وتأسف الياس على تنفذ هذه الاقلية داخل الحزب، وقراراته، ويقول، لذلك ظهر الحزب بهذا الموقف الذي يراه الكثيرون غامضا، أضف لذلك فإنّ الاغلبية الرافضة لموقف الأقلية بعيدة عن الإعلام، مؤكداً بأنّ هذا الرفض قديم من أيام المشاركة، مع النظام المباد، حيث ظهرت مجموعات كبيرة رفضت فكرة المشاركة، من ضمنهم حسن أبو سبيب، ودكتور بخاري الجعلي، وقيادات كثيرة، طالها للأسف الشديد بعد ذلك سيف الفصل والأبعاد من الحزب، وأوضح الياس بأنّ هذه الفترة المظلمة من تاريخ الحزب شهدت محاكمات، ومذابح السيد الحسن التي نعرفها كلنا. وقال الياس إنّ الحزب منذ بداية الثورة، ساهمت جماهيره في الشارع مساهمة كبيرة في إسقاط نظام البشير بالمال، والأرواح، كاشفا عن عدد كبير جدا من المغتربين الاتحاديين بالخارج تدفقت أموالهم لدعم الاعتصام أمام القيادة العامة، ولعل أوّل مَنْ ولجتْ سياراته لسُقيا الثوار في القيادة العامة حينما دخلوا ساحة الاعتصام؛ كانت هي سيارات طه على البشير، ومصانع البزيانوس والمياه الغازية _على حدّ قوله_ وشبه الياس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل ككيان عريض، بنادي الهلال، وحول تجاربه مع الانقلابات العسكرية في التاريخ السوداني.
وأكد الياس أن هذه الازدواجية فيه قديمة، منذ انقلاب عبود، الذي سانده أحمد خير المحامي، وكان وزيراً لخارجيته، وكذلك انقلاب نميري، الذي باركه محي الدين صابر، وأحمد السيد حمد وآخرين، رغما عن أنّ المعارضة في حينها لنظام نميري يقودها الشريف حسين الهندي، وتكررت في زمن الإنقاذ على ذات المنوال وفي بداياته، انخرط فيه الدكتور حسين سليمان أبو صالح، ومن بعد ذلك تبنى أستاذي تاج السر محمد صالح رؤية وجدت مساندة ودعما من السيد أحمد الميرغني، ودفعة قوية من الخليفة عبدالمجيد فحواها أنّ الإسلاميين معظمهم اولاد ختمية، ومن بيوت ختمية، مثل على عثمان محمد طه، وعمر البشير، والحاج عطا المنان، وعبدالرحمن الخضر،.. الخ، فلماذا التحالف مع قرنق وحركته طالما هؤلاء هم أولادنا ومن بيوتنا، فالأولى أنْ نتحالف معهم، وهي فيها شيء من التفكير الاثني والعراقي، وضيق الأفق السياسي، لكن بعد ذاك نجدها سادت وذهبت لأبعد من ذلك حتى سقوط النظام.
وحول موقف مولانا محمد عثمان الميرغني نفسه، يقول الياس، السيد محمد عثمان الميرغني خرج من السودان إبان احتجاجات سبتمبر ٢٠١٣، وقد صرحت حينها لصحيفة “التغيير” بأن مولانا لن يعود للسودان قريبا، فهو حينها لم يكن راضيا عن نظام البشير، وظهوره الأخير وخطابه الذي أذاعه لم يكن موفقا فيه إطلاقا، كما أنّ آثار التعب والسنوات ظهرت عليه، أضف لذلك معلوماتي المؤكدة أنه ترك الاشتغال والكلام بالسياسة ولربما أُجبر على ذلك الخطاب، وحول مستقبل القيادة بالحزب، أكد الياس أنّ أبناءه ليس فيهم واحد مؤهل لخلافته، أو يملك كارزميته، وقد جُربوا، فالسيد الحسن كرت حُرق بسقوط الإنقاذ، كذلك المدة التي تقلد فيها زمام الأمور للحزب أظهرت ضعف مقدراته وقلة خبرته، وهي كانت أكثر فتره مظلمة ومؤلمه تمر على حزب الحركة الوطنية، ويواصل الياس حديثه الصريح، أمّا السيد جعفر الميرغني فلايقل عن السيد الحسن في قلة الخبرة كما أنه واضح زهده في العمل السياسي وهو مجبور على المنصب إجبارا، وعاد الياس بالحديث عن بيت الأسرة علي الميرغني، موضحا بأنه عماد من أعمدة الحزب الاتحادي ولا غنى عنه إطلاقا لكن اعتقد بأن الاتحاديين يجب أن يحاولوا طريقة ملائمة لهذا البيت بعيدا عن تقلد الرئاسة، أو العمل التنفيذي فالضعف الحاصل في المواقف السياسية سببه تقلدهم للعمل التنفيذي في الحزب.
وحول الأسباب التي أدت لضعف هذه المواقف، يقول الياس إن جهات خارجية تسيطر على قراراتهم، مثل مصر والدول العربية تحديدا المملكة العربية السعودية، فهذه الدول – بحسب رأي الياس – ساهمت مساهمة كبيرة، وضغطت في أن يستجيب مولانا السيد محمد عثمان لمشاركة نظام الإنقاذ، والنتيجة مولانا والحزب وجماهير، خسروا كل القطاعات الحية من الشباب، واصبح الحزب حاليّا، كهلا حيث طاله نزف مستمر وهروب لضفاف الكيانات الاتحاديّة الأخرى رغم صغرها، ويضيف الياس، للسيد على الميرغني مقولة قديمة أن السعودية ومصر يجب عدم مخالفتهما، وهذه المقولة هي من تقيد مولانا وتابعيه من أهل الطريقة، رغما عن وجود مصالح لهم وروابط بهذه الدول، وقد أوضحت الثورة السودانية أن السعودية ومصر ومخابراتهما بعيدون كل البعد عن السودان وحراكه ومصادرهم التي يستوثقوا منها فوقية. وحول سؤالنا عن القطاعات المهنية والفئوية داخل الحزب، ودورها، يقول الياس، الحزب الاتحادي الأصل خط المهنيين داخله كالمحامين والأطباء والمهندسين… الخ مختلف تماما عن الخط العام للحزب، وهذا في حد ذاته خلق ازدواجية واضطراب في المواقف، وغموض وهذه لا تجدها في الأحزاب الأخرى كالبعثيين أو المؤتمر السوداني على سبيل المثال، فالخط العام كله واحد وحقيقة بعد نجاح الثورة، ورغم أنني عضو مؤسس للتحالف الديمقراطي للمحامين، ورغما عن وقوفنا في خط الجماهير والثورة والثوار، لكن مُورست علينا داخل اجتماعات اللجنة السياسية للتحالف، أنواع متعددة من الاقصاءات والتهميش، رغما عن أننا نحوز في الترشح والتصويت على أعلى الأصوات داخل الاجتماعات، لكن حينما يرفع اسمك يتم الرفض، حيث جرى هذا لدكتور على السيد حينما رشح للجنة تسيير المحامين والبروف بخاري الجعلي لإحدى الوزارات والأستاذ المحامي العجب محمود وشخصي لإحدى اللجان، والطريف نحن لا نرشح نفسنا، حيث يتم ترشحينا بواسطة القوى السياسية الأخرى، ويضيف الياس بأن الاستثناء الوحيد حصل للأستاد خلف الله عباس؛ داخل لجنه التسيير وأستاذ كمال أبو نائب، هذه سياسة الكيل بمكيالين.
وحول أسباب التهميش الذي يطال كوادر الحزب داخل التحالفات السياسية، اتهم الياس؛ التجمع الاتحادي، بأنهم من كانوا يضعون لنا هذه العراقيل ومتشددين تجاه اشقائهم في النضال، وأكد الياس أنّ لديه كثيراً من الشواهد، واحدة منها أننا حتى بعد سقوط النظام كنا كمحامي أمانة واحدة، بعدها جاءونا، وقالوا نحن نريد الانفصال لأننا صرنا حزب لوحدنا، وقد طلبوا من تحالف المحامين أن يكون ممثلنا معا، وأصلا كان موجود في السابق بهذه الصفة ممثلا لهم ونحن علينا اختيار ممثلين لنا حدث ذلك، وكانت هناك مشاحنات في الاجتماعات، ولكن بعد مرور الزمن استطعنا السيطرة عليها، ولا أذيعك سرا إذا قلت لك إن السبب الأساسي والرئيس لوفاة على محمود حسنين، الأستاذ الكبير هو هذه الخطوة التي اتخذها الأشقاء في التجمع، وشق صف المحامين، فقد كانوا مجتمعين معه قبل وفاته لإقناعه بهذه الخطوة وخرجوا منه وتركوه غاضبا له الرحمة والمغفرة وجنه عرضها السموات والأرض، وتحسر الياس على موقف الحرية والتغيير من الحزب، خاصة في قضية ترشيح والي كسلا عمار صالح، في حكومة حمدوك الثانية بالقول، فرغم هذا الإقصاء، فقد بذلنا جهدا كبيرا في إقناع مولانا السيد محمد عثمان لمعالجة إشكالية الوالي عمار والي كسلا الذي رفضه الناظر ترك، وبالفعل حدد موعدا للقاء حمدوك داخل مجلس الوزراء لإجراء محادثة معه، وإبداء الاستعداد من مولانا في هذه المكالمة لمعالجة الإشكالية، ولكن أخطرنا من سكرتارية مجلس الوزراء أنا، والشقيق فحلابي بإلغاء اللقاء والاعتذار عنه، ولفت الياس النظر بأن هناك عدم نضج من قوي الحرية والتغيير في إقصاء الاتحاديين المنسوبين للأصل، بسبب موقف الاقلية المسيطرة على القرار، وهم يعلمون ذلك فإبعاد الأصل هو من أسقط الفترة الانتقالية الماضية، وشجع البرهان على الانقلاب، فلولا الجكومي والتوم هجو لما وجد اعتصام الموز هذا الزخم، وسار نحو غاياته فكلنا يعلم قلة حيلة مني أركو مناوي، وجبريل، وأردول الذين استفادوا من الجكومي والتوم هجو؛ وهو خطأ استراتيجي وقعت فيه الحرية والتغيير منذ البدء واستجابت لأصوات أخرى بإقصاء الجكومي والتوم، وهما رغم أنهم كما اشرت لك يعملون ضد مواقفهم ودستَورهم وتوجهاتهم، إلاّ أن دافعهم ذات دافع محمد خير صاحب فكره الخريجين واشتراكه مع عبود والعساكر في انقلابهم انتقاما من الزعيم الأزهري، كذلك الناظر ترك لولا غياب الحزب الاتحادي الأصل لما نجح في مسعاه، وكذا الحال للبرهان وانقلابه ومؤامراته فأكبر خطأ ارتكبته الحرية والتغيير أبعاد الأصل قياسا على خطه العام الذي يسيطر عليه قله دون النظر لما فتحته من ثغرات وثقوب داخل ثوب الوطن الكبير؛ حيث استطاع الأعداء أن ينفذوا منها.
وحول الوضع الراهن داخل الحزب يقول الياس، حاليا الاتحادي الأصل تكونت داخله مجموعه للتغيير كبيرة جدا، وأعدادها ضخمة هي التي ستغير وجه الحزب، وهي أقرب للشارع ولجان المقاومة منها للحرية والتغيير، أو المهنيين بصورة عامة إذ أن عددا كبيرا منهم منخرط داخل لجان المقاومة، كما أنهم مؤمنين بأن الإصلاح يجب أن يكون داخل الحزب، وليس خارجه، قياسا بالتجارب القديمة للانشقاقات داخل الحزب، مثل على محمود وحاج مضوي، الوطني الاتحادي، وحزب الشعب، وحاليا التجمع، ومحمد عصمت، والموحد وجلاء الأزهري، وجماعة الهندي فانتظروهم فهم قادمون.
مدلميك
للكيزان ثلاثة مشايخ ولكل اتباعه وحيرانه من عباد الاصناعم والافراد وبعض الانتهازية والمرتزقة و كيزان الترابي على راسهم ومن ثم ياتي كيزان محمد عثمان الميرغني وكيزان الصادق المهدي