مقالات وآراء سياسية

مجلس حكماء السودان ! هل تنقصه الحكمة ؟

إسماعيل آدم محمد زين

 

قد يكون من الضروري تعريف الحكمة والحكيم قبل التطرق إلي موضوعنا ، أعلاه . الحكيم هو الشخص الذي يتصف بالروية والرأي السديد في القول والفعل ، فلا يقول إلاصواباً ولا يفعل إلا ما هو صحيح ومعقول بعيداً عن قرارات العاطفة . وقد إرتبط الحكيم لدينا أو في الذاكرة الشعبية بطويل العمر أو كبير السن مع معرفة كبيرة تتحول عنده إلي شوارد تتناقلها الأجيال . لذلك علينا أن نضع قواعد أو مؤشرات لمن يمكن أن نسميهم حكماء ! حتي لا نظلمهم ولا نظلم البلد الذي إليه ينتسبون. وهنا يحق لنا أن نسأل د. محمد حسين أبو صالح عن معاييره لاختيار مجلسه – الذي أسماه مجلس حكماء السودان.

كان من اولى الخطوات التي يمكن وصفها بالحكمة ان تتم وضع مؤشرت لاختيار هؤلاء الحكماء من قبل أهل السودان ليصبحوا فعلا ممثلين لأهل السودان إضافة لاستيفائهم لشرو أخري ، منها :      المعرفة  INTEGRITY وهي صفة في الشخصية تحد من الانانية واللصوصية وهنا نذكر نيلسون     مانديلا – كرجل يتصف بالاستقامة –

في ذات جلسة حكماء السودان بمنبر بسونا وضعوا شابة غرة منعت  بطريقة فجة دكتور طه من مواصلة حديثه حول إمتلاك مديرة جامعة الخرطوم لاربع سيارات ، ندرك بأن الدكتور لم يتناول مديرة جامعة الخرطوم في شخصها ولكنه يشير إلي سكوتها على سلوك مدراء سبقوها وغيرهم ممن يديرون مؤسسات كبيرة . وهو للاسف أمر موجود في كثير من المؤسسات ، المدنية والعسكرية وهو لا يتناسب وظروف البلاد ووضعها البائس وقد ذكر د.طه بأن كل عربة كفيلة بإنشاء مشروع .

وصفت هذه الشابة بروفيسور علي شمو بالاعلامي الاول وهو ما نفاه بطريقة مباشرة وعزى ذلك بأنها تلميذته! وهى بذلك قد أثبتت كتلميذة  لعلي شمو ، فهو رجل متواضع ولا يقبل  العبث . وليتها تتعلم من حكمته – وهي في تقديري غير مناسبة لهذه المهمة – ترى ما هى صلتها ببروفيسور أبي صالح ؟ .

وأعود لموضوع أهمية إستقراء أراء أهل السودان في إختيار من يرونه حكيما – أرى في غياب الاب فليو ثاوث فرج خطا كبيرا كذلك بروفيسور بشير العبادي، محجوب محمد صالح ،  بروفيسور عبدالملك محمد – عالم الفيزياء ومدير جامعة الخرطوم السابق د.عبدالله حمدنا الله القاضي .

من المؤشرات الاخرى الاتزان ، الرزانة ، الصدق ، الامانة ، كل القيم الانسانية – سيرة الرجال والنساء مبثوثة  على المواقع الالكترونية مثل سيرة د.كمال ادريس فهو قد أُعفي  من منصبه ولما يكمل الفترة بتهمة تزويره لتاريخ ميلاده – مثل هذا الشخص يجب إبعاده من اي منصب او من  هذه المجموعة- لو انه أخطأ في كتابة تاريخ ميلاده في ورقة واحدة لعذرناه ولكنه موجود على جواز السفر وبقية الوثائق كما ان شكله لا يدل على العمر الذي اختاره. وهو من شروط الوظيفة ، لعلة الا يفسد !وان يكون حكيما وعلى إسئتقامة – وأعود لكيفية إختيار أبو صالح لمجلسه هذا ولمؤشرات إختيار اسم المجموعة.

يبدو ان ابو صالح إعتمد على نفسه وعلى عدد محدود من الناس في إختيار هؤلاء الناس. وهو معروف من انتمائه او تماهيه مع النظام السابق وكان مسئولا عن الاستراتيجية – ولا ندري محصلة عمله ذاك! فهو يبدو مثل المرحوم د.تاج السر فقد وجد فراغا في الجو الاستراتيجي وشغره ببراعته في الكلام باللغتين  – وهكذا سار ابو صالح طوال فترته في الاستراتيجية.

ايضا يبدو إختيار اسم المجموعة حكماء السودان غير موفق وكان من الافضل أن يطلق عليه بيت الخبرة او مستودع الخبرات السودانية على ان يضم خبرات من خارج البلاد وجاءت إشارات لدور هؤلاء في تحريك الثورة وإرتباطهم بالبلد وبأهلهم – وقد ذكر ب.علي شمو بأنه في وسع اي شخص في العالم أن يتفاعل مع جلستهم تلك ويتواصل معهم وهو أمر ممكن ولعله غاب عن أبي صالح .

وبدأ لي مجلس حكماء أبي صالح مثل المجالس التي يكونها النميري أو البشير ، اذ يمثل الطرق الصوفية والادارة الاهلية ورجال الدين. وهي مجالس أكثر شمولا للطيف السوداني . وهذا مكانة البرلمان او المجالس المحلية ومجالس البلديات لذلك إن اراد لمجلسه النجاح أن يتسم بالشفافية والامانة ، فقد سئل عن موقع المجلس ومكانه ولم يجب على السؤال. مجلس في شنطة أو شركة في شنطة.

لا بأس في ذلك فنحن نعيش في زمان الواقع الافتراضي- وبذلك يمكن أن يصبح المجلس في اي مكان عبر موقعه على الشبكة وبريده الالكتروني ، ومنصات التواصل الاخرى مثل الواتساب.

يمكنني ان اصف د.طه الاستاذ بجامعة الخرطوم بأنه أستاذ شجاع وله نموذج في التنمية يمكن أن ينهض بالانسان السوداني فهو جدير بعضوية مستودع التفكير السوداني- او بيت الخبرة السوداني- اما بروفيسور أبوصالح- اشك في حكمته فهو يدعي بوجود خطط لاحداث النفير او للاسعاف ! وكما وصف أحدهم المشروع بالبناء فهو قد قدم الخرائط (إن صح وجودها) ولكنه لم يختار المقاول ولم يقدم عطاءات لاختبارهم وأضيف بأنه لا يملك المال لخططه إن ثبت وجودها . دولة تضع ما يتوفر لديها من مال في عملة صعبة في مزاد تعلن له وهي تريد أن تقوى من عملتها أوتثبت سعرها ! ومجرد الاشارة الى وجود مزاد علني ببنك السودان سيطلق العنان للدولار، ما الداعي للمزاد إن كان الاختيار للاولويات. دواء مثلا وإسبيرات للمصانع ! فليتم منحها ما تحتاج اليه من عملة صعبة في صمت.

هنالك حقيقة مرة قفز عليها أبو صالح وأشار إليها بروفيسور علي شمو حيث ذكر الخطر الماثل في وجود الدعم السرع و الحركات المسلحة بإنطلاق رصاصة واحدة ! الخطر يتمثل في وجود الدعم السريع والحركات المسلحة . واحدة من الحركات يقوم رأسها على ولاية المال العام ويريد أن يأخذه كله الى دارفور كما قال . بل وضع زيادة في تعريفة كهرباء الزراعة في الولاية الشمالية ونهر النيل – ويعمل بطريقة غير مرضية – كما يشك الناس في مؤهلاته . عليه أن يخبر الشعب السوداني بمؤهله الذي  بموجبه  تحصل على وزارة       المالية – وكل خبرته كانت في إدارة شركة طيران صغيرة تتبع للجيش او الامن –  .

إدعى الاب ناثان بأنه أكبر زول  في الحضور ! وهو لا يدري بأن بروفسير علي شمو قد تجاوز الثمانين – وهذا يبعد الاب ناثان عن طور الحكمة ويدخل في زمرة أخرى . لذلك سقط في أول إختيار للحكمة ! ويبقى صوت الآنسة او السيدة نشازاً وسط الحكماء او الخبراء كما أريد أن أسمهم – ايضا سقط أبو صالح في إختبار الحكمة  عند سؤاله عن مقر مجلس حكماء السودان ! فهذا دليل على عدم الشفافية او الدغمسة التي كان يستخدمها رئيسه البشير ! .

كما لم يحدثنا عن هيكل مجلس حكماء السودان – الرئيس او المدير، أو … إلخ.

اشار الاب ناثان في سياق حديثه الى تلقيه محادثة من استراليا ، يقول الأب ناثان” لقد سألني المتكلم ، بتسوو في شنو؟” أـو ما معناه! ولكنه لم يوضح لنا هوية المتكلم وقد أدركت بأنه سوداني ، لسبب بسيط وهو قلة إهتمام استراليا البعيدة بالشأن السوداني . ولم نعد نسمع عنها . منذ توقف الخراف التي جلبها أبو حريرة واراضي أهله في البطانة تعج بضأن كفيل بإشباع العالم من أفضل اللحوم .

وهنالك ملاحظة أخرى على حديث الاب ناثان، وهي هل أعد خطاباً منه يقرأ ؟ او كان من الذاكرة مباشرةً؟ إن  كان حديثه من خطاب مكتوب فقد كان ضعيفا وإن كان حديثا مباشراً ففي ذلك إستهانة بحكماء السودان وشعبه الذكي! فهلا يتكرم الاب ويوضح هذه النقاط ! فقد سئمنا من أحاديث المتأسلمين ولا نود خيبة أمل أخرى في أحاديث أهل الكتاب المقدس ! .

تكلم أبو صالح عن إعتذار عضو مجلس حكماء السودان الادريسي ولا ادري المعايير التي تم بها إختياره لذلك الشيخ الذي لم يسمع به أحد. لقد عرفنا رئيس الائفة الأسبق وهو طبيب مختص في الامراض النفسية والعصبية توفى في حادث حركة وهو في طريقه للعزاء  في وفاة الشيخ البرعي ! .

هل عدد أتباع الطريقة أحد معايير الاختيار؟ وهل هو عضو في المجلس الصوفي السوداني؟ يبدو بأن   الادريسي جاء عن معرفة لصيقة بالشيخ الادريسي وهي طريقة صغيرة .. وهنالك طرق أكثر منها عددا مثل الختمية او الانصار او السمانية او طائفة الشيخ قريب الله والشيخ البرعي وأولاد بدر وطائفة الشيخ الكباشي ، ومثل هذا الامر يسري على اختيار ممثلي الادارة الاهلية .

ونعود كمرة أخرى لمعايير الاختيار اذا كان السن او العمر معيارنا سيخرج ب. أبو صالح من هذه الزمرة فهو يبدو من مواليد الستينيات من القرن الماضي. وهنا تأتي مشكلة التسنين أوتقدير العمر وفقا للطلب بعضهم يزيد تسعا او عشر أعوام . كما فعلها د.كامل إدريس وتم توقيفه . اما الاكثر شيوعا في السودان ويفعله بعض الناس دون كبير إكتراث او إهتمام مثلما إكتشفت في حالة أحد المتقدمين لوظيفة كنت عضوا في لجنة معاينتها وعند النظر وإعادته وجدت بأن عمره عند دخوله المدرسة كان (0) صفر اي انه دخل المدرسة وهو في بطن أمه .

يقوم البعض بتظبيط الشهادات والاوراق الثبوتية بشكل جيد ولكن لا يصمد التزوير او التدليس امام عين فاحصة . انتبهت عصابة الانقاذ لهذه المشكلة في آخر أعوامها وقامت بمراجعة الشهادة الثانوية وقد وجدت حوالي 6 الف شخص غير حاصلين عليها فوضعت لهم شرطا لاجتياز إمتحان ملاحق في المواد التي لم ينجحوا فيها ! وقد تكسب بعض الاساتذة بالعمل في إعادة تأهيل هؤلاء الافراد . وأحسب الامر برمته من كيد العصابة لبعضهم البعض! لذلك يبدو من المهم وضع السيرة الذاتية لاعضاء مجلس حكماء السودان وهو في تقديري إسم جانبه الصواب فلم تسمع الا ببروتوكولات حكماء صهيون ! .

توجد في إنجلترا جمعيات ملكية عريقة للجغرافيا ، ولبعض تخصصات الطب مثل الجراحة وطب الباطن ! اما في ولايات اميركا المتحدات فتوجد مستودعات التفكير ولم يدعوا بأنهم حكماء. لذلك سيكون من الاوفق ان يطلق عليه بيت الخبراء ليضم كل الخبرات داخل وخارج البلاد . ففي عهد تكنولوجيا الاتصالات الرقمية أضحى من السهل التواصل مع الناس في كافة بقاع الارض . علي ان يضم هيئة مستشاريين من أفضل الخبرات العالمية.

ويبقى السؤال المهم ، هل نحتاج لتخطيط إستراتيجي ام لسياسات عامة توجه أنشطة الدولة ، على أن يرتبط مستودع التفكير هذا او بيت الخبرة بمركز وضع السياسات العامة بالبلاد .

ولم يعد الناس يطيقون حديث الاستراتيجية ، شاملة أو محدودة ! . وهي تذكرهم بالاستراتيجية القومية الشاملة – ولما خرجت علينا لم يعدها الناس في الاستراتيجية او في العمل القومي ، لقد كانت مخلوقا هلاميا أضاع سنوات وأموال طائلة – ومعه يذكر الناس المرحوم تاج السر ، برؤيته ، ورسالته وخليط الاهداف .

قامت ثورة الانقاذ الظافرة بإنشاء أجسام عديدة قريبة الصلة برسم السياسات والخطط ، منها : هيئة المستشارين- ترى أين هي الان ؟ وأبو صالح كان عضواً فيها . ومركز التخطيط الاستراتيجي، ماذا حل به؟ ومركز آخر للدراسات والبحوث الاستراتيجية بالقرب من وزارة الاعلام جاء على رأسه شاب متحمس د.عبدالهادي وتم إلحاقه بالقصر الجمهوري لا ندري مصيره مع تلك المؤسسة التي قام بإنشائها. ولما لم يجد أبو صالح موقعا في هذه الاجسام قام بمساعيه لخلق مركز للدراسات الاستراتيجية بولاية الخرطوم. بعد أن أنشأ مركزاً بجامعة أمدرمان الاسلامية ، وهو يدعي بوجود خطط تنقذ البلاد ! هل هي ذات الخطة التي قام بوضعها في ذلك المركز ؟ وهل سيعيد حساباتها ام قام بوضعها بالدولار تجنباً لمشكلة انهيار العملة . وهنا ستتضح الرؤية – هل ما قام به بروفيسور أبو صالح خلال عمله في مركز الدراسات الاستراتيجية ملكا له؟ يأخذه معه أينما حل أم هو ملك للمركز إن ظل قائما؟ وهنا تكمن مشكلة قد يكون لاحظها كثير من الناس وهي سرقة وثائق الدولة ومنشوراتها ، فهي توجد الان في بيوت المهنيين والمعاشيين ممن عمل بالدولة ! لذلك يرجى من الجميع التحلي بالقيم التي تنادي بها كافة الاديان وهي الامانة والصدق!  ننتظر من  أبي صالح الاجابة على هذه النقطة الهامة! من أين له الخطط التي أشار إليها في حديثه؟ هل أخذها وهو يخرج لآخر مرة من مركز الدراسات الاستراتيجية إن كان الأمر كذلك فهي مصيبة ولا زالت تمارس وبعين قوية وإن قام بوضعها لوحده فهي لا تعدو أن تكون مثل أحلام ظلوط ، لا يعتد بها ! وفي هذه الحالة سيتم إخراجه من مجلس حكماء السودان ومن بيت الخبرة او مستودع التفكير ! .

راجعت سيرة ذاتية لدكتور أبو صالح وقد وضح تاريخ ميلاده في عام 1960م ولكنه أغفل كل التواريخ المهمة ! مثل تاريخ حصوله علي درجة البكالريوس والدكتوراة. فهي سيرة ناقصة ، جهلاً أم تعمداً وفي كلا الحالتين سيتم إخراجه من مجلسه.

وعلي كل حال سيكون لدكتور أبو صالح الفضل في إعادة فكرة إنشاء مستودع السودان للتفكير ليضم كل الخبرات في الداخل و الخارج ، علي أن يتم الترشيح من قبل الجميع و أن يضم خبرات حقيقية تفيد البلاد وتساعد الدولة في رسم السياسات ووضع الخطط ومراجعة كافة أعمالها المهمة.

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. ((قامت ثورة الانقاذ الظافرة بإنشاء أجسام عديدة قريبة الصلة برسم السياسات والخطط))؟؟
    انت ياسمعة كنت وين ولا جيت من وين؟؟ هل سمعت الوصف للنظام البائد منذ يوم اسقطه الثوار بهذا الوصف الذي وصفته في أي وسيلة اعلام أو دعاية حتى في صحف الفلول؟ أين الحكمة في وصفك هذا ياترج=ل لعصابة لصوص وزنادقة ينتحلون الدين الاسلامي صفة وكموفلاج لهم ليحكموا فتمكنوا 30 سنة ! هل بالظافرة هذا التمكين لهذه المدة؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..