مقالات سياسية

بالبطَان..!! (مُنع من النشر)

مرّت على احتجاجات المُواطن السوداني ما يفوق الشهر، التي أفرزتها الظروف الاقتصادية التي رهلت كل دروب الاقتصاد، حيث لم تجعل للدولة طريقاً واحداً معافى كي يكون لها أملٌ او خيط يقودها الى لملمة ما سقط منها بفعل بعض ساستها انفسهم، والى اليوم مازال السوق يواصل ارتفاعه والأدوية تكاد شبه معدومة.

يبدو أنّ هذه المقدمة سيطالعها القارئ من خلال مقالي طالما ان الاوضاع مازالت تواصل توتراتها والفوضى تضرب بأطنابها في كل شئٍ، حتى التعامل مع المُتظاهرين الذي نبّهنا أن يتم وفق ما هو معروف دولياً، ولكن مازالت الاختراقات مُستمرةً من خلال ما يُعرض من صورٍ تقشعر لها الأبدان لشباب دون العشرين عندما كشفوا عن ظهورهم وكأنّ السياط المُشبّعة بالدماء الحمراء ناتجة عن ضربهم بالبطان، الذي اشتهرت به عدد من قبائل السودان عند الأفراح وهو كناية للبطولة!! ولكن ما بين البطان والخرطوش الأسود مسافات إنسانية!! فلا يُعقل أن ينهال ما يفوق الخمسة أشخاص على شاب نحيلٍ، كلٌّ يضرب في أنحاء مُتفرِّقة من جسده النحيل بصُورةٍ وحشيةٍ، فقط لأنه خرج احتجاجاً على الوضع الاقتصادي، علماً بأنّ ذلك كفله له الدستور والقانون، يجب أن تفطن الجهات النظامية قليلاً الى ذلك لأنّه ضد حُقُوق الإنسان.

ومن المُمارسات المُزعجة والتي أثارت حفيظة الأُسر داخل المنازل لحظة الكر والفر بين المُتظاهرين والأجهزة الأمنية، بعض الشباب يدخلون المنازل وتتم مُلاحقتهم برمي عبوة بمبان داخل المنزل! وهذا ما حدث في احتجاجات بحري سقوط عددٍ من العبوات داخل المنازل، وهذا يؤدي الى إصابة كثيرين بنوبات الأزمة، وقد لا تستطيع الأسرة إسعاف مريضها في ظل هذه التّوتُّرات التي تحتاج إلى ضبط النفس من القُوّات داخل الميدان، طالما أنّ التظاهرة سلمية مما يُؤكِّد وعي المتظاهرين!

أما العُنف المُفرط فلن يزيد الأمر إلا سوءاً والطين بله، هل مخالفة الرأي سلمياً تستوجب استخدام العنف لقمعها؟

أليست سياسة الامن الناعم في التعامل مع التجمعات وحمايتها أفضل من استخدام العُنف وتفريقها بالقوة، خاصة أن الكثير من التجمعات مطالبها إما إصلاح اقتصادي أو اجتماعي وليس سياسياً مع احترامي للتجمعات ذات الطابع السياسي.

إنّ التّظاهرات السلمية قد تتعرّض الى العديد من المَسائل التي تجعلها تحيد عن أهدافها التي بُعثت من أجلها، وتتداخل في ذلك أسبابٌ عديدةٌ لعلّ أبرزها الاختراق ويجب الانتباه جيداً الى المُحيط الذي تدور حوله الأحداث، إضافةً الى تجنُّب التصعيد مع الأطراف التي تُريد أن تُوقع بالمُتظاهرين ومحاولة جرِّهم إلى مُنزلقات أخرى من شأنها خلق العنف والفوضى!

حديث أخير

ضرب الشباب ورمي الغاز المسيل للدموع داخل المنازل يجب تحقق فيه النيابة!!

التيار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..