
للاسف الشديد لم تعد امتنا السودانية تقرأ ..
فلقد عم الجهل كل الاركان ..
وتحولت امتنا لامة لا تقرأ ..
وانقلبت احوالنا بؤسا وفقرا ..
فلا احد يقرأ كما كان في الماضي ..
ولا احد يبحث كما كان في الزمن الجميل ..
ولا احد يتعمق في علوم الحياة كما كنا من قبل ..
فلقد اصبحنا نعيش في ليل مظلم حالك الجوانب ..
واصيبت دولتنا بالإعاقة والقصور ..
ولم نعد قادرين علي التصدي لعظائم القضايا و الامور ..
وكأن القدر وقد كتب لنا أن نعيش بين جنبات هذا العالم الكبير مغمضي العقل ..
معصوبي الضمير ..
مكبلي الايدي ..
منكبون على وجوهنا ..
فاقدين للوعي ..
نعم لقد بلغ السيل الزبى ..
ونحن ولزمن طويل في هذه الدوامة الخبيثة ..
ولابد من الخروج منها بأي ثمن ..
وان نعيد النظر جميعا في فقه الهزيمة الذي اصبح يلفنا من كل جانب ..
وان نعود جميعا للقراءة والاطلاع ..
فالعالم كله قد بدأ يتغير للافضل ..
ولم يعد للجهلاء مكان في هذا الزمان ..
ولكن وللاسف الشديد هم في بلادنا كثر وقد علت اصواتهم كل المنابر ..
فلقد حضر بيننا أهل الزيف والنفاق بكثرة ..
وعاثوا خرابا ودمارا في البلاد ..
فغاب عنا الحق والعدل..
وحضر بيننا الظلم والقتل ..
وكثر الحبس والسجن..
وكأن التاريخ يعيد نفسه في بلادنا ..
فليست بعيدة عنا قصص السفهاء وما فعلوه بالتاريخ البشري..
وليست بعيدة عنا احجام الدمار والحروب التي أكلت كل الاخضر واليابس ..
ولعلنا هذه الايام نعيش حياة اشبه بحياة طوائف ملوك الاندلس فرقة ..
فألي متي ستقطر جروحنا أسى وأنينا ..
والي متي كل هذا التجاذب والتطاحن والانفلات ..
الي متي اهلنا الكرام ..
ياراجل سيب النرجيية منذ متى كانت امتك قارئة واية أمة تقصد؟؟؟ هل حالة الخرطوم العاصمة تنبئ عن أمة قرأت سطرا واحدل طوال تاريخها؟؟؟