أخبار السودان

انتهاء مشاورات (فولكر).. ثم ماذا بعد؟

بناء الثقة الخطوة الأولى بين مكونات المشهد السياسي

تقرير: الخواض عبد الفضيل

أعلن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة رئيس البعثة الأممية في السودان (يونيتامس) فولكر بيرتيس، انتهاء المشاورات التي يجريها بهدف إحياء العملية السياسية في البلاد، وكان “فولكر” أعلن في يناير الماضي، إطلاق مشاورات واسعة تهدف لعودة العملية السياسية في البلاد، عقب الأزمة التي تسبب فيها الانقلاب العسكري في 25 أكتوبر الماضي، وقالت البعثة في منشور على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) الخميس: اختتم مبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة فولكر بيرتيس، وفريق يونيتامس، جلسات المشاورات من أجل عملية سياسية للسودان، بحوار مُعمق مع قادة وشيوخ الطرق الصوفية حول التحديات الماثلة التي تواجه السودان وآفاق الحلول لها، والتقى ممثل الأمين العام خلال الأسابيع الماضية طيفاً واسعاً من القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والقوى الثورية والاجتماعية الفاعلة في المشهد السياسي، ولم تكشف بعثة (يونيتامس) عن الخطوة التي تلي ختام المشاورات.. (اليوم التالي) استنطقت عدداً من المتهمين بالأمر حول الخطوة المقبلة..

جمال رستم: لا بد من بناء الثقة بين مكونات المشهد السياسي السوداني

قال الدكتور جمال عبدالرحمن رستم المحلل السياسي مهمة إن صون حفظ السلم والأمن الدوليين أحد وأهم أهداف وأولويات الأمم المتحدة، ولذلك تضمن أجهزة الأمم المتحدة في هذا الشأن منع النزاعات وحفظ الأمن وصنع السلام وبناء السلام ومكافحة الإرهاب ونزع السلاح وتفكيك المليشيات خاصة الدول التي تشهد عدم استقرار واضطرابات وتعقيدات الانتقال السياسي مثل ما تمر به الحالة السودانية عقب ثورة ديسمبر المجيدة مبيناً أن الأمين العام والمبعوثين الخاصين يقومون بأدوار تكميلية ومحورية مهمة جنباً الى جنب مع مكاتب وهيئات الأمم المتحدة الأخرى، لذلك قامت الأمم المتحدة بإرسال فولكر للسودان للمساهمة في الانتقال السياسي السلمي السلس لتلبية طموحات الشعب السوداني الذي قام بالتغيير مؤكداً لـ(اليوم التالي) أن مهمة فولكر أتت في ظل تعقيدات في المشهد السوداني في ظل تراكم الأحداث وانعدام الثقة بين جميع الأطراف وتمترس الفاعلين الأساسيين فيها وعدم وجود حلول وسطية مع تصاعد العنف فيها، وأضاف: من المتوقع من نتائج مشاورات فولكر محاولة إيجاد تقارب ما بين المدنيين والعسكريين لهذا لا بد أن تكون هنالك خطوات جادة وعملية واستراتيجية شاملة وفاعلة للجهود الأممية لحل المشكل السوداني بحيث لا توجد فجوة بين كل المكونات المجتمعية والسياسية والعسكرية كذلك لا بد من محاولة بناء الثقة المفقودة الآن في المشهد السوداني، مضيفاً أنه علة فوكلر استخدام آلية أكثر مرونة في لم الشمل وعدم الانحياز الى أي طرف من الأطراف حتى لا تنهار الوساطة لأنها تمثل آخر المحاولات، كما على فولكر التركيز على الحلول السودانية ـ السودانية المطروحة في المبادرات من الجهات السودانية لأن الحل السوداني هو الأنسب والأرحب في حل الأزمة السودانية.

الرشيد محمد: فولكر مسهل فقط ولا أعول على مشاوراته

يرى الدكتور الرشيد محمد إبراهيم الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي ما أن يقوم به فولكر سبقته تفاهمات كثيرة بين الأمريكان والمجلس السيادي في أن يكون المضي في اتجاه التهدئة والاستقرار في نفس الوقت وقال لـ(اليوم التالي) إن هنالك عدم فهم لدور فولكر الذي يقتضي في أنه تمهيدي وتسهيلي خاصة وأن هنالك فجوة وعدم ثقة بين أطراف العملية السياسية زاد أن الفاعلين والسياسيين غير متفهمين لدور فولكر وهذا الفهم الخطأ نتجت  عنه تعويل آمال معقودة على فولكر موضحاً أن هذا أكبر الأخطاء أن  يعول عليه ومن المفترض كل المبادرات والأطروحات تناقش بين الأطراف وليس فولكر وأضاف أن المبعوث الأممي فولكر إذا عمل على جمع هذه الأطروحات والمبادرات وقدمها حسب رؤيته هو عقب انتهاء مشاوراته مع القوى السياسية سترفض من قبل مجلس السيادة على حسب لسان حميدتي نائب رئيس مجلس السيادة الذي قال: تم قبول فولكر كمسهل وليس مقدماً للمبادرات أو وسيطاً ما يعني أن فولكر لن يستطيع أن يقدم أي مبادرة، لأنها  مرفوضة من جهات كثيرة، أحزاب سياسية ومجتمعية رافضة لأي أدوار خارجية وزاد دكتور الرشيد بأنه غير معول على مشاورات فولكر ولا يعلق عليها أي آمال وأشار الى أن أدوات حل الأزمة السودانية داخلياً وأي وثيقة خارجية أو أروبية خلجية لا تساعد في الحل مستقبلاً.

فيصل عمر: لا بد من مائدة مستديرة تجمع فيها نتائج المشاورات

توقع الأستاذ فيصل عمر المختص في التنمية والحكم الرشيد الانخراط في جلسات تشاورية تشمل كل المكونات السياسية في البلاد مقروءاً ذلك بالأطروحات التي دفعت بها هذه الأجسام والمكونات في طاولة فولكر بيترس توطئة وتمهيداً لتقريب وجهات النظر في طريق الوصول لخارطة سياسية متفق عليها تعبر بالمرحلة الانتقالية بعقد دائرة مستديرة تجمع فيها كل الآراء لهذه الأجسام لتحديد نقاط الاختلاف والالتقاء بين كل هذه القوى مشيراً في حديث لـ(اليوم التالي) الى أنه قد ترفض بعض قوى الثورة ممثلة في قوى إعلان الحرية والتغيير المجلس المركزي خاصة بعد أن تم اعتقال بعض قياداتها مما يؤدي الى فشل وساطة فولكر لتقريب وجهات النظر بين كل المكونات لافتاً الىأانه حسب تصريحات قياديي قحت عبروا عن استيائهم من اعتقال هذه القيادات التي بدورها قد تفشل الوساطة الأممية وأضاف: كان الأجدى على فولكر الخروج بنتائج هذه المشاورات فور الانتهاء منها خاصة وأن الفترة الانتقالية تشهد فراغاً دستورياً كبيراً أدى الى توقف الإنتاج وارتفع أسعار خدمات المواطنين والسبب في ذلك عدم وجود حكومة تنفيذية متفق عليها وأكد أنه اذا نجح فولكر في (80%) بتجاوب القوى السياسبة ستخرج البلاد من هذه الوهدة والخنقة السياسية التي تسيطر على دولاب الدولة.

د. ناجي مصطفى: وساطة فولكر جاءت في توقيت سيء

الدكتور ناجي مصطفى المحلل السياسي قال إن هنالك ملاحظات أبرزها أن فولكر لا يعرف الشعب السوداني بالإضافة الى أنه فضح عن مؤسساته التي تمتلك المعلومات التي اتضح من خلالها أنه لا يعرف الأحزاب السودانية لافتاً في حديث لـ(اليوم التالي) أنه إذا كان الحديث والحوار عن  توزيع سلطة أو مشاركة في إدارة الفترة الانتقالية فيمكن أن لا يشارك المؤتمر الوطني المحلول فيها، لكن طالما تم إطلاق حوار سياسي شامل ويتم فيه إبعاد حزب سياسي عن المشاركة فهذا يعني أن فولكر ليس رجل سلام وليس هو رجل حوار وليست له أهداف ونوايا طيبة ليصل الى نتائج إيجابية في مسألة واضحة، ونوه الى أن فولكر التقى بأكثر من أربع مجموعات منها نسايئة ومنظمات من مختلف أصقاع السودان هذه المجموعات لا يعرف لها اتجاه سياسي ومجهولة في نفس الوقت جازماً بأن   ليس لها معنى أن يلتقي بها المبعوث الأممي فولكر، وزاد أن جلوس فولكر المتكرر مع الحرية والتغيير المجلس المركزي ودفاعه المستميت عنها عقب قرارات 25 أكتوبر الماضي يجعل المرء يشكك في أن فولكر عضواً بها، هذا واضح خلال سلوكه معهم، وأشار الى أن فولكر اختار توقيتاً سيئاً لطرح مبادرة الحوار خاصة في ظل عدم وجود جهاز تنفيذي في السودان ولا رئاسة مجلس وزراء ودون حكومات ولايات وأضاف أن التوقيت الأمثل في ظل حكومة ترعى المبادرة وتمضي بها الى الأمام وزاد أن فولكر يستغل الفراغ التنفيذي لتمرير قرارات مبطنة مسبقة ليست لها علاقة بالحوارات التي تمت، بل لها صلبة بالأجندة التي جاءت من أجلها البعثة الأممية وأضاف: كان على فولكر طرح المبادرة وفق منهج الأمم المتحدة بعرضها على الاتحاد الأفريقي أولاً باعتباره الجهة الإقليمية الخاصة بحلحلة القضايا الأفريقية لأنها دائرة الاختصاص الأولى وتوقع دكتور ناجي ثلاثة احتمالات لا تخرج من نتائج مشاورات فولكر، أولاً: حديث سبق وأن تحدث به السياسيون يتمثل في الوفاق الوطني وتوسيع دائرة المشاركة وعن ضرورة الانتخابات العاجلة المبكرة أو ميثاق سياسي لإدارة الفترة الانتقالية، أما الاحتمال الثاني فإن فولكر لديه قرارات جاهزة تصعيدية باستغلال البعثة الأممية لأهداف مجهولة، والاحتمال الثالث أن فولكر يأتي بقرارات لا تسمن ولا تغني من جوع.

اليوم التالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..