مقالات سياسية

إضطراب الجنرال

أصحى يا ترس

بشير اربجي

الإضطراب هو الوصف الوحيد الذي يمكن إطلاقه على الحوار التلفزيوني الذي أجراه مدير الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون لقمان أحمد مع قائد الانقلاب أمس الأول، حيث جاءت الإجابات مضطربة أشد الإضطراب رغم أن الأسئلة الموجهة بالحوار لم تكن من النوع الذي يفعل ذلك، ورغم أن لقمان أحمد ألتزم بورقته التي أمام طاولته ولم يولد أسئلة جديدة من خلال إجابات البرهان، ولك أن تنظر عزيزي القارئ لإجابة تقول لا أريد أن أحكم السودان ولا أن تحكمه المؤسسة العسكرية، وتقارنها برد سابق للبرهان نفسه حينما قال إن والده تنبأ له بحكم البلاد منذ صغره، فضلا عن مقاربتها مع كل هذه الدماء ليبقى الرجل بالحكم لتعلم مدى التشتت والإضطراب الذي يعانيه، ثم يمضي الجنرال فى إجاباته الغريبة حينما يقول مستعدون لتسليم السلطة حال توافقت القوى السياسية، وراعي الضان فى الخلاء يعلم أن الرجل فض شراكة بالحكم مع أكبر تحالف سياسي التأم بالبلاد منذ استقلال السودان، فضلا عن زجه بالسياسيين الذين يطلب توافقهم الآن بالسجون عقب إنقلابه المشؤوم،

 

لكن الاعجب مما تقدم حديث قائد الانقلاب عن أنهم توصلوا لـ 5 أو 6 نظاميين أطلقوا النار على الثوار، فمن مجموع 81 شهيد عقب انقلابه يأتي ليقول إنهم توصلوا فقط لهذا العدد من مطلقي النار كأنما النار تطلق من دون ضابط ورابط فى البلاد، رغم أنه هو المسؤول الأول عن كل رصاصة أطلقت منذ الثالث عشر من أبريل العام 2019م، وإن قال له أي شخص غير ذلك فهو إنما يريد أن يخدعه لا أكثر ولا أقل، فهو ومجموعة اللجنة الأمنية للمخلوع البشير مارسوا كل الضغوط للشراكة فى الحكم بزعمهم الكذوب للمحافظة على الأمن، وحتي الآن سقط حوالي 1000 شهيد أو يزيد إضافة لعدد مماثل من المفقودين وآلاف المصابين دون القبض على أي من مطلقي الرصاص بالطرقات على الثوار السلميين.

 

لكن أكثر ما يثير الدهشة هو حديث قائد الإنقلاب عن لجان المقاومة وأنها من تقود الثورة المجيدة، ومغازلتها بالتفاوض معها وهو الذي يعلم أنها قالت بوجهه ووجه عسكرييه لا شراكة وتفاوض ولا شرعية، وطلبه الغريب منها أن تنسق مع الشرطة التي تقنص الثوار حينما تريد تسيير المواكب، أما حديثه عن لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو فهو جزء من خطة انقلابه التى يعلمها الجميع، وما لجنة المراجعة غير القانونية وزج قيادات اللجنة بالسجون ومطاردتهم وإعادة الكيزان للعمل إلا دليل على أن الرجل يخدم النظام البائد ورموزه، ويحافظ لهم على الأموال التى سرقوها من موارد الشعب السوداني حتى يدعموه فى طموحه بالحكم، لكن أي يكن فإن الإضطراب كان باد على محيا البرهان وفى إجاباته الغير موزونة، وأوضح للكل أن الرجل قام بالاستيلاء على السلطة بالقوة دون أن يقدر أين تقف رجله، لذلك يريد مخرجا ويريد تفاوضا ولن يجده من القوي السياسية التي نكل بقياداتها ولا زال يعتقل منهم الكثير، أما لجان المقاومة فهي كانت واضحة فى الطرح وستمضي لتحقيقه بوتيرة ثابتة ولن تتفاوض مع قائد الانقلاب ولن تعطيه الشرعية التي يبحث عنها، وستدعه فى إضطرابه الذي بدأ عليه أمس الأول حتي تلحقه بسلفه قريبا.

الجريدة

‫2 تعليقات

  1. الجنرال فى حالة ذعر وربكة …. فى سابقة اشبه بما سطره قابريل قارسيا ماركيز … تسرب من العارفين ان البرهان فى اللقاء تحت الجلباب الوافر الطول والعمة والشال كان ترتدى بدلته العسكرية كاملة حتى البوت مع الحزام الواقى …
    يعنى ابرهة فى حالة استعداد دائم … المصينة يكون ينوم بى لبس خمسة !!!

    انها دعوات امهات الشهداء ولعنة دمائهم الطاهرة تطارد القتلة وتفضح ذعرهم الدائم

  2. الاختشوا ماتوا يا استاذ، انت عاوز من البرهان ان يتحري الصدق؟ البرهان جيفة خلا ساكت.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..