ياناس: الخواجة زعل تب !

عرضحال الى البلد
د. علي حمد ابراهيم
سكوت غريشون ، مبعوث الرئيس اوباما الى السودان ، زعل زعلة مضرية من الشخص الذى نسب اليه كلاما خطيرا ضد السودانيين حكاما ومعارضين . وكتب ردا فجا حولنا فيه ، كلنا جميعا ، الى كذبة نعبش بالكذب فى كل وقت! الابن يكذب على ابيه ! الزوج يكذب على زوجته ! والحاكم يكذب على شعبه ! بل ويطلب اليه ان يمتهن الكذب ! وسخر من قولنا عرب وافارقة . وذكرنا باننا سودانيين وبس ! يعنى بالدارجى الامريكى الفصيح نحن زنوج وبس ! زعلة الرجل المضرية هذه اخرجته من حدود اللباقة والكياسة الدبلوماسية التى تفرض على الدبلوماشى عدم الاشتطاط والانفعال الموصل الى البوح بما لا يمكن البوح به من الاسرار تحت فورة الغضب .
لقد علمونا فى الخارجية ، على عهدها الزاهر ، اساسيات وابجديات العمل الدبلوماسى الناجح . علمونا ان نترك دائما مساحة للزوغان من الكلمة (الشينة ) التى تعارف مجتمعنا عاى انها دائما منكورة . علمونا ان الدبلوماسى الناحج يتجنب القطعيات . انه لا يقول – مثلا- ان هذه اللوحة سوداء . ولكنه يقول انها تبدو سوداء : يترك لنفسه فسخة ومساحة للزوغان والمناورة اذا ثبت خطأ موقفه وموقف بلاده . ان لا يحمل السواطير والفؤوس المهشمة . و ينأى عن بذئ اللفظ وغليظه والعنتريات التى قد لا تقتل ذبابة ولكنها تقتل احساس الذى يستمع اليك بأنك دبلوماسى تمثل امة متحضرة . اعود الى رد الجنرال الطيار الذى فقد اعصابه ونزل فينا شتائم من العيار الثقيل واباح وهو فى غمرة غضبه وتفلته اباح كتابة ونشرا بما لا يمكن البوح به من مهمته . فهو يرى ان ما يقوم به من جهد فى مجادثات الدوحة لن يوصل الى نتيجة .
ويعني هذا ان الرجل يضيع وقته ووقت الآخرين ووقت بلاده ومالها فبما لا طائل من ورائه . واذا كنا امة من الكذبة حسب وصقه لنا فهو الآخر يكذب على نفسه وعلى حكومته ورئيسه ذهابا وايابا فى ةمهمة متطاولة يعرف سلفا انها لا تفضى الى شئ . أما الرأى الخطير الآخر فهو ، رأيه فى الانتخابات الجارية الآن فى السودان . فهو يصفها بالمهزلة . ويقول انهم سيعترفون فقط بانتخابات الجنوب ، اما ما حدث فى الشمال فلا يمكن السكوت عليه . ولكنه ترك التفاصيل لخلفه . هل هناك تفلت اكثر من هذا .
فاذا كانت هذه الانتخابات مهزلة ، لماذا ساير الرجل هذه المهزلة منذ البداية . الا يعطى هذا ذخيرة للمتشككبن فى نوابا الرجل الدفينة . واهدافه. الا يجيز للغير ان يتهموه بتنفيذ مخطط مرسوم سلفا . و يتغاضى فى سبيل انجازه عن كل الاحطاء والممارسات السالبة التى صاحبت وتصاحب العملية الانتخابية. لقد كال الرجل الشتائم للانقاذ وهو يتحدث عن قتل الناس واعدامهم وعن صيف العبور وعن شعارات امريكا التى دنا عذابها.
ووقف بسخرية عند خدمات الانقاذ للمجهود الاستخبارى الامريكى وتسليمها طوعا لكثير من الملفات الاستخبارية لامريكا فقط ليتضح فيما بعد ان المعلومات الواردة فى تلك الملفات كانت مضروبة ، الامر الذى استدعى ارسال طائرة خاصة لاحضار رئيس الاستخبار السودانى لاستجوابه عن المعلومات المغلوطة التى قدمها لامريكا ! ألم اقل ان الرجل زعل زعلة مضرية اخرجته من الوقار الدبلوماسي، ليعود عسكريا على السليقة لا يجبد غير الكلام الدراب والتجديع بالحجارة الغليظة . بقى ان ننتظر تهديده بعدم سكوت امريكا على ما جرى فى الشمال من مهزلة انتخابية . والرأى عتدى ان هذا هو الجس الذى يعقب الذبح.
انهم فى الحزب الديمقراطى يريدون الخروج السريع من محرقة السودان فى ظل اوضاعهم الاقتصادية الفاجعة . وقد صدرت التوجيهات بكلفتة الأمر سريعا وبأى وجه. وهذا ما فعله الرئيس القديم كارتر وهو يثنى على انتخابات يصفها مبعوث امريكما بانها مهزلة لا يمكمن السكوت عنها . المغالطة لا تجدى . و الاصبع لا يغطى ضؤ الشمس .
أخ . . . يا بلد الاعالى من زمانك الجديد !
( عمود يومى فى الوطن السودانية )